|
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
] وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [ صدق الله العظيم .
لقد أفلح اللقاء المشترك حين اتخذ من الميادين والشوارع ملاذاً للذود عن الحقوق الدستورية والقانونية والديمقراطية ، وبهذا الخيار الديمقراطي الراقي انكشفت سوءة الحزب الحاكم الذي يتشدق بالديمقراطية والوطنية وهما منه براءٌ براءة الذئب من دم بن يعقوب !
ولقد أثبت اللقاء المشترك أنه يملك زمام الشارع عندما تدفقت عشرات الآلاف من أنصاره ومؤيديه إلى الشوارع في حركة انسيابية سلمية منظمة لم يكسر أثناءها غصن شجرة أو يرمى فيها بحصى أو يكسر فيها زجاج سيارة أو يُعتدى فيها على أحد ، مما يؤكد التزام الأنصار بخيار قادتهم ، وبالإضافة إلى ذلك أكد هذا التفاعل من قبل الأنصار والمؤيدين شرعيةَ وواقعية مطالب أحزاب اللقاء المشترك كما أكدته نوعية الوسيلة الديمقراطية .
وعلى النقيض تماماً ؛ خاب الحزب الحاكم وخسر حين اختار التمترس خلف القوة العسكرية والزج بقوات الجيش والأمن والآلة العسكرية لحماية مصالحه الحزبية ، ومجابهة الوسيلة الديمقراطية والنهج السلمي بوابل من الرصاص والهراوات ، طمعاً منه ورجاءً في أن يجرجر أنصار اللقاء المشترك إلى معركة دامية كما هي عادته ، ولكن خيبت الأنصار أمله رغم جموعها الهائلة ، وفوتت عليه الفرصة في جرها إلى معركةٍ خاسرة ، فعادوا بعد نجاح مهمتهم بسلام ورد الله الذين بغوا وظلموا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال، إلا أنه وفي الوقت ذاته أثبت الجنود البواسل الشرفاء أنهم رجال بحق ، وأنهم ليسوا أداة مطواعةً في يد (النفعيين) و (الانتهازيين) القابعين في قصورهم ومزارعهم ، وأنهم جنود الوطن لا جنود الحزب .
وكما أثبت اللقاء المشترك أنه يمتلك زمام الشارع ، أثبت الحزب الحاكم أنه لا يملك من الشارع شيئاً ، فقد خرج في جموع قليلة من الموظفين وطلبة المدارس وظهرت فعاليته في صورة باهتة المعالم تعكس شعبيته الوهمية المستندة إلى سجل انتخابي مزور وهيمنة مطلقة على إدارة العملية الانتخابية ، مما يؤكد مقالة الأستاذ/ محمد قحطان عقب إعلان فوز الرئيس بالرئاسة عقب معركة انتخابية حامية الوطيس ، قال قحطان حينها : سنخرج أنصارنا إلى الشارع ليقوم العدَّادون من الداخل ومن الخارج بعدهم وحصرهم ليتبين زور النتيجة وبهتان الحاكم .
وبالإضافة إلى كل ذلك أثبت الحزب الحاكم أنه لا يجيد اللعبة الديمقراطية حيث أخرج اللقاء المشترك إلى الشارع في مقدمة الصفوف كبار قادته ومفكريه كالآنسي وياسين والعتواني ومحمود والمتوكل وقحطان ، فيما أخرج الحزب الحاكم (صغاره) الذين لا يجيدون حتى (النباح) ، كما أكَّد الحزب الحاكم أيضاً أنه لا يجيد استخدام أي وسيلة غير الرصاص ، فهو لا يفرق بين الفعالية السلمية عبر الميادين والشوارع وبين المقاومة المسلحة من على قمم الجبال ، ولا يفرق أيضاً بين مهرجان سلمي منظم وبين مسيرة غضب عشوائية تدك كل ما يعترضها فهو يتعامل في جميع الأحوال بلغة واحدة هي لغة الرصاص ، ومنطق القوة ، ومبدأ الاجتثاث والاستئصال ، والكل في مفهومه خارج على القانون الذي يحمل السلاح والذي يرمي بالحجر والذي يهتف بصوته والذي يكتب بقلمه والذي يرفع لافتة عليها شعار تنديد أو كلمات احتجاج ، كل هؤلاء سواء لا فرق بينهم أبداً ولا وسيلة لقمعهم سوى بالرصاص الحي .
وكما أثبت اللقاء المشترك تماسك أركانه ، وتكاتف أعضائه ، بخروج الجميع نحو الشوارع دون تخاذلٍ من حزب أو تثاقلٍ من قائد أو تكاسلٍ من عضو ، فقد خرج (الحاكم) منفرداً دون أرجله (الثلاثة عشر) الكسيحة العاجزة .
وكما أثبت اللقاء المشترك قوة حجته وبلاغة منطقه ، بالتفاف المنظمات الجماهيرية حوله ، وتهافت وسائل الإعلام الدولية لتغطية مهرجاناته الحاشدة ، فشل الحزب الحاكم أن يقنع تلك الجهات بالتفاعل معه ، فخرج مجرداً إلا من وسائله الإعلامية الكاذبة .
· الثقافة الجنسية في مدارس البنات
اندهشت عندما جاءني أحد أولياء الأمور ليريني كتيبات ومنشورات وزعت في مدرسة (رابعة العدوية) للبنات بمديرية الوحدة ، حيث وزعت على جميع الطالبات في المرحلة الثانوية ، هذه الكتيبات صادرة عن قطاع السكان بوزارة الصحة ، ومنها كتيبان أحدهما بعنوان (تنظيم الأسرة) ويحوي في ثناياه الحديث عن وسائل منع الحمل بمتخلف أنواعها (بدءاً بحبوب منع الحمل وانتهاءاً بالواقي الذكري) مدعمة بالرسومات الخادشة للحياء ، والكتيب الآخر بعنوان (الزواج وبناء الأسرة) يحوي مواضيع بعنوان (ماهي العلاقة الزوجية؟ و فحولة الرجل في ليلة الدخلة ! و أسباب النزيف في ليلة العرس ! و أسباب الضعف الجنسي )
وأنا لا أعترض هنا على نوعية الكتيبات ، ولكنني أعترض على طريقة التوزيع .
- فمن الذي سمح بتوزيع هذه الكتيبات في مدارس البنات ؟
- وما هي مبررات اختيار مدارس البنات لتوزيع هذه الكتيبات ؟
- وماذا تستفيد طالبات المدارس من هذه الثقافة في هذه المرحلة ؟
- وهل تم التوزيع في جميع مدارس البنات ؟ أم أنها حالة تميزت بها مدرسة رابعة النموذجية للبنات؟
أقدم هذه التساؤلات لوزير التربية والتعليم على أمل أن يقوم بتكليف لجنة للتحقيق في الموضوع ، ومعاقبة إدارة المدرسة على هذا الجرم التربوي الفاضح ؟
في الأربعاء 03 ديسمبر-كانون الأول 2008 09:22:40 م