|
لقد عُين السيد جمال بن عمر في بداية الثورة الشبابية الشعبية السلمية -أي ثورة 11 فبراير 2011 م - ويجب ونحن نتحدث عن أي شخص ، أن نلتزم الحياد لأن الله سبحانه أمرنا بذلك ، حيث قال (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ، فهذه تعليمات للمسلم ليستحق تكريم الله له في قوله تعالى : ( لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) ، ولهذا سنبدأ بما هو له ، فقد تدخل في الشأن اليمني والخلاف على اشده ، وصالح رافض لكل المبادرات ، وقد عُدلت المبادرة أكثر من ثلاث مرات بناءً على طلب صالح ،ثم بعد ذلك يتنكر - ودواليك في كل مرة هكذا - والوضع يزداد تازماً ، والإحتقان يوشك أن ينفجر ، وكل طرف يستجمع قواه تحسباً لأي طارئ ، وصالح لازال العالم يعتبره شرعياً وكثير من دول الإقليم متعاطف معه ، والمجتمع الدولي يميل اليه ، نظراً لعدم وجود البديل المُرضي عنه من قبلهم ، وشارك ابن عمر سواء بدور مباشر أو غير مباشر في هذه القضية ، وكان يقوم بدور المُيسِر مع جميع الأطراف ، ويقف على مسافة واحدة من الجميع الى حد مقبول ، قد يفسر ذلك بانه جديد على المشهد اليمني ، أو أن خلفيته اليسارية ، تسيره في إتجاه السير في هذه المبادرة الخليجية ، وإزاحة صالح ، بحكم عقله الباطن الذي يذكره بما تعرض له في الفترات الماضية ، ثم إنتقل بعد ذلك الى متابعة التنفيذ ، وهنا كان الدور الواضح له ، حيث بدأ صالح يتمرد على بعض بنود المبادرة أو يفسرها على هواه ، وفي هكذا حالة يلزم توصيف لكثير من القضايا ، وعمل خارطة طريق لتسيير هذه المبادرة ، وكان دوره بارز في هذه المرحلة ، وكون مع اللقاء المشترك ثنائي للتفكير والصياغة لآلية تنفيذية ، وهي الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ، وكان هذا الثنائي موفقاً جداً في حينه ، وقدم تقارير لمجلس الأمن في هذه الأثناء حكم عليها بالمقبولة ، أوصلت البلد الى حكومة التوافق ، ثم إنتخابات رئاسية - وهكذا دواليك - وكان المنتظر أن يستمر بالمتابعة لإكمال باقي الخارطة ، هذا ما له .
* اما ماعليه : فبعد زيارة صعدة وحرب عمران ، بدأ موقفه يتذبذب ، فلما جاء إجتياح صنعاء كانت نقلته النوعية ، التي اوصلته لتبني كثير من رؤى المنتصر ، و إن إنفلت عليه تصريح داخلي : بأن هذا الإتفاق (ويعني به إتفاق السلم والشراكة ) هو بمثابة تأخير للحرب ، و أن هؤلاء لن يلتزموا بأي إتفاق ، ومع ذلك سار في فلكهم ، والمتابع يستغرب هذا السير الغير مبرر وتكريره جميع الأطراف معرقلة !! دون ان يسمي من هي هذه الأطراف ، وسار في تصريحاته هذه في بقية فترته ، ولكن ربما ذلك لاحد الأسباب التالية او بعضها :
1. يريد أن ينجح ، وسلك طريق السير على الجماجم ، ولم يراعي أي شيء آخر ، وسار به هذا الإنحراف للوصول الى ماوصل اليه .
2. أن توجهه اليساري طغى عليه في الفترة الأخيرة ، وكأنه كان يمهد لهذا التوجه ، فلما رأى عدم قبوله شعبياً وضعفه تنظيمياً ، توسم في الفكر الشيعي بديلاً ، وأنه يتطابق مع الفكر اليساري في كثير من إطروحاته ، وهو الخيار المتاح لإزاحة الإسلام السياسي ، فسار مع الأسف في الطريق الخطأ .
3. أن له دور محدد في اليمن يجب أن يقوم به فلما لم يستطع ، أعاد لخبطة المشهد ، حتى لا يحسب عليه التمكين لطرف من الأطراف ، فأتخذ خيار شمشون .
* عموماً كنت آمل أن يختم له ببصيص من الحيادية ، وقليل من المصداقية ، ورائحة من الشفافية ، ولكن صاحب الحقد أعمى ، لايستطيع إلا أن يضع نفسه في الموضع الخطأ ، وهذا ما وصل إليه ، أو هو نتيجته النهائية - فعلاً خيار شمشون - فسقط المعبد عليه أولاً وقد بدأت به دولة الإمارات العربية التي لم يتوقعها أحد ، ولكن لليمن رب يحميه ، فاليمن عصي على هذه التآمرات على مر التاريخ ، وفيه بشارة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فمآلات هذه الفرق والجماعات المنحرفة مزبلة التاريخ ، وسيعود اليمن شامخاً - بإذن الله - وأقوى مما كان وقد نفض الغبار عن نفسه ، وتخلص من دخان الأحقاد الطائفية والمذهبية والسلالية وكل الفرق الهدامة ، وفرق التخريب (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
في الخميس 30 إبريل-نيسان 2015 05:37:51 م