آخر الاخبار

الجيش السوداني يحقق انتصارا كبيرا على قوات الدعم السريع وينتزع أحد اكبر المدن السودانية والاحتفالات الشعبية تعم المدن انفجار مهول في أحد محطات الغاز بمحافظة البيضاء يتسبب في مقتل وجرح العشرات من المواطنين. لماذا ساعدت الصين الحوثيين سراً في الهجمات على سفن الغرب بالبحر الأحمر وماهي الصفقة بينهما .. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل تقرير أمريكي يتحدث عن دعم الصين للحوثيين ظمن خيارات الشراكة الناشئة بين بكين وطهران ... ومستقبل علاقة الحزب الشيوعي بعمائم الشيعة الاحزاب السياسية بالبيضاء تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010

الشرق الأوسط و«الرقص في عرسين»
بقلم/ محمد كريشان
نشر منذ: 3 سنوات و أسبوعين و 6 أيام
الأربعاء 22 ديسمبر-كانون الأول 2021 06:36 م
  

«يحرص حكام منطقة الشرق الأوسط دائماً على إبقاء كل الخيارات مفتوحة والرقص في عرسين في وقت واحد».

هذا ما كتبه إيال زيسر ـ نائب رئيس جامعة تل أبيب والخبير في تاريخ سوريا ولبنان والنزاع الإسرائيلي ـ العربي في مقال قبل يومين بصحيفة «يسرائيل هَيوم» (إسرئيل اليوم) في سياق التدليل على أن هذا ما يفعله الجميع، بما في ذلك إسرائيل لأن هؤلاء الحكام «لا يتطوعون قط لخوض حرب بالنيابة عن الآخر» لأن « المصلحة هي التي تنتصر».

مناسبة هذا الكلام للخبير الإسرائيلي البارز هو «أضواء التحذير التي أضيئت في إسرائيل حيث جرى التعبير عن القلق بشأن عدم قدرة الإمارات على الاستمرار في تحمُّل عبء اتفاق سلام مع إسرائيل، واحتمال الانسحاب منه، وتحويله إلى اتفاق سلام بارد، مثل السلام مع دول عربية أُخرى».

وفي تفسيره لذلك يقول زيسر، في المقال الذي ترجمته «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» في نشرتها اليومية «مختارات من الصحف العبرية» إن من مصلحة الإمارات التحدث مع الجميع، ليس فقط إسرائيل ولكن أيضا إيران وتركيا، ومن هنا جاء وصف «الرقص في عرسين» أي الرقص مع إسرائيل ومع أعدائها في نفس الوقت.

الدليل على ذلك، كما يراه الكاتب هو «أن شقيق ولي العهد ومستشار الشؤون الخارجية الأمير طحنون بن زايد، الذي حضر الاجتماع مع رئيس الحكومة بينت (في زيارته الأخيرة إلى الإمارات) زار الأسبوع الماضي طهران للبحث في الدفع قدماً بالعلاقات مع إيران والتقى رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي الذي يسعى منذ وصوله إلى منصبه لاحتضان دول الخليج لإبعادها عن إسرائيل والولايات المتحدة».

هنا لا يتحدث الخبير الإسرائيلي عن الإمارات فقط بل كذلك عن المملكة العربية السعودية التي شرعت في اتصالات مع الإيرانيين في محاولة لتطبيع العلاقات معهم، والخلاصة بالنسبة إليه أن «لا غرابة في أنه لم يعد يُتداول في الخليج الحديث عن إقامة حلف أمني مع إسرائيل لكبح إيران، بل عن حوار مع الإيرانيين والمصالحة معهم» قبل أن يضيف أنه «يجب ألّا نظلم دول الخليج، فمَن رسم هذا التوجه هي إدارة بايدن التي تريد سحب القوات الأمريكية من المنطقة، وتعمل في هذه الأثناء على التصالح مع طهران من أجل التوصل إلى اتفاق معها».

وتطرق الكاتب كذلك إلى الصفحة الجديدة التي فتحت بين الإمارات وتركيا بعد أن كانت أنقرة قد سحبت غاضبة سفيرها من أبو ظبي بعد التوقيع على «اتفاقات أبراهام» وكيف آلت الأمور في النهاية إلى زيارة محمد بن زايد إلى تركيا والتوقيع على صفقات بمليارات الدولارات، مشيرا إلى «حقيقة استعداد إيران وتركيا للمشاركة في اللعبة الإماراتية (..) وهذا أيضاً درس لسائر الدول في المنطقة».

في كل ما قاله الخبير الإسرائيلي يتجلى ما باتت إسرائيل مقتنعة به، ربما أكثر من أي وقت مضى، وهي أن الدول العربية حتى وإن أبرمت الصفقات معها، مع ما يسببه ذلك من سخط شعبي وحملات ضدها، لا يمكن في نهاية المطاف اعتبارها حليفة موثوقة اصطفت إلى جانبها نهائيا إلى درجة أنها تعادي من تعاديه إسرائيل وتصادق من تصادقه، لأن «المصلحة هي التي تنتصر» كما ذكر في المقال، وهو نفس المبدأ التي تعتمده إسرائيل نفسها.

ولهذا، لم يبد في كلام الخبير الإسرائيلي أي نوع من «خيبة الأمل» أو «المرارة» من الدول العربية التي وضعت يدها في يد إسرائيل في السنوات الماضية، بتشجيع كبير من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ثم مدت يدها الأخرى إلى جيرانها في الإقليم بحثا عن حيازة أكثر ما يمكن من أوراق القوة شرقا وغربا لتحصين النفس في مرحلة مضطربة لا أحد يدري مآلاتها. هذه الدول لا يمكن لها أن تتجاهل تغيّر اتجاه البوصلة في واشنطن ولا ما يتردد عن انسحاب أمريكي محتمل أو وشيك من هذه المنطقة، أو في أضعف التقديرات، تراجع كبير للنفوذ الأمريكي خاصة بعد الذي حصل في أفغانستان وبدرجة أقل حدة وضجة في العراق بعد ذلك.

في مقال الخبير الإسرائيلي ما يوحي بأن على إسرائيل ألا تبتهج كثيرا بما أبرمته مع دول عربية من اتفاقات وما لحقها من تطبيع، بعضه مبالغ فيه وحتى مستفز، لأن كل ذلك لم يُبن سوى على مصلحة معيّنة، وقد تكون ظرفية، متضمنا «رسائل نكاية» إلى كل من طهران وأنقرة دون أن تصل الأمور في النهاية إلى القطيعة معهما. ليس هذا فقط، بل عكسه أيضا: الانطلاق في بناء علاقات جيدة وقوية مع كليهما، مع إشعارهما بأن لهذه الدول العربية، في الوقت نفسه، أكثر من مجرد خط مفتوح مع إسرائيل يتمثل في علاقات دبلوماسية وتعاون اقتصادي وأمني وعسكري ومخابراتي.

ولأن المصلحة هي الأهم، لم يكن لطهران أو أنقرة من رد على مقاربة عربية بهذا الشكل سوى اعتماد النهج ذاته، ربما حتى قبلها، فالجميع في النهاية يرقصون في كل الأعراس.