شائعات بعودة ماهر الأسد إلى سوريا تجعل ''فلول النظام'' يخرجون من جحورهم ويرفعون صور بشار غداة وعود بن مبارك بصرف رواتبهم قبل رواتب المسئولين.. المعلمون في تعز يخرجون في تظاهرة حاشدة وزير يمني يثني على عمان ويقول: الحكومة لا تعارض مشاركة أي طرف في السلطة بما في ذلك الحوثيين غوتيريش يطلق دعوه عاجلة للحوثيين بشأن موظفي الأمم المتحدة ويشدد على إنسانية الوضع في اليمن تحرك سعودي مفاجئ و عاجل لرفع العقوبات عن سوريا.. تفاصيل ترامب يسعى إلى تصفير العداد و ترشيحه في لولاية ثالثة.. هل يمر باقتراح تعديل دستوري من هي أربيل يهود التي أشعلت خلافاً جديداً بين حماس وإسرائيل تهديد جديد لليمن: استخدام الأدوية كأداة لتمويل الحوثيين رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان
أشكر الربيع العربي , فرغم المآسي التي شاهدناها ونشاهدها , إلا إن له فوائد كبيرة وأزهار كثيرة , أحدها أن الوطن تعرف على نفسه , فأصبحنا نعرف مناطق وأحياء في تونس , و أصبحنا لا نعرف مدن ليبيا فقط بل ونعرف حتى شوارعها ومناطقها أصبحنا نعرف سوق الجمعة وبن غشير وشارع الشط . وكذلك أحياء القاهرة ومدن اليمن ليس فقط صنعاء بل نعرف إب وتعز , والآن أصبحنا نعرف كل مدن سوريا وكل أحيائها تعرفنا على أحياء حمص واللاذقية وحلب , نعرف صلاح الدين وباب الحديد والمريديان ، لم نعرفها سياحة أو قراءة في كتاب , بل أصبح لنا فيها ذكريات , فهنا سقطت قذيفة وهناك سقط شهيد وهذه المنطقة قطعت إمدادات جيش الطاغية الذاهبة لتدمير تلك المنطقة . عرفنا إخواننا زنقه زنقه ودار دار وحارة حارة وحي حي . عرفنا الصحراء والساحل , والمدن والريف .
هل كنا بحاجة إلى مثل هذا الربيع لنتعرف على بعضنا ؟ لا أظن , ولكنا أجبرنا على ذلك , وهي نتيجة محتمة لتجبر الطغاة وطغيانهم على أخواننا .
ومهما كان الثمن غاليا , لقد عرفنا بعضنا , وهذا له تأثير كبير على المستقبل , على مستقبل العالم كله وليس مستقبلنا فقط .
كان الاستعمار ومن بعده الطغاة يبذرون في ضمائرنا وفي وعينا كره الآخر , فقسمونا إلى دول , والدول إلى أقسام فهذا شرقي وذاك غربي , هذا بدوي وذاك حضري , هذا ساحلي وذاك صحراوي . هذا قروي وذاك مدني , وكل يذم الآخر .
فجاء الربيع العربي وأزال كثير من هذه التفرقة بين الشعوب , أصبحنا نتفاعل مع الآخرين , ونحس بمشاكلهم ونعرف محاسنهم , نحبهم وندافع عنهم ولو لم نلتقي بهم .
وهذا يدمر ما عمل الاستعمار ومن تبعة من الطغاة على زرعه فينا , وكنا كالذهب الذي تصقله وتصفيه النار , ولم نكن كالعشب الذي يتحول إلى رماد إذا ما احترق .
الحمد لله , لقد طبقنا قوله تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) وها نحن نتعارف , نتقارب ويحب بعضنا بعضا . ويحترم بعضنا بعضا , ويحس بعضنا بفرح بعض ويشاركه أفراحه وأتراحه .
بالطبع بقى بعض ما خلفته عقود من ثقافة الطغيان في بعضنا , ولكن ولله الحمد أصبح مثل هذا الفكر محاصرا ومكروها وسيأتي اليوم بإذن الله الذي سنتكامل فيه اقتصاديا وسياسيا , وتكون للأمة كلها كلمة واحده مسموعة في العالم كله , لأنها كلمة أمة , وليست كلمة حكام مفرقون ومشتتون ومتصارعون على كراسي لهم ولأبنائهم ولذويهم لا يهمهم مصالح الآمة والشعب .
http://salehalsulaiman.com