إذا لم يكن الوطن أولا .. فلننتظر المزيد
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 16 يوماً
السبت 17 مايو 2008 12:09 ص

مأرب برس - خاص 

  

أصبح سائدا لدى أبناء محافظات الجمهورية انه إذا لم تكن مشاغبا ومخالفا للقانون وتهدد وتتوعد فلن تحصل على حقوقك ، وإذا لم تقوم بمظاهرات واحتجاجات فانك ستظل مهمشا ولا يؤبه لك سواء كفرد أو كمحافظة . 

  

اخذوا بالمثل القائل "خالف تعرف " والساكت ما شي له حق" هكذا يعتقدون فمن الذي كرس فيهم هذه الأفكار والاعتقادات.. ؟ 

  

أبناء المحافظات هم الشعب الذي تحكمه الحكومة وهم الذين قاموا بالثورات وهم الذين بإرادتهم حققوا الوحدة عن قناعة ورغبة ، محافظات الجمهورية تختلف فيما بنيها من حيث موقعها الجغرافي وتختلف وتتفاوت من حيث خيراتها وثرواتها لكنها في الأصل هي الوطن الواحد تتوزع خيراتها بالتساوي بين أبناءها . 

  

الدولة والحكومة هي في الأساس لخدمة هذا الشعب تنظم حياته وترعاه بأمانه وإخلاص ومسؤولية سواء بسواء فإذا خرجت الحكومة عن إطارها وعن مسئولتها الحقيقية من الطبيعي أن يكون هناك شغب وتمرد واحتجاج،كالقطار إذ خرج عن سكته حطم ركابه وتحطم . 

  

ولن أتوسع في هذا المجال لأنه اكبر من احصره في بضع سطور وهو بالأساس ليس موضوعي الرئيسي . 

  

ما قلته كان مدخلا إلى موضوعي الرئيسي المتمثل في تداعيات الحراك السياسي في محافظات الوطن ومسبباته، هذا الحراك الذي استغله بعض الأفراد لمآرب شخصية ومصالح معينه ضيقه ، أولئك الذين خرجوا عن الواقع وربما افسدوا بتصرفاتهم مطالب شعبيه حقيقية من قبل المواطن الذي أصبح وسيلة يستخدمه الكل. 

  

معارضة وسلطة طبعا كل واحد له قاعدة وحشد وأنصار ، لكن هذه الحشود والقواعد هي الهشيم الذي تلتهمه نيران مماحكاتهم وكيدهم لبعضهم البعض ، هذه المكايدة التي خرجت عن إطار التعارض والاختلاف في الرأي إلى خلاف شخصي وعداء . 

  

إذا ما ظلت السلطة والمعارضة على مواقفهما الحالية والاختلاف القائم فان الوضع سيزداد سوءا والمستقبل لا يبشر بخير . 

  

الساحة الآن مفتوحة على مصراعيها والخط مفتوح لدخول أيدي عابثه ومخربه سواء داخلية أو خارجية ، أيدي تمد وتدعم التمرد شمالا وأخرى تشجع وتدعو إلى الانفصال جنوبا وما أكثر ما قيل في هذا الجانب . 

  

بين هذا وذاك هناك متطفلون وقراصنة استغلوا خلوا الساحة وتحت اسم حرية التعبير والديمقراطية ليبثوا سمومهم في أوساط العامة ، أولئك المبشرين بالفردوس الأعلى القادم من الغرب ، أولئك المبشرين من مواقعهم في الخارج أصبحوا قادة ورموز في الداخل . 

  

وما كذب الأستاذ علي العمراني عندما قال إن الطامة تأتي من اللجنة العامة وأنا هنا اقصد أن بعض قيادات اللجنة العامة تستغل مكانتها وتستخدمها بطريقة غير صحيحة وغير قانونية ، قد يقول قائل كيف اربط ما بين ما قتله سلفا واللجنة العامة ولتصبح الفكرة أوضح بعض قيادات اللجنة العامة بصفتهم من يحكمون البلاد وخاصة الدماء الجديدة حسب تسميهم وحسب التصنيف المؤتمري المؤتمري الذي صنف المؤتمر الشعبي العام إلى حرس قديم ودماء جديدة ، هذه الدماء الجديدة استطاعت أن تقصي الحرس القديم وذلك واضح في سياسات الحزب الحاكم الآن كيف أصبحت الأمور اليوم وكيف كانت والفرق واضح . 

  

لكل محافظة ممثلها في اللجنة العامة وهو الذي يحكمها بطريقته وحسب ما يريد ، وتجلى ذلك في الترشيحات لمناصب محافظي المحافظات من قبل أعضاء اللجنة العامة الممثلين لكل محافظة من محافظات الجمهورية . 

  

انتخاب المحافظين خطوة ممتازة ومهمة على طريق الحكم المحلي اللامركزي حسب ما هو معلن وما هو مطلوب،لكن للأسف الشديد كان إعلان المؤتمر الشعبي العام إعلان أسماء مرشحيه عبر الفضائية وعبر وسائل الإعلام الأخرى كان بمثابة اختبار وفرض وإعلان فوزهم قبل خوضهم الانتخابات التي قاطعها اللقاء المشترك. 

  

وخير دليل على هذا انه لم أعلنت أسماء مرشحي المؤتمر كان من المفترض أن يكتفي المؤتمر بهذا ويترك مرشحيه يخوضوا غمار الانتخابات مع من قدموا أنفسهم كمرشحين مستقلين أو بعض ممن قدموا أنفسهم من حزب المؤتمر من الذين لم يروق لهم اختيار اللجنة العامة ،وكذلك كان من المفترض الا يبعث حزب المؤتمر وزراء كوسطاء إلى أكثر من محافظة ليقنعوا من ينافسون مرشحي اللجنة العامة لكي ينسحبوا لصالح مرشحيها فهذا يعد مخالفا وبعيدا عن الديمقراطية . 

  

وكذلك ارتكب بعض ممثلي المحافظات من أعضاء اللجنة العامة أخطاء ممثلة في انتهاك لقانون انتخاب المحافظين عيني عينك ، وكذلك استهتار بأبناء محافظاتهم ، ومغالطة لرئيس اللجنة العامة الذي قدمت إليه أسماء مرشحي المحافظات بتزكيات من هؤلاء الأعضاء ، ولان هذه الترشيحات والتزكيات لمن تكن موفقة أثارت جدلا في أوساط قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام وأوجدت شرخا وشقا في صفوف وقواعد المؤتمريين أنفسهم. 

  

نحن مؤتمرين إذا ما كان المؤتمر يخدم البلاد ويسعى للعمل على حفظ أمنها واستقرارها . 

  

ونحن مع أي تنظيم يسعى لخدمة اليمن الحبيب ويجعل المصلحة الوطنية هي الغاية وهي الهدف الأول والأساس. 

  

ولا اقصد نأخذ بطاقة انتماء حزبية من هذا الحزب أو ذاك لا ، أنا اقصد نحن ندعم ونؤيد كل من يخدم اليمن الحبيب بأمانة وإخلاص ويحافظ على وحدته وأمنه واستقراره ويجعل من نفسه جنديا أمينا مخلصا للوطن . 

  

لا خير في التحزب والانتماءات السياسية والحزبية التي هي اليوم سببا لم يجري في اليمن . 

  

التعددية السياسية شئ لا باس به لكن هي تحتاج على وعي وتوعية وفهم حقيقي حتى لا تضر بالبلاد والعباد. 

  

نحن مع التجديد والتغيير ومع دورية المناصب ولكن في إطار قانوني وإصلاحي ، تجديد وتغيير ولكن في إطار المصلحة العامة وبما يعود على البلاد بالخير ويعزز من مواصلة مسيرة التنمية والبناء، إصلاح وتجديد قائم على الوطن أولا . 

  

لا للولاءات الشخصية ولا وألف لا لاختزال محافظة في شخص ، ولا وألف ألف لا اختزال الوطن في أشخاص. 

  

وليعلم الجميع انه إذا لم تكن المصلحة الوطنية فوق الاعتبارات الشخصية ، وإذا لم يكف عن السياسات التي توحي بان هناك معاملات فوقية وتحتية فان الوضع سيزداد سوءا وعلينا أن ننتظر المزيد من التوتر والاحتقان . 

  

وأخير كل عام الوطن والشعب بألف ألف ألف خير رغم انف من يخالفون الدستور والقانون.