|
اللجنة المصغرة المنبثقة عن اللجنة التحضيرية بما فيها من قامات وطنية عارفة ومجربة عاكفة على إنجاز برنامج الإنقاذ أو الإصلاح الوطني ، هذه اللجنة تضم أمناء عموم أحزاب المشترك والتجمع الوحدوي بالإضافة إلى رئيس اللجنة وأمينها العام وممثلي الفئات , نحسب أننا على موعد مع البرنامج الوطني للإصلاح الشامل أو فلنقل "الإنقاذ الوطني" كتوصيف أقرب إلى ما يجب ان يحدث، فلجنة بهذا الحجم بإمكانها أن تفعل ذلك بنزاهة ومهارة واقتدار.
هذا هو المطلوب أولا من اللجنة مبادرة إنقاذ واضحة الأهداف .. مرضية للقوى الفاعلة خارج المشترك مثلما هي مرضية للمشترك .. وبالتحديد للأطراف الفاعلة في حراك الجنوب وجماعة الحوثي . سنؤكد هنا على شرط واحد حتى تصبح المبادرة صالحة وقابلة للحياة يجب أن تكون محل توافق بين برنامج المشترك ومطالب تلك الأطراف، سيمثل ذلك أساسا متينا لينخرط الجميع للتو في النضال المشترك ، وفي الطليعة الداعون إلى الحوار.. والمشاركون في التشاور وكل أصحاب المصلحة من التغيير .. وكل المتضررين من عبث الحاكم والمتطلعين لغد أفضل.
لم يعد هناك متسع من الوقت للانتظار طويلا ولن يتأخر ظهور مانخشاه ، وأمام سقف التطلعات والتوقعات من التشاور وما اعلن الداعون اليه من أهداف قالوا انهم ذاهبون لتحقيقها فإن أي أداء هزيل سيكون له نتائج كارثية على التشاور كمبدأ وعلى الداعين إليه والمتحمسين معه، وأي تقصير او تسويف او فشل في تحقيق الأهداف المعلنة والمرجوة ستجعل المشترك يبدوا بأحزابه الستة وشركائه الجدد في لجنة الحوار " الرائد الذي يكذب أهله "!!
انصح كافة أحزاب المشترك أن لاتصر على أن يكون برنامج التشاور والحوار صورة طبق الأصل من برنامج المشترك للإصلاح الشامل، سيقال مالجديد ولماذا التشاور الوطني إذا ؟! عليهم أن يعلموا جيدا أن هناك حاجة ماسة لتطوير برنامج المشترك الذي أعلن عنه في ظروف مختلفة قبل أكثر من أربعة أعوام جرت خلالها الكثير من الأحداث والمتغيرات استدعت طرح مبادرات طموحة من قبل الأفراد فكيف يغفل عنها اللقاء المشترك؟!
لامحيص أمام المشترك - لكي يكتب لدعوته للحوار ولتشاوره النجاح ولكي يحافظ على تماسكه وتحالفه من الانفراط - من تطوير برنامجه ليوائم الجديد وليستفيد من أوراق الضغط الجديدة وليكون مرضيا لقوى فاعلة في الشمال والجنوب .
لكن الاستعاضة عن مبادرة الإنقاذ الوطنية بصورة طبق الأصل من برنامج المشترك ، آو بالهروب عن وضع المعالجات والحلول الى التشخيص وسرد الأسباب وأعراض الازمة ، فليسمحوا لنا ان نقل لهم أننا في غنى عن تشخيصهم، لسبب بسيط .. وهو انه سيكون اقل من واقع الفجيعة والكارثة في بلد تقول التقارير انه فاشل وعلى وشك الانهيار، وفي وقت اعلن الحاكم فيه أن المجاعة على الأبواب، ووجهت منظمة الاغذية العالمية ندائها العاجل لجمع التبرعات لمواجهة مجاعة اليمن ، فأي تشخيص اكبر من هذا !!.
بالقدر نفسه فان الاستعاضة عن آليات النضال اليومي بالبيانات والندوات لن يفضي إلا إلى الإحباط وانصراف الأتباع والمريدين !!، "الجدية" سنعرفها فقط حين تدخل خمر وحجة على الخط في حراك وطني يضاهي حراك الضالع ولحج وأشد .. وحين تفعل ذلك الجوف ومأرب والبيضاء ومعهم تعز والحديدة .
نعود فنؤكد في هذا الظرف الوطني بالغ الحساسية أن عليهم إنجاز مبادرة الإنقاذ وآليات وبرنامج النشاط والفعاليات واتخاذ القرار في البدء والمضي في التنفيذ لايكلفون إلا أنفسهم وأنصارهم وحلفائهم الأقربين ، حينها فقط ستكون الانتفاضة السلمية الشاملة والمستدامة الممهورة بالتضحيات على طريقة حراك الجنوب وكل حراك حر يعرف ماذا يريد ومالسبيل اليه.
حينها فقط سيعرف الحاكم العواقب الوخيمة لاستمراءه الرقص على رؤوس المعوزين والمسحوقين، وللتذكير فان المسحوقين الذين يستعد لهم برنامج الغذاء العالمي بالصدقات وفتات المانحين هم من سيصنعون التغيير الشامل ، إذ أن التحولات الكبرى لا يصنعها غير المعوزين ولولا المسحوقين لما قامت الثورات ولما تهاوت عروش الطغاة.
في الإثنين 20 يوليو-تموز 2009 08:48:53 ص