الإعلام والانتخابات الرئاسية..
بقلم/ نبيل الصوفي
نشر منذ: 18 سنة و 3 أشهر و 26 يوماً
الأربعاء 05 يوليو-تموز 2006 05:49 م

بدأت حمى الانتخابات، مع أن المعارضة لاتزال تعبر عن حذرها بسبب عدم بدء تنفيذ اتفاق المبادئ.

لكن ترشيح شخصية بحجم فيصل بن شملان يعطي للتنافس جدية وحيوية بغض النظر عن ماذا تريد الأحزاب وماذا سيتحقق.

ومع الدور المتميز الذي ستلعبه الصحافة الحزبية، من «الصحوة» إلى «الميثاق» و«الثوري» و«الوحدوي»، ومع الأسف من أن الإعلام الرسمي عاجز تماما عن التصدي لمسئوليته تجاه مثل هذا الاستحقاق، إذ لايكاد يكون ثمة فرق بين تلفزيون صنعاء وصحيفة «22 مايو» في نظرهما للقضايا وتحليلهما للمشكلات. ولعل أسباب ذلك عديدة أقلها السياسة المالية للدولة اليمنية التي لاتحفظ لمختلف معه حقا.

فإن الفرصة مواتية للإعلام المستقل ليقدم تجربة متميزة تدعم مسيرته من جهة، والأهم تساعد الأحزاب السياسية على توسيع رقعة المشاركة السياسية بين اليمنيين.

إن التنافس بين مرشح المؤتمر الشعبي العام، ومرشح اللقاء المشترك -بغض النظر عن الرؤية الشخصية لأي منا تجاه أي منهما، فرصة تتجاوز الفرصة الأولى للديمقراطية في اليمن وهي انتخابات 1993م. من حيث قدرتها على أن تسمع اليمنيين صوتين مختلفين، بل لعلها أفضل من سابقتها بالنظر إلى امتلاك مرشح المعارضة تجربة شخصية ثرية، قد ترتفع بالخطاب السياسي للمعارضة عن التشنجات والخطاب الذي يعبر في الوجه آخر المقابل للقوة والوضوح، عن حنق وفقدان أمل.

كما أن ذات الشخصية وماتحظى به من احترام حتى داخل السلطة ورئيسها، قد تعطل قدرة وخبرة المتحفزين لطلبة الله من السلطة وحزب المؤتمر عبر الردح والشتم.

لذا فلعل الفرصة مواتية لتؤدي الانتخابات دورها المنشود في الدفع بالوعي الديمقراطي، ومايحمله من قواعد ومايلتزم به من مناهج، والذي يمكن القول ولكن بحذر شديد أننا مدارس وأحزاب، ثقافة وسياسة، خطباء وكتاب، قادة ومناصرين لما ندرك منه إلا القيل، فضلا عن أن نؤمن أو نلتزم بتلك القواعد أو المناهج.

ومن هنا، فإن أمامنا -وخاصة نقابة الصحفيين التي نتمنى أن تنهي مؤتمرها الاستثنائي بسلام يعزز وحدة لاتلغي الاختلاف بين الأسرة الصحفية، أمامنا أن نثري النقاش العام حول الانتخابات وبرامج المرشحين ومقتضيات العمل السياسي بأداء إعلامي يختلف ليس بشكل كامل ولا بتناقض مع الإعلام الحزبي، ولكنه يقدم مالسنا معتادين عليه، وهو البحث عن الرأي الآخر وخفض سقف العموميات.

أعرف تماما أن أيا من طرفي العمل السياسي لن يقبل مثل هذه الرؤية، وان من زملائنا في الوسط الصحفي الحزبي من سيعتبر مثل هذا الحديث «تولي يوم الزحف»، ولكن ضد هذا التفكير أقترح أن نعمل. وضده يجب أن نصبر ونثابر، وضده يجب أن نعبر عن اختلاف منهجي، ولكن أيضا ضد نقيضه الذي يعتبر الوقوف المهني تحيزا، والانحياز للمظلوم والتعبير عن الرأي، والدفاع عن القانون تعبيراً عن سوء طوية وسلوك.

هذه الثنائية هي من سحقت هذه البلاد، بل إنها تشعرنا بالعجز التام عن إمكانية الاستفادة من المنهج الذي قاد حضارة العالم الذي نصفه بكل الأوصاف السيئة، مع أن سلوكه المتباهي بالاختلاف والمؤمن بأن كل شيء متعدد عدا الله رب الكون الواحد الأحد، هو مانحتاجه وتحتاجه مشاكلنا.

أعتقد أنه لن يكون هناك فرصة للقفز على مثل هذه الثقافة مثل ماهو حاصل الآن لقد حققت لنا المعارضة ممثلة باللقاء المشترك ما كان كثير منا يطالب به ويتمناه وهو أن تقوم بدورها كأحزاب لنتمكن نحن من أن نقوم بدورنا كصحفيين، فقدمت مرشحا لذات الكرسي الذي يجلس عليه مرشح المؤتمر الشعبي العام الآن.

من هنا فإن أمام الإعلام المستقل فرصة لخدمة اليمن بتقديم أداء يتكامل والإعلام الحزبي، لحماية الديمقراطية من وعي يظنها مجرد مطية جديدة لتمرير التفرد والأحادية ليس إلا.

* سبأ في جيبوتي:

لولا أن الخبر لم ينل حظه من الاهتمام، ماكتبت هذا.

غير أن افتتاح الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، وحميد الأحمر نائب رئيس بنك سبأ الإسلامي فرعا للبنك اليمني في جيبوتي يستحق التنويه.

إن أفريقيا هي مصدر النجاح اليمني، وإذا كان علي عبدالله صالح وحده مهتم بالصومال، فهاهي مجموعة الأحمر وشركائها تخطو الخطوة الأولى من الاهتمام الاقتصادي بجارة أخرى.

لكل من يعمل على تحديث علاقة قد اندثرت كل التحية والتقدير.

د.رياض الغيليمعاً لمواجهة الفساد
د.رياض الغيلي
مشاهدة المزيد