الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
نسمع دائما أصواتاً بين اوساط الناس وحتى بين أعضاء النخب المثقفة تعبر عن خيبة الأمل من سياسات اوباما.
ويبدو أن البعض قد بالغ في عقد الأمال و البعض الأخر رفع سقف طموحاته وتوقعاته لما سيقوم به أوباما خلال سني عهده التي سوف تلي يوم فوزه بالرئاسة الأمريكية.
من خلال ماسمعته في الفترة الماضية وما اسمعه حالياً يقول الساخطون على سياسات أوباما بأنه لم يحقق شئياً للعالم والذي من ضمنه العالم الاسلامي ولم يحل القضية الفلسطينية كما أنه لم ينسحب من العراق وافغانستان ولم تغير الولايات المتحدة أياً من سياساتها الظالمة تجاه العرب والمسلمين.
بل ويصل البعض إلى القول بأن أوباما ماهو في نهاية الأمر إلا جزء من مخطط صهيوني وامريكي لتجميل وجه أمريكا في العالم الاسلامي دون ان يتغير شئ على أرض الواقع " وفقاً لثقافة المؤامرة والشر المسيطرة على عقولنا!".
وقد شعرت أن البعض قد تعامل مع أوباما كما لوكان ...رئيساً للعالم ومسئولاً عن حل كل مشاكله خصوصاً تلك المتعلقة بالعالم الإسلامي وعلى هذا الاساس يتم تقييم سياسته وافعاله.
وربما تناسىنا كعادتنا أن نقوم بعملية أخضاع الأمور للعقل والمنطق ، واستبعاد العواطف والمشاعر والأحاسيس عند مشاهدتنا لمراسيم تسليم أول رجل أسود من أصل أفريقي وأبوه مسلم مقاليد حكم البيت الأبيض.
كان يجب علينا جميعاً أن لا نبالغ في التوقعات ولا الطموحات لما سيفعله اوباما تجاهنا و تجاه قضايانا.
والحقيقة هي أن الرجل منتخب من قبل الشعب الأمريكي وهو مطالب بتحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول و ليس معنياً بتحقيق مصالح وغايات الشعوب المقهورة والنامية.
أوباما الذي ورث ملفات ثقيلة عن سلفه بوش كالأزمة المالية العالمية و العراق وافغانستان ومشاعر الكراهية لأمريكا المنتشرة حول العالم بشكل غير مسبوق وغيرها من ملفات ، مطالب بالكثير على الصعيد الداخلي.وسياساته وحتى تصريحات تخضع للتدقيق والتمحيص والمحاسبة من قبل المؤسسات المختلفة للحكومة الامريكية وكذلك من قبل حزبه والحزب الجمهوري والإعلام والصحافة والنقاد.
ولوحظ خلال الفترة الماضية تدني شعبيته و تلقيه سيلاً من الانتقادات والاتهامات سواءً لسياساته الاقتصادية، أو لتهاونه المفترض مع الاسلام والعالم الاسلامي.
وآخر تلك الانتقادات جاءت من قبل صحيفة "ليفيغارو" الفرنسية على لسان احد كتابها التي قالت فيها أنها شخصت ورصدت "أخطاء أوباما السبعة" خلال فترة حكمه حتى الآن والتي من ضمنها "حسب رأيها" (سياسته الاقتصادية، اليد الممدودة الى العالم الاسلامي، المسالمة الاحادية الجانب، الاستخفاف بالحلفاء، الموقف الايديولوجي المعادي للصهيونية واسرائيل ، موافقته على بناء جامع غرواند زيرو.).
على أن تلك الأخيرة " موافقته على بناء جامع غرواند زيرو" قرب موقع أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد جلبت عليه عدداً لا يحصى من الانتقادات إلى درجة أن بعض السياسيين الأمريكيين أدعوا أن أوباما يحاول إخفاء حقيقة كونه مسلماً.
وفي رأيي الشخصي والذي يشاطرني فيه كثيرون أن أوباما كشخص وإنسان يستحق الاحترام والتقدير وقد حقق للولايات المتحدة خلال الفترة الماضية العديد من الانجازات وأوفى بالعديد من الوعود التي قطعها على نفسه خلال الانتخابات والتي من ضمنها توسيع دائرة الضمان الاجتماعي والحد من سطوة وتغول الشركات وفرض قيود على المضاربات البنكية وغيرها "التي يمكن لغيري من المتخصصين في شئون الولايات المتحدة الحديث عنها باستفاضة وتفصيل".
كما أن أوباما استمر في ارسال اشارت إيجابية كثيرة للمسلمين وآخرها انتقاده الشديد وضغطه بأتجاه منع الخطوة التي كان ينوي خلالها قس أمريكي احراق المصحف الكريم خلال ذكرى احداث الحادي عشر من سبتمر والتي قال أوباما عنها " إن هذه الخطوة التي كان يزمع ذلك القس القيام بها تتعارض وقيم الشعب الامريكي و لا تتفق مع قيم الانسانية وأن المشكلة ليست مع الاسلام بل هي مع تنظيم القاعدة".
ويحسب له موافقته على بناء مسجد قرب موقع احداث الحادي عشر من سبتمر رغم ماجره وسيجره عليه هذا الموقف من تبعات وانتقادات.
الذي يمكننا فعله حقاً ان نستمر في مطالبة أوباما بما يمكن ان يحققه كرئيس للولايات المتحدة وذلك بالمضي قدماً في مشروعه لتخفيف التوتر مع العالم الاسلامي وأن يدعم عملية السلام ، و أن يستمر في العمل على تحقيق خططه للخروج من افغانستان والعراق.
لا يجب علينا التعامل مع أوباما على اساس انه الرئيس المفترض للعالم والمطالب بحل مشاكلنا " والتي لا يعقل سوى أننا الوحيدون الذين تقع عليهم تبعات حل تلك المشاكل وليس غيرنا" .
لنعرف أن أوباما رئيس للولايات المتحدة سيعمل حتماً على تحقيق المصالح العليا للأمريكيين ولن يلتفت لحل قضايا العالم ولا العرب ولا المسلمين إلا تلك المتعلقة بمصلحة أمريكية أو التي لها علاقة بتجنب مفاسد تحول دون تحقيق اهداف الحكومة الامريكية.
ولن نصدم بأية خطوة يقوم بها أوباما نعتقد أنها ضد مصالح العرب والمسلمين، لأن تبعات ومسئوليات موقعه قد تحتم عليه القيام بذلك لتحقيق ما ترى الإدارة الامريكية " بأنها مصالح الأمة الأمريكية"، فأوباما ليس وصياً ولا رئيساً علينا.
علينا نحن فقط تقع مسئولية السعي لحل مشاكلنا عن طريق المطالبة بتوسيع دائرة الحرية وتكبير مساحة الهامش الديموقراطي الذي يكفل لنا بناء دولنا على اسس متينة إلى الدرجة التي تمكننا من الوصول لتحقيق اهدافنا والحيلولة والحد من قدرة الآخرين إيقاع الظلم علينا والسطو على مقدراتنا.
Kak.kareem@yahoo.com