لم يُخطئ هيكل ولكن ..!!؟
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 7 أيام
السبت 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 07:05 م

المفكــر والمـؤرخ العـربي محمد حسنين هيكل حين أنبـر على قنــاة الجـزيرة الفضائيـة محلل للحدث في الوطن اليمني الحبيب من منطلق قد لا يجانبه الصواب في التوصيف ولكن دعونا هنـا نلتمس له عــذراً حقـه ونقف معه في محطات تـأريخية فاصلة فالرجل يحلل الأحداث برؤية قديمة جديدة فهـو لم يخطـئ التحليل من وجهـة نظري نعم اليمــن كوطن أرضاً وإنسان يمتلك مخزون بشري هـائل ولكنه بالمقابل يختزل ثـروة فكـرية رصينة وذاكــرة إنسـانية وحضـارية كان لهـا السبق التأريخي في التفاعل والتـواصل والتبــادل مع العـالم القديم والحديث فلقد طوع الأنسان اليمني الطبيعة بجـدارة نحت من الجبال بيوتاً

وشيد من الصـروح عروشـاً وأمتلك في ومن الحضـارة رقيـاً وسبقـاً إذاً يمكننـا القول هنا بأن الإنسان اليمني ثــائراً بطبيعته ومقاوم للظـلم بفطــرته يعشـق الحـرية ويتحنك الكرامة يقف دون إنكسار مع الحق ولا ينحني قط في مسار الباطل وأهله

عـزيزي هيكل اليمانيون ثاروا ضد الظلم في محـرقة الأخدود وعلى الكفـر في قريش الكفـر على الفرس المجوس وأنتصـروا للهـويـة في مـرج دابق حفـروا قبـور الرومان والأحباش في في أرض الجـزيرة العربية بل هم من طوى صفحة الامبـراطورية العجـوز وإنتصـروا للضــاد في مواطن وأمصـار عديدة اليمانيون هم من أسدل الستار على شمس الإمبـراطورية العظمى .

ومن هذا المنطلق ومع تشكل الأحداث العالمية المتلاحقة وبروز مواطن قوة هنا وضعف هناك تراكم الحقد وتأصلت فلسفة المـؤامرات وتعمقت سياسة العداء الخارجي الأقليمي والدولي لليمن كشعب عريق يمتلك كل مقومات النهـوض الثقافي والحضـاري وهنا تـواترت علية الأحداث وتلاحقت الأزمات وقامت عليه الحروب الداخلية بالنيابة وعلمت بعض القوى الأقليمية المتقزمة على تغذية الصراعات المذهبية والطائفية ودعم فكرة حكـومة القبيـلة والتشطيـر تحقيقـاً لمصالحها الدنيئة وسياستها العـوراء وعدائها التأريخي لليمن بهدف إعاقة الأنسان اليمنــي عن إداء ومواصلة دوره الحضاري والريادي .؟؟

نعم إستاذنا هيـكل ..!! اليمن يمتلك مخـزون بشـري هائل وتـروة إنسانية خصبة العطاء والإنتاج تعلم أنت هذا وتعلمه من سادتها وولي أمـرها دول الطوائف الأسرية والأقليمية ذات الأصول الــ والأعمــار التأريخية والسياسية حديث الولادة والهـوية العـرجاء وهنا يكمن تخوفها من ثورة اليمن ثورة التغييـر الشبابية السلمية والذي قضت مضاجع قصور ملوك وأمـراء الطوائف ووكلائهم المحليون وعلى رأسهم النظــام اليمني التقليدي الكرتوني والذي جثم على صدور اليمانيون لفترة ثلاثة عقود ونيف يجسد ثقافة الجهل والإفقار والتهميش والتصفيات وعسكرة المجتمـع وينفذ سياسة أسياده الأقليميون في عرقلة التقدم والبناء والتحديث وبالمقابل أذهلت العالم الحـــر بإتخاذها مسار سلمي حضاري ..؟

إذاً هيكـل لم يُخطئ في توصيف الشعب اليمني ولكنه من وجهة نظـري لم يتوفق في قـراءة الحدث الثوري قراه داخلية كإرادة شعب وإستحقاق وطن في التغييـر وخارجية كمواكبة ومدنية وتحدي لمواجهة كل المؤامرات التى تحاول عبثاً إعاقة شعب خضاري تحدى المستحيل وحاطب الزمن قائـلاً له قف عند حدك أنا فوق غدرك المحن أنا شعب أبـي لايضام ..

ووطن إسمه اليمن فعــذراً أستاذنا هيكـل .!! ولك نلتمس العـذر فنحن شعب أصيل نختـزل الثروة البشرية ونستلهم

الذاكــرة الحضارية نعانق الذكــرى الثـورية والتي هى ملك لنا وحصراً علينا دون غيـرنا من العرب المستعـربة والاُسـر الحاكمة المستعجمة من الموالي وما حلفته الحُقب من الإبنـاء ..؟

لم يُخطـئ هيكـل ولكن ..!! إن تمادت المعارضة اليمنية الشائخة في المـراوغة وتسول الحلول الخارجية وإعتبار المـؤامـرة الخليجية كبديل سياسي للحسم الثوري . فهنـا وقعت الواقعة ..!!

وليس لوقعتهـا إلا .. السلطة , المحـاصصة , التقاسم , خيانة الثـورة , حكومة وحدة فســاد وهنــا فقط سنقول لم يُخطــئ هيكـل .. ولن نتبـع العبــارة بلاكـن .!!؟