وضع فارس الكلمة والخبر قلمه وعدته جانبا , وتوشح بندقيته ولوازم الحرب , وانطلق يقاتل المعتدين المجرمين من تحالف صالح والحوثي ومن ساندهم من الكفرة والمنافقين . فترقى درجات الجنة شهيدا يوم الأحد 29/ 5 / 2016م .
وكم قاتلهم بالكلمة قبل ذلك , وكم أوجعتهم حروفه وفضحتهم أخباره . عبد الله عزيزان شاب شبواني , شامل المواهب متعدد الطاقات والقدرات . ما ترك إبداعا إلا وسطر فيه بصمة تميز , وما طرق عملا إلا ورسم فيه علامة نجاح . مجالات عدة خاض فارسنا غمارها , وكان وجوده فيها دافعا للنجاح ونقل الخبرة وترسيخ الفكرة . فارس في الصحافة والإعلام , يطوع الكلمة فتطاع له بكل يسر دون مقاومة , وينقل الحدث والخبر بكل مصداقية واحترافية . فارس في التربية , يحفظ كتاب الله ويتحلى بمنهاجه التربوي . يعلم من حوله في مدرسته وفي حلقاته وحيه كل ما يجعل منهم جيل بناء وإخاء . فارس في طيب المعاملة , يتحلى بخلق حسن وقلب محب ونفس كريمة . يأسر القلوب بابتسامة تسكن الوجدان , ويخترق الحواجز بعقل يحمل فكرا ناضجا وحكمة , ويجذب النفوس بكرم لا يمتلكه إلا من هم على شاكلته من الفرسان . فارس في العمل الخيري والاجتماعي , أسس مع إخوانه عملا مثمرا في جمعيات التكافل , وقام بتأهيل العاملين فيها وتدريبهم بكل ما يجعلهم أهل تميز وكفاءة في إدارة هذا العمل الهام . فارس في مجال حقوق الإنسان , وفي العمل الشبابي والطلابي . يذكره كل من عمل معه بالمصداقية وثبات الموقف وقوة الحجة وعدالة القضية . فارس في أهله , بارا بهم . أسس أسرة ربانية , تستظل غمام الأخوة , وتنهل منابع الدعوة . فارس لم يتكاسل عن تلبية نداء الواجب . تربى مع إخوانه على رسالة التعاليم ومفاهيم الدعوة لله ونصرة الدين . فنالوا الشرف ولم يلحقهم ضلال ولا خُسر . لم يكونوا ممن احترف الهدم , بل كانوا عشاق بناء . لم يكونوا ممن تربى على منهج التشويه وسوء الظن , بل كانوا من أهل الستر وسلامة الصدر . ولا نزكي على الله أحدا . يوم استشهاده ورفاقه , كان يوما مميزا . ترافقت روحه بأرواح تعارفت في الدنيا فتألفت , وأخذت ترقى بحب وإخاء , في مشهد تحدث عنه بإعجاب أهل السماء . مشهد رجال من كل مكان وكل فكر وتوجه , جمع أرواحهم حب العدل وكراهية الظلم , ألف بين قلوبهم طلب الحق وصد الباطل . يرتقون معا , يدا بيد . نورهم جعل كل شعاع ظلا , ومسكهم ترك كل عطر ريحا . وأرغموا سفر التاريخ أن يسطر بطولتهم في ملحمة ستظل تروى جيلا بعد جيل .
يُقال أن أحبة الشهيد يبتسمون حين يصلهم النبأ . ولكني لم أكن كذلك . الخبر فاق قدرتي على التحمل وفضح تلبسي بالتجلد وكشف ضعفي كإنسان . كيف لا أفتقد أبا تسنيم , وهو من حاز خُلق الفرسان وعزة الإيمان . كيف لا أحزن على أبي تميم , وهو فارس شامل الإبداع كثير الإحسان , كيف لا أبكي أخا ـ قائدا مربيا ـ كأبي طارق بن عزيزان .