شعب يئن .. ونظام يستمرئ الغباء
بقلم/ عبد الله عبد المؤمن التميمي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 6 أيام
الإثنين 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 06:44 م

شأت الأقدار أن يعيش شعبنا طيلة الأعوام الماضية تحت وطأة الفساد والظلم والقهر والعنصرية والاستبداد .. تنهب ثرواته وهي كثيرة ، يهجر خيرة أبناءة إلى كل بقاع الدنيا كل ذلك لأنه عاش في ظل نظام جاهل في أبجديات إدارة الدولة بالمعنى العلمي للكلمة .. هذا النظام تعامل في إدارته للدولة بأسلوب العصابات ، وبعقلية استثنائية يتعامل مع شعبه وكأنه إرث له ولأبنائه من بعده . حالة من الغباء الشديد يؤكدها هذا النظام في كل لحظة بالرغم من كل ما حدث ويحدث كل يوم في كل الساحات الثائرة التي خرجت لتقول لهذا النظام كفاك .. إننا متعطشون للعزة والكرامة والازدهار والرخاء لتقول له إننا تواقون للعدالة والمساواة .. لقد خرج هذا الشعب وهو مصمم على اقتلاع هذا النظام مهما كان الثمن .. إنها ثورة وإرادة شعب وليست فوضى كما سماها هذا النظام . هذا الشعب الذي نهبت ثرواته يقدم اليوم كشف حساب ملطخ بأوساخ هذا النظام .

لقد صبر هذا الشعب العظيم طيلة السنوات الماضية صبراً لا يحتمل ليخرج اليوم معلناً للدنيا كلها رفضه لهذا النظام الذي قهر إرادته وجرح كبريائه وجعل منه شخصية مقهورة بين الشعوب بالرغم من أنه شعب كريم أصيل عزيز . في نظر العالم كله إلا هذا النظام الذي يحمل الغباء على ظهره ويتحدث بمفردات مملة ممقوتة ساذجة سمعناها من يوم عرفنا هذا النظام .. لقد كرهنا هذه اللغة التي يتحدث بها نشعر في كل مرة يطلع بها على هذا الشعب بكمية الجهل والغباء والسذاجة التي يحملها .. يكرس هذا النظام من خلال خطاباته المتكررة وتناقضاته المتعددة غباء سياسياً لا يطاق يجعلنا نندم ونحتقر كل لحظة عشناها في ظل هذا النظام الذي مكث يخدعنا ويخدع نفسه طيلة هذه السنوات في ظل هالة إعلامية سخرها النظام لخدمته . لقد أرهقتنا هذه الآلة الإعلامية طيلة هذه السنوات وهي تلمع وتسوق هذا النظام المهترئ الكالح . ولا تزال هذه الوسائل التي من المفترض أن تكون في صف الشعب وتتحدث باسم الشعب لا تزال تردد أن الشخصية الوحيدة القادرة على الحفاظ على وحدة اليمن وآمنة هو من يدير هذا النظام .. يا الله !! ما هذا الغباء المتلبس بهذا النظام الذي لم يرى ولم يسمع هذه الحشود الهادرة وهذه الدماء وهذه التضحيات التي قدمت خلال هذه الثورة والتي خرجت لتضع حداً لهذه المهزلة التي يعيشها هذا النظام .

أيها النظام لقد دمرت هذا الشعب نفسياً وجسدياً قتلت أبنائه وبناته .. طمست أحلامه أرجوك إن كان لا يزال هناك مكان للرجاء أن تصغي لكل العقلاء والآراء التي تأتيك من الداخل والخارج حتى تكفر عن بعض أخطائك في حق هذا الشعب الصابر وتستفيد ممن سبقوك من الديكتاتوريات المتساقطة . أرجوك أن تستوعب الدرس وتتخلى قليلاً عن غبائك فالكل اليوم يريد إنقاذك .. أما غداً فإن الجميع سيتبراء منك وسيتركونك تواجه مصيرك مع شعبك .

أما أنتم أيها الشباب فقد صبرتم بما فيه الكفاية .. وقدمتم أروع المواقف أذهلتم العالم بحضاريتكم .. فأنتم لا تستحقون إلا أن ينحني الجميع أمامكم احتراماً وتقديراً لمواقفكم ، وكونوا على يقين أنكم منتصرون بحضاريتكم ومواقفكم . والانتصار لثورتكم قريب منكم لا محالة .

فاثبتوا على ما أنتم عليه وإن غداً لناضرة قريب .