يكفي عبثاً فهي ليست من عاداتنا وتقاليدنا
بقلم/ ياسر اليافعي
نشر منذ: 14 سنة و شهرين و 25 يوماً
الأربعاء 11 أغسطس-آب 2010 09:52 م

انتشرت في الآونة الأخيرة في بعض مديريات محافظة لحج ظواهر سيئة جداً وهي دخيلة علينا وعلى مجمعاتنا ويبدوا أن هناك أطرافا تريد أن تجعل من هذه الثقافة المستوردة أدبيات وعادات نمارسها.

هذه الظواهر لم نكن نسمع بها إلا من خلال وسائل الإعلام, وكانت تحصل في بعض مناطق المحافظات الشمالية, ولكن في الفترة الأخيرة بدأت تنتقل إلى مناطقنا وأصبح البعض يمارسها وسط سكوت وتخاذل من الجميع, سلطة ومشايخ وحراك ومواطنين.

وتتمثل هذه الظواهر في قطع الطرق ونصب نقاط التفتيش وحمل السلاح والتجوال به، وأيضا شيوع ثقافة الغاب كل من له حق يأخذ حقه بيده، ويأتي ذلك في ظل غياب شبه كامل لدور السلطات المحلية والأمن والقضاء, وهنا مكمن الخطورة والذي يجب على الجميع وخصوصا أبناء هذه المناطق الانتباه له والحذر منه فإذا استمرت الأوضاع مثل ما هي فنحن قادمون بلا شك على فتنة لن تستثني أحدا ولن ترحم أحد وكذلك ترسيخ عادات وتقاليد سيئة جدا، ففي الوقت الذي يتنافس فيه العالم على الاختراعات واستخدام التكنولوجيا الحديثة والتفنن في صناعتها, نعود للأسف إلى الخلف ونستورد عادات سيئة ومنبوذة وكفيلة بأن تحولنا إلى العصور القديمة.

وأعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة يجب أن يقول فيها الجميع وبصوت واحد يكفي عبث يكفي تلاعب بأمن المواطن.. يكفي ذبح لتاريخنا, فالمواطن العادي هو أكبر المتضررين من هذه الأعمال حيث يتضرر في تجارته وأمنه واستقراره وسمعته وتاريخه وحتى في قوته.

ومن كانت له أي مطالب, سواءً سياسية أو حقوقية أو تصفية حسابات مع خصومه السياسيين, فعليه أن يبتعد عن اللعب بهذه الأوراق؛ فهي أوراق خطيرة تهدد مصير أبناء هذه المناطق وليس من مصلحة أحد تشجيعها وتغذيتها أياً كان.

وهي دعوة أوجهها في هذا المقال للإخوة المواطنين أن يتنبهوا لمثل هذه الأمور وأن يتكاتفوا جميعاً بمختلف مشاربهم السياسة وأن يسموا على خلافتهم ويضعوا حدا لهذا العبث الذي يطال أمنهم واستقراهم وتاريخهم.

وأدعو الجميع إلى عقد لقاء تشاوري يضم كل الأطياف من قيادات وناشطي الحراك ومن الأحزاب والمنظمات السياسية والجماهيرية وكذلك مشايخ وأعيان ومن الجهات الأمنية والقضائية, وأن يتم وضع معالجات جذرية وحاسمة لهذه الظواهر السلبية ومعاقبة كل من يثبت تورطه بهذه الأعمال والتبرؤ منه وعدم الدفاع عنه وتسليمه للجهات الأمنية؛ حتى نقضي على هذه الظواهر السيئة في مهدها وقبل تحوّلها إلى ثقافة.

  y.ahz@hotmail.com