بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية بسبب موقف ترامب وهاريس من غزة.. الناخب المسلم أمام خيارين ''كلاهما مُر'' ترامب أم هاربس؟ شارك في توقع من سيفوز برئاسة أميركا بيان إشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية في اليمن الانتخابات الأمريكية.. النتائج النهائية قد تستغرق أياماً للإعلان عنها وهذا ما يحتاجه المرشح من أصوات المجمع الإنتخابي ليصبح رئيساً جلسة لمجلس الأمن اليوم بشأن اليمن تناقش نظام العقوبات التي تنتهي منتصف هذا الشهر
دخلت لعبة عض الأصابع بين الحكومة والحوثيين شهرها الثالث دون أن يلوح في الأفق صراخ أي منهما حتى تنتهي تلك الحرب العبثية التي أكلت الأخضر واليابس ولطخت أيدي الطرفين بالدماء اليمنية الطاهرة, وكلاهما تأخذه العزة بالإثم عن تقديم أي تنازلات لأخيه اليمني, فالحكومة تصر على الحسم العسكري وليس أقل منه, مع علمها علم اليقين باستحالة ذلك, والحوثيون يرفضون الاستجابة للشروط الخمسة التي وضعتها الحكومة لوقف إطلاق النار وكأنهم بالاستجابة لتلك الشروط سوف يتنازلون عن القدس والمسجد الأقصى للعدو الصهيوني, والضحية هذا الشعب ذو الحظ العاثر والذي يدفع الثمن من دماء أبنائه وقوتهم وحاضرهم ومستقبلهم.
أليس في الطرفين خير يرجى أو رجل رشيد ليغلبا المصلحة العليا للشعب على المصالح الضيقة.
فما الذي سيحصل لو تنازلت الحكومة وجلست إلى مائدة الحوار مع جميع ألوان الطيف السياسي على الساحة اليمنية بما فيهم الحوثيون وحتى لا يقال بأنها رضخت للحوثيين وحدهم, وخرجت مع كل الأطراف برؤية تنتشل البلاد من مستنقع القتل والصراع والتمزق والانهيار الاقتصادي والمستقبل المظلم؟
أم أن الجلوس مع الأخوة حرام بينما يكون حلالا مع الآخرين مثل السعوديين والعمانيين الذين جلست معهم الحكومة وفاوضتهم وسلمتهم ربع مساحة اليمن عن طيب خاطر وبدون مقابل, أراضي يمنية خالصة بشهادة التاريخ والجغرافيا والبشر والشجر والحجر؟
وكذلك جلوسها مع اريتريا على مائدة التحكيم الدولي, ولولا ما حصلنا عليه من وثائق من يوسف ندا وغيره لأصبح أرخبيل حنيش في خبر كان.
لماذا الحوار مع الآخر مقبول ومع الأخ مرفوض؟!! ألم يقل صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
لماذا لا تجلس الحكومة للحوار مع كل ألوان الطيف السياسي وهي تعلم علم اليقين أنها جالسة لا محالة عاجلا أم آجلا فلماذا التأخير والمكابرة؟!! والتأخير يعني فاتورة أكبر من دم وقوت هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره.
على الجانب الآخر لماذا لا يقدم الحوثيون بعض التنازلات التي تحفظ ماء وجه الحكومة والجيش؟!! فالشعب اليمني المسلم ليس بأمريكا ولا بإسرائيل حتى يدعون عليه بالموت.
لماذا نجد غضاضة في أصوات الحوثيين عند الحديث عن إيران أو غيرها من الدول الأخرى؟! ونجد صوتا عاليا متشنجا عند الحديث عن الأخوة اليمنيين والحكومة اليمنية!!.
إذا كان الحوثيون هم من يدّعون التمسك بتعاليم الإسلام وآدابه وحب آل البيت الكرام ألا يجدر بهم الاقتداء بهم والسير على نهجهم؟
ألم يتنازل الأمام الحسن بن علي عليهما السلام عن الخلافة لعدوه معاوية بن أبي سفيان حقنا لدماء المسلمين عراقيهم وشاميهم ويمنيهم ومصريهم فما بالك بالأخوة أبناء الوطن الواحد؟!!.
ألم يكتب محمد بن الحنفية إلى الإمام الحسن عليه السلام أنك أكبر مني نسبا وشرفا لأنك ابن الزهراء عليها السلام فعليك المبادرة بمصالحتي حتى تحسب لك عند الله وخلقه؟
أين هذه الأخلاق السامية والصفات الحميدة مما يحدث في صعدة من سفك دماء المسلمين واستحلال لحرماتهم وتشريدهم من منازلهم وتكفير الآخرين ونعتهم بالمنافقين.
في الأخير ................
وباسم كل أبناء الشعب أناشد فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالاحتكام إلى صوت العقل والمنطق وأذكره بأن جميع اليمنيين أبناءه ومواطنيه البار منهم والعاق والوالد لا ييأس من صلاح أبنائه وأرجو من مستشاريه ان لم يكونوا أفضل من مستشاري فرعون فعلى الأقل مثلهم حينما استشارهم في موسى وأخيه هارون فقالوا له {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ }الأعراف111
وأن يلغوا من قواميسهم مفردات (الاستئصال) و(القضاء على)و(الاجتثاث) وما شابهها من الألفاظ العنيفة العقيمة التي تستخدم تجاه المواطنين, في الوقت الذي تستخدم مع الخارج لغة قمة في النعومة والدبلوماسية, (فالأقربون أولى بالمعروف).
كما أناشد السيد عبدالملك الحوثي أن يتقي الله في هذا الشعب, وأن يحقن دماء اليمنيين (فالقاتل والمقتول في النار), وعليه أن يعي بأن الماضي لن يعود, وأن يستغل مساحة الديمقراطية الموجودة والتي كفلها الدستور والقانون وأن يعمل سلميا لتحقيق ما يسعى إليه, فالوطن يتسع للجميع دون استثناء.
وأتمنى على الطرفين أن يذكروا قول الشاعر :-
إذا اقتتلت يوما وسالت دمائها تذكرت القربى فسالت دموعها
أسأل الله العلي القدير أن يجد هذا الكلام آذانا صاغية فقد سئمنا أخبار القتل والتدمير والدك وغيرها من الألفاظ العنيفة التي لا يجب أن تذكر إلا في مواجهة أعداء الوطن والدين.
*باحث في العلوم السياسية جامعة صنعاء