آخر الاخبار

محافظ حضرموت يحرج البحسني .. السلطة المحلية بحضرموت تقر بوجود مصفاة وتكشف تفاصيل تهريب النفط والجهات العليا المطلعه مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024..

2011 م العام الذي فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون
بقلم/ عبد الملك العامري
نشر منذ: 13 سنة و شهرين
الخميس 01 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:41 م

في كل قُطر من الأقطار العربية التي استطاعت أن تُحكم القبضة على مستبديها وعلى حكامها الظالمين بمباركة الربيع العربي الجميل

وفي باقي الأقطار التي مازالت تكابد ذات المصير أو التي مازالت ترزح تحت وطأة الظلم والاستعباد مرت كل هذه الأقطار بسنوات شداد بل وعقوداً جلبتها يد الظلم والإجرام والاستبداد بيد أن الشعوب دأبت على الصبر والمصابرة مشتكيةً بذلك إلى العدل الذي لا يُظلم عنده أحد في الدنيا ولا في الأخرى

وقد تناسى الحكام الظالمون أنه مهما طال ظلام الليل فلابد أن يعقبه فجر ينير الدروب ويضيء للكفيف طريقه وستنجلي دياجير الظلمة الكالحة بنور ساطع يشرق على الدنيا برمتها ولا يخفت بعدها أبدا إلا أن يشاء الله

حالهم حال خفاش الظلام يهيم ويسرح متأبطاً الشر بكل الكائنات من حوله لكنه ما يلبث أن يعود إلى وكره عندما يشعر بخيط من الضوء قد أقبل وإذا ما فكر بالإستمرار في طريقه فإنه سيصطدم بأقرب صخرة أو شجرة ثابتة ليلقى مصيره مضرجاً بدمه هذا هو حال حكامنا

اليوم إزاء الثورات التي انتفضت هنا وهناك لتُسمع الكون كل الكون بأنه مازال الإنسان العربي المسلم هو الحر وهو الشجاع الأصيل بعد أن ضيع حكامنا ثقافتنا وغيبوا حضارتنا وأساؤوا إلى ديننا الذي ننتمي إليه لا سامحهم الله

فثورتنا أشبه بنور الفجر القادم الذي بدد وسيبدد كل دياجير الظلام الذي أحدق بنا من سنوات وإن كان هذا الديجور مازال يترنح ويمشي ببطء أحياناً فالنهاية مؤكدة والمصير حتمي لا محالة وأنا هنا لا أتحدث عن ثورة بعينها بقدر ما أُضمّن كل الثورات العربية التي انتصرت والتي شارفت على النصر والتي لم تنتصر حتى اللحظة والتي لم توقد جذوتها بعد

لقد آن الأوان لسنوات الشدة والقحط أن تولي وبلا رجعة وأن تغيب وبلا ظهور مرة أخرى آن للشعوب أن تصلي صلاة الاستسقاء وأن تضرع إلى الله وقد استبدلت ثياب الخنوع والذل بثياب الرفعة والعزة فغيث الحرية والكرامة والرخاء لابد أن تناله كل الشعوب فقد حصحص الحق وانتفضت الشعوب ولن تعود إلى سابق عهدها مهما كلفها ذلك من ثمن

وقد أسميت هذا العام 2011 م الذي يغاث الناس فيه وفيه يعصرون نعم لأنه أتى بقلب الموازين وبدلها من حال سيئة إلى حال هي أقرب إلى النهوض عالياً والركون إلى الله وخلع كل ما سواه

استفاقت الشعوب وأتاها الغيث فأعاد الحياة إلى عروقها فعامنا هذا أشبه بالعام الذي أعقب سني القحط العجاف التي تنبأ بها نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا أفضل السلام

غير أن الغيث الذي مُنيت به الشعوب هو غيث الحرية والتخلص من وطأة الاستعباد وطي صفحة الاستبعاد والمضي قدماً لبناء الدولة الإسلامية المدنية الحديثة التي تواكب العصر وتعيد بناء الحضارة وتسوس الناس بالعدل والقسط وتنشر العلم وتعطي الحقوق ولا تصادر الحريات ولا تشخصن الأوطان تشجع الكفاءات وتولي النبوغ اهتماماً أكثر من اللازم وتنعش الاقتصاد وتعيد مجد وحضارة الدين الذي تنتمي إليه والشعوب التي انتفضت عن بكرة أبيها لا شك بأنها ليست من طلاب الدنيا وحسب بل كليهما معاً .