الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
في خضم انهماك اليمنيين في البحث عن حلول مفصلية لمشاكل حاضرهم وقد بدا الوطن بوضوح يئن من أزماته التي يعيشها الآن؛ ظهر أحدهم محاولاً لفت الأنظار إليه من خلال بحثه عن حق اليمنيين الأزلي في حكم العالم..!
حاول حارث الشوكاني قدر استطاعته تجميع ما وقع تحت يده من أحاديث وما تيسر له من فهم لعدد من السور والآيات في القرآن الكريم للوصول إلى (غاية ما) كإجابة على سؤاله: "لمن الولاية في القرآن؟"؛ ومن ثم أجاب على نفسه من تلقاء نفسه بأن اليمنيين يحق لهم حكم العالم وأن مثل هذا الحق إنما تم سلبه منهم.
في الواقع بدا الشوكاني في مقالته الطويلة المنشورة على عدد من المواقع الالكترونية - في وقت فائت- لا يدري ماذا يريد بالضبط أو هكذا هو زعمي، وقبل أن يصل إلى منتصف مقالته راح يكشف فجأة عن هدفه الأساس بوضوح تام؛ الانقضاض كوحش جائع على فريسته: آل البيت..!
كلما حاولتُ الانتهاء من قراءة فقرة ما، جاءت في المقالة، أصبتُ بالذهول من هول النتائج التي وصل إليها الكاتب بكل ما فيها من عجائب.
يقول الشوكاني في مطلع مقالته الطويلة تلك: " لو تدبرنا سبب غضب الله على الشيطان وتكفيره وطرده من رحمته لوجدنا أن مشكلة الشيطان ليست في عدم إيمانه بالله فهو مؤمن بالله بصريح القرآن «قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» الحجر36، وإنما مشكلته التي أخرجته من الدين وجعلته شيطاناُ هي مشكلة سياسية تتمثل في رفضه للتعيين الإلهي لآدم خليفة في الأرض «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً»البقرة30، (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ«11» قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ«12» قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ«13») الأعراف".
أنظروا: حسب الشوكاني فإن مشكلة إبليس مع الله "سياسية".
ومن ثم يوضح الشوكاني للوصول - كتمهيد- إلى مدخل للعنصرية التي يبتغي توضيحها على طريق الانقضاض على فريسته، قائلاً: "فهذه الآيات البينات تكشف بوضوح أن إبليس رفض خلافة آدم السياسية وولايته العامة بحجة وضاعة نسب آدم وأفضلية إبليس عنصراً ونسباً (قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) وأراد احتكار السلطة السياسية والخلافة في البطنين الملائكة والجن واشترط الأفضلية العنصرية كشرط من شروط الخلافة والولاية العامة (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ)..".
ان الشوكاني يرى ان خلاف الشيطان مع الله سبحانه وتعالى هو "حول الخلافة السياسية والولاية العامة وتكبره واستعلائه برفضه لخلافة آدم وبنيه من بعده بحجة وضاعة نسبهم وأفضليته العنصرية". ولذلك فإن إبليس - حسب الشوكاني- كان في البداية مؤمناً بالله، ومن ثم أصبح كافراً؛ عندما رفض قرار التعيين الإلهي لآدم خليفة في الأرض.
كل هذا وما زال الشوكاني يمهد للانقضاض على فريسته؛ بعبارة أخرى يعني ذلك أن الشوكاني بدا كلاعب كرة قدم بالكاد يقوم بعملية الإحماء قبل خوضه المباراة.
لاحظوا: بعد أن يستكمل عملية الإحماء يدخل الشوكاني جو مباراته ويقول: "أن اشتراط أفضلية النسب والعنصر كشرط للولاية هي منهجية الشيطان لا منهجية القرآن ومن قال بها وفسّر الدين تفسيراً عنصرياً قاصداً فهو من ذرية الشيطان لا من ذرية الإيمان"؛ مستنداً في رأيه ذلك على عدد من الآيات. ومن ثم يصل إلى مبتغاه ويقول: "ندرك أن نظرية الإمامة في المذهب الهادوي التي تحصر الولاية العامة في البطنين وتشترط أفضلية النسب والعنصر هي نظرية شيطانية إستكبارية إستعلائية مع أن الرسول (ص) قال (كان الملك في حمير) فأبناء اليمن كانوا أول ملوك الأرض من بعد نوح عليه السلام والقرآن الكريم أكد الحقيقة التي أشار إليها الرسول (ص)".
هل سأل أحدكم ما فائدة كل هذا الذي جاء بعاليه بالنسبة إلى حل مشاكل اليمن في الوقت الراهن لو افترضنا جدلاً أنها تقع في نطاق اهتمامات الشوكاني؛ هل التأكيد - مثلاً- على أن اليمنيين كانوا أول ملوك الأرض سوف يفيدنا في شيء..؟
حسناً.. أتركوا كل هذا الجدل جانباً الآن. ركزوا على التالي عندما يصل الشوكاني إلى نقطة الانقضاض على فريسته بحجة أنهم اتبعوا "إبليس".
يقول الشوكاني: "أول خلفاء الأرض بعد نوح عليه السلام هم قوم عاد، وعاد هم أبناء اليمن، والرسول (ص) الذي قال: (كان الملك في حمير) قال: (وسيعود إليهم) بما يؤكد شرعية تولي اليمنيين للولاية العامة والخلافة بخلاف نظرية الإمامة الشيطانية في المذهب التي حرمت أبناء اليمن من حقوقهم السياسية ولم يكتف الأئمة بحرمان اليمنيين من قيادة أنفسهم وتولي السلطة بل قاموا بتقسيم المجتمع اليمني تقسيماً طبقياً بشعاً (طبقة السادة) و(طبقة العبيد) وهذا الكبر والإستعلاء الذي مارسه الأئمة على أبناء اليمن وصل إلى حد أن الأئمة فرضوا على أبناء اليمن إطلاق كلمة (سيدي) لأبناء الطبقة الأولى وتقبيل ركبهم ورفض الأئمة أن ينادي أبناء اليمن من زعموا أنهم سادة بكلمة (يا أخي) مع أن القرآن الكريم يقول (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وإذا أخطأ أحد اليمنيين وقال للسيد (يا أخي) يرد عليه بكل صلف (أخوك الكلب سيدك وعينك)، فهل هذا الكبر والإستعلاء مذهب الشيطان أم مذهب القرآن"..!
أنظروا: أن الأئمة كفار في خلاصة الأمر الشوكاني عبر اتبعاهم مذهب الشيطان الكافر. طيب وبعدين ايش..؟!
ولحين يمتلك أحدكم إجابة ما، دعونا نتساءل: هل علينا الآن كيمنيين المطالبة بحكم العالم لأننا نمتلك شرعية تولي الولاية العامة والخلافة..؟!
غير ذلك؛ قراءة الفقرة الأخيرة من مقالة الشوكاني تعطي انطباعاً بأن الرجل ترك حكاية (أخوك الكلب سيدك وعينك) جانباً ولو لبرهة، إذ وجدناه يتحدث بلغة أقرب إلى المنطق، خلافاً لما جاء بعاليه، عندما أكد "أن الإسلام دين عالمي نزل بالحقوق السياسية المتساوية لكافة بني آدم، بل إن القرآن أكد أن إرادة الله هي نصرة العبيد المستضعفين وخذلان السادة المستكبرين بجعل الولاية والإمامة فيهم دون المستكبرين لقوله تعالى:«وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ» القصص5 "؛ وهو ما يستدعي أن نسأل الشوكاني بالضرورة: هل الدول الإسلامية، وحكوماتها، في وقتنا الراهن تكفل الحقوق المتساوية لكافة بني آدم..؟!
وإذا كانت لا تفعل. ها.. هل نعتبرها اتبعت مذهب الشيطان كما فعل الأئمة، فكفرت مثلهم..؟!