آخر الاخبار
ضاحي خلفان..الشخصية الميكافيلية !!
بقلم/ صالح السندي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 16 يوماً
السبت 07 يوليو-تموز 2012 04:53 م

حينما تكون الإساءات أو الإنتقادات ( في حدود الأدب) صادرة من مواطن عادي او شخصيه اعتيادية فهي لا تمثل السياسة الرسمية لبلد ما , و يمكن تقبلها برحابة صدر أوغض الطرف عنها وتجاهلها , ولكن حينما تكون صادرة من شخصية قيادية ومسؤولة في دولة عربية كالإمارات -مثلا- فتعتبر اساءة بالغة لا يمكن تحملها او السكوت عنها وتجاوزها ’ قائد شرطة دبي ضاحي خلفان جعل من اليمن واليمنيين مؤخراً مسرحاً لسخرياته ونزواتة وتغريداته المستمرة وزلات لسانه المتكررة على مواقع التواصل الإجتماعية , وعبر تصريحاته اللاذعة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة المختلفة , و نبرات صوتة الساخر والشماته البادية على ملامح وجهه الأسود المكفهر , لا تخفي عبارات الحقد الدفين والشرر المتطاير من عينيه الجاحظتين وهو يمعن في امتهان اليمن ارضاً وانساناً , والتطاول بجرأه شديدة وهو يطلق التصريحات والخطابات الرنانة ومن منابر رسمية ومؤتمرات صحفية واعلامية , حينها كانت علامات الإعجاب والإبتسامة البادية في الوجوه لا تفارق المحيطين به, بل وصلت الى درجة التصفيق الحار وهم يؤيدونه في طرحه المبالغ فيه وانتقادة الصارخ , وكأنهم يشاهدون مسرحية كوميدية هزلية.

نزوات ضاحي خلفان كثيرة جدا ولا تحصى فالرجل اعتاد التفوه بالألفاظ السوقية واللااخلاقية ومن مواقع رسمية ومسؤولة, وتمرس على إذلال الشعوب العربية , ولكن بحكم العلاقة الدولية القوية بين اليمن والإمارات يتم التغاضي عنها مراراً وتكراراً احتراما لعلاقة حسن الجوار والرباط الاسلامي الوثيق , ولما يحملة الشعب اليمني من احترام وودّ شديدين للشعب الإماراتي الشقيق , ولكن ان تتم هذه التجاوزات الإعلامية الصادمة على مرأى ومسمع من جميع الحاضرين , وتبثها وسائل الإعلام المختلفه , فهذا يعتبر تحدياً و تعدياً سافراً لحرمة العلاقات الثنائية وانتهاكا للعادات والتقاليد العربية.

وبحكم موقعه ومنصبه الذي استغله لكيل التهم والسباب واطلاق الشتائم هنا وهناك بلا قيود , منتهكا العلاقات والأعراف الدولية وحسن الجوار الإسلامي , أساء بصورة كبيره الى العلاقات مع بعض الدول , فلم يستثني احدا سواءً من الإخوان المسلمين او العلماء او غيرهم بل وصلت به الغطرسة الى التمادي على الجماهير العربية والإسلامية في مختلف الأقطار , ما يجعلنا نتسائل عن أصله ونسبه ونشأته ومن أية أصول عربية أتى ؟ فهذه التصرفات الرعناء والأخلاقيات المنحطه محال أن تكون نابعة من انسان عربي أصيل وليد البيئة والتربية والثقافة العربية , ونشأ في ظل التعاليم الإسلامية السمحة

يبدو أن شخصية ضاحي خلفان – بعلم او بدون علم – متأثرة جدا وبشكل مباشر مع (الشخصيه الميكافيلية) او ما يسمى ب (الشخصية النرجسيه)..التي جسدها نيكولا ميكافيلي في كتابه الأمير , والتي تقوم على السباب السياسي والعداء للآخر وخيانة العهود , والإفراط في استخدام القوة , وحب الذات والتسلق على اكتاف الأخرين بغرض الشهره او السياسة , ف (الغاية تبرر الوسيلة ) ... والى أخرة من سلبيات الشخصية الميكافيلية الإنهزامية !!

ولأنه شخصية مثيرة للجدل تسبب في عدة مشاكل سياسية ودبلوماسية بين مصر والإمارات بعد وصفة اخوان مصر بأقذع الألفاظ وتهجمه المباشر على الرئيس المنتخب محمد مرسي وقال في إشارة للرئيس " مرسي":يحرم عليه.. أن نفرش له سجاداً أحمر، و سيأتي الخليج حبوا ’’ وانه لن يتقاعد حتى يحرر الإخوان القدس ’’ مما خلق أجواء مشحونة ومكهربة بين مصر والإمارات , لولا ان سارعت الأخيرة برأب الصدع وتسوية شرخ العلاقة وإحتواء الخلاف , واعتذرت واصفة تصريحات ضاحي خلفان بأنها لا تعبر عن السياسة الإماراتية ولا تعبر الا عن شخصه هو فحسب .

وبعد أن طفح به الكيل توجه باستماتة شديدة الى كيل التهم ووصف الشعب اليمني العظيم بأقذع الألفاظ والتهم واصفا اياه ب’’ قطيع من الأغنام حقنها المرشد العام للاخوان بالغلط !! بل وتمادى الى ابعد من ذلك وسارع في امتهان الشارع اليمني والمواطن اليمني وواصفا اياه بمجموعه من القطعان منبطحة على القات , وفي شريط فيديو بث له عن مخاطبته دول الخليج بإيقاف المعونات والمساعدات عن اليمن , ولم يخف حديثه عزة واستعلاء وكبرياء بادية .. قائلا ’’ يجب ان تكون المعونات مرهونة باستئصال شجرة القات ’’ الذي شبهه بالأفيون وطالب الشعب اليمني ساخراً من ثورتة ’’ بدلاً من قلب نظام علي صالح القيام بعمل ثورة شعبية ضد القات مشابهه لثورة الأفيون التي قام بها ماوتسي- وان كنا هنا ضد القات فليس هو حدثينا الآن - وما يهمنا فعلا هو طريقة الحديث والإسلوب وامتهان اليمن .

فإذا كانت الإمارات وهذا شأنها الخاص تود الاحتفاظ به في منصبه , ولكن ان يمس حرمة العلاقات ويكيل الشتائم والسباب ويتعدى على الشعوب العربية بلا رقيب او حسيب , فالإمارات بذلك ترتكب اكبر خطأ في تأريخها ان يكون شخص مثل ضاحي خلفان يمثلها ويطلق التصريحات جزافا ودون أدنى وعي وإدراك , رغم انه ليس من اختصاصاته , فهناك قنوات دبلوماسية وسياسية خاصة تخول الاعلان عن مواقف رسمية او خارجية وغيرها , ربما تخوف ضاحي خلفان من رياح تغيير الربيع العربي وانتقاله الى عمق دولة الإمارات العربية , أصابه بحالة من الهلوسة الشديدة والجنون الرسمي للإفراط في شن الحملات الإعلامية ضد كلما هو عربي و ضد ثورات الربيع عربي , ولم يسلم من سياط لسانه أحد حتى تطاول على سماحة الشيخ يوسف القرضاوي.

في حين تقوم مصر وتستدعي سفير الإمارات على خلفية هذه التصريحات المثيرة للجدل , وحين تقف اغلب وسائل الاعلام العربية وقفه واحدة وواضحة ضد تصريحاته , نجد أن الحكومة اليمنية غافلة تقف مكتوفة الأيدي وعاجزة عن استدعاء السفير الإماراتي للتوضيح او الاعتذار رسميا , أو إتخاذ موقفا مشرّفا معينا , سياستنا الداخلية امتهنت الذل والهوان , فلم يعد ما يثير كرامتها وحفيظتها من شئ , فحتى الأمس القريب تمد الإمارات المعونات الشعبية لليمن وتعلن عن فتح باب التبرعات على الملأ بطريقة مشينة ومهينة جدا , ومن ناحية اخرى تفك لجام قائد الشرطه ليسيل مجموعة من الشتائم لشعب بأكمله , فما دور حكومة الوفاق هنا ؟هل ستستمر في العمى السياسي والصمت المطبق واللامبالاه ؟

ونستغرب على دولة عربية متقدمة مثل الإمارات الى تزخر برجال الفكر والثقافة والسياسة , ان يتولي منصبا حساسا ومرموقا مثل هذا لشخص مثل ضاحي خلفان , فان كان يريد البحث عن الشهرة خارج تخصصاته فهو يسئ بشكل مباشر للإمارات ولشعب الإمارات , وان كان يريد امتهان الشعب اليمني بعد الثروة والنعمة الكبيرة التي أغدق الله بها على ارض الإمارات , وجعلته ثروة الإمارات وعلو شأنها ان ينظر بدونية للشعوب العربية , فهذا هو النقص والجهل الكبير , في عدم النظر للأمور بعقلانية وحكمة .

اما اليمن فليست بحاجة لشخص مثل ضاحي خلفان لذكر دورها الإنساني والحضاري , وليست بحاجة لسوق الأدلة والبراهين لذكر مكانتها التأريخية والإسلامية , فالقران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والحضارة الممتدة والضاربة جذورها في عمق التأريخ خير شاهد ودليل على مكانة اليمن ودورها الحضاري والإنساني الرائد , ولو كان خلفان يحمل أية خلفيات ثقافية او دينية او علمية متواضعة لما تجرأ ليطأ ساحات اليمن المقدسة , ولما تعالى على اصول العرب قاطبة , ولو مرّ على الآية الكريمة ’’بلدة طيبة ورب غفور ’’ لعرف مكانة اليمن ’’ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ’’ وعن مملكة سبأ ونبي الله سليمان , وليته تذكر حديث النبي (ص) ’’ اهل اليمن ارق قلوبا والين أفئدة ’’ , وربما هذه الصفات الحميدة والأخلاق العالية والنبيلة والحِلم الرفيع هي من جعلت اغلب اليمنيين ان يصمتوا عن الإنتهاكات والتهكمات المستمرة عن ضاحي خلفان وامثاله.

وعليه نتمنى ان تتخذ الحكومة اليمنية .. اولا موقفاً رسمياً واضحا وقوياً تجاه تصريحات ضاحي خلفان واستدعاء السفير الإمارتي فوراً للتوضيح والاعتذار رسمياً , و إصدار قرار رسمي بمنع ضاحي خلفان من دخول اليمن سواء عبر وفود رسمية او بصورة شخصية بما يرد اعتبار السياسة اليمنيه عن هكذا تجاوزات ويعتبر رادعاً لغيره.