إلى حبيبتي ....((ثورة))....أنتي طالق
بقلم/ أصيل العريقي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 12 يوماً
السبت 11 فبراير-شباط 2012 05:38 م

عذراً لكل من قراء مقالتي وتصارعت فيه المشاعر وتفجرت فيه الغيرة والمحبة على وصف الثورة بشريكة الحياة اجزم اشد الجزم بأنه التشبيه هو الأنسب لما يدور في الثورة

لم يدم على علاقتنا الحميمة إلا سنة ميلادية بالتمام والكمال وكانت سنة مليئة بالحب الثوري والزخم الشعبي ولكن سأحكي لكم بداية العلاقة الغرامية الشعبية بين ثورة والشعب وبالذات بيني أنا وبينها

كان تفكير الارتباط بثورة شبه مستحيل وحلم صعب تحقيقه فاليمن وما فيها كفيل بأن ينهي أي علاقة ارتباط بثورة أو حتى التفكير بإنجاب ثورة لتصبح ناضجة وجاهزة للارتباط ولكن أجدادنا وثوارنا السابقون من حررونا من الظلم الأمامي والاحتلال الانجليزي قد فعلو المستحيل وعاش مع الثورة. ولكن مشيئة الله والقدرة الإلهية ليس هناك من قادر على منعها ..

كانت أول نظرة شاهدت فيها ثورة في بلد مفجر الثورات بلد البوعزيزي تونس فهي الرحم التي أنجبت ثورة وأشعلت لهيب الشعوب لإقامة العلاقات الثورية بين أبناء البلد وأوطانهم والخروج لإسقاط الأنظمة الدكتاتورية لم أكن مصدق عيناي بأنني وجدت أخيرا (ثورة) في إحدى البلدان العربية وكم كانت الغيرة حبيسة نفسي دائما فلم يشاء الرحمن بعد أن ارتبط بثورة فربما ليس لليمن ولأبنائها حظ بأن يحلموا بإقامة علاقة ثورية في أوطانهم وعليه ضللت كسير النفس أتتبع بكل حسرة وحقد وحسد رحلة السياحة والسفر لمحبوبتي ثورة بين البلدان العربية التي ثارت ضد كل أنواع الظلم والقهر .

لم أكن متخيلا أن ثورة قادرة على أن تقوم بحرق أعصابي جيدا وان تغازلني بشكل مثير ولا يطاق وبطريقة تدعو للشك والحيرة وبأنها على قادرة على جذبي بكل وسائلها المغرية وحركاتها المستفزة وناهيك عن مفاتنها الساحرة التي تفتن الشعوب والأوطان دائما ضلت هذه اللئيمة محط شك وترقب ولا اخفي عنكم أني كنت ممن أراد أن يقي نفسه ويحصنها ويبتعد عن المحرمات وعن فتن الثورة لكن قطعت الشك باليقين وأمنت أن ثورة وكل مافيها من مفاتن وجمال وأهداف وسمات وصفات وأخلاق هي حلال سخرت للشعوب لتأخذ الحق بأيديها وتصدح بأصواتها في سماء الوطن حرية وكرامة ومدنية حديثة .

لقد كان خيال ثورة واقعا لامحالة فقد تنبأت به الأيام وامن به شعب اليمن فالطوق للحرية قوة قاهرة تصنع المعجزات وتخلق ملايين الثورات على عدد شعبنا العظيم فكيف لا نثور وأجدادنا كانوا منبع الثورات والحضارات كيف لا نغير التاريخ والوطن ونحن شعبا جبار لا يقبل الانكسار ولا يعرف غير الصبر والكفاح

أخيرا وقعت العلاقة وتم الارتباط بيننا ورغم انف الحاسدين والحاقدين والمتربصين بنا من بعض الجيران والدول من حولنا ورغم أنوف من أرادوا أن يشوه سمعتي وسمعة ثورة وان يزرع الشوك في طريقنا

وأن يدمروا حياتنا الثورية التي لم تمضي عليها سوى أسابيع,, لكن كنا لهم بالمرصاد فثورة الشعب اليمني ضحت بالغالي والنفيس من اجل هذه العلاقة وقدمت الشهداء والجرحى مهورا و وقود لها فلم يخذلك الشعب أبدا يا ثورة فدعي أحلامهم تصبح حقيقة.

رغم حبي وتعلقي بك يا ثورة رغم نضالي وإخلاصي رغم دموعي والأمي رغم جروحي وأحزاني رغم بأسي وشقائي لم يكن معروفا في تاريخك يا ثورة ثقافة التحايل والخذلان لم أرى في عينيك الخيانة و حب ألف والدوران كم أنتي ملئيه بحب الذات والانتقاص لأجل مطاعم الراكبين للثورة والمتلاعبين بأهدافك العظيمة لقد أصبحت رخيصة في أيدي الخائنين والمتآمرين ضد شعبك لقد قدمتي نفسك رخيصة لكل شخصا رخيص من السارقين لثورة شعب اليمن... اصبحتي نكرة ومجرد ثورة شوارع وشعارات وأحزاب ومنافقين تخليتي عن قيمك وقيمتك وأهدافك لم يبقى سوى أن تكوني من الفاتنات في شوارع الوطن

لا قيمة لكي ولا هدف سوى أنه كنت مجرد واقع مرير ومؤلم لم تقدسي فيه حياتنا وعلاقتنا وارتباطنا ولم يردعك دماء الشهداء وقلوب الأرامل وأمهات الشهداء وصرخات الأطفال وانين الجرحى تبا لك

فلا يشرفني أن تبقي على ذمتي وعلى ذمة شعبا ضحى لأجل أن يعيش ابسط حقوقه وكنت له من الخائنين