الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
شباب التغيير المعتصمون في ساحات الحرية و التغيير في مختلف محافظات الوطن على صورة أعراس جماهيرية تطلبُ ود الحرية متمثلة في مطلبٍ واحد هو سقوط النظام و الذي يُعتبر العقبة الأساسية و تخطيها هي الخطوة الأولى نحو بناء دولة المواطنة العادلة و الحقوق المتساوية نحو بناء الدولة المدنية الحديثة التي تُعتبر أمل المواطن اليمني في استعادة كرامتهِ المهدرة و رفع رآية هامته المُنكسة و انطلاق طاقاته الإبداعية المكبوته و أدبياته المُتحررة المقموعة في ظل دولة اللادولة و نظام اللانظام الحالي .
إن من يُروج لشائعة أنَّ خروج الشباب و اعتصامهم في الساحات هدفه المطالبة بالوظائف و تحسين الأوضاع ليس سوى واهم أو مدعٍ يختلق الأكاذيب سواءاً من الإعلام أو الأفراد . مع العلم أنَّ هذة المطالب مشروعة و مطلوبة و لكنها لم تعُد هي المحرك الأساسي لما يحدُث على امتداد مساحة الوطن الشاسعة.
لقد تجاوز اليمني مرحلة الفردية و الأنانية الضيقة و المصلحية الذاتية و تخطاها ليصل إلى مطلب أوسع يضُم في طيه كل المطالب الشخصية و الفئوية .
ثار المواطن اليمني عندما وعى تماماً أنَّهُ كان و لازال يستند إلى حاائطٍ ورقي يُسمى النظام و يقفُ على أرضيةٍ هشة تُسمى الدولة و ليست سوى منظومة فساد و عصابة حاكمة تستغل مقدرات البلد و تنهب ثرواته و تُجير كُلَّ مُنجز عَظُمَ أو حَقُر لصالحها . وطنٌ ينخر فيه سوس الفساد في كل مرفق, وطن لا تحصل فيه على حقك لأنَّ غيرك يستحوذ عليه ليس لأنه أمهر منك و لا لأنه أقدر منك و ليس لأنه يمتلك الكفاءة و المؤهلات و ليس لأنه تنطبق عليه شروط المفاضلة الموضوعة دعائياً في الإعلانات و الصحف و اللوائح, و لكن لأنه يحوز على المؤهل الوحيد الذي تؤمن بهِ هذة المنظومة و هو السند أو الظهر كمصطلح شائع متمثلاً بواسطة معتبرة أو قوة قاهرة أو مال تبيع و تشتري به من تشاء أو بيت تفاخر بنسبتك له أو منطقة تروق لمن بيده الأمر أو ولاء شخصي ضيق .
وطن لا يحتكم فيه الخصماء إلى قانون او دستور و إنما إلى العرف و العادة و القبيلة و المصالح المتبادلة. وطن تحكمه عُصبة فسادٍ ترعي بعناية سياسة التجهيل و تردي التعليم و تنتهج سياسة قمع الحريات و إقصاء الآخر .
منظومة لا تعترفُ إلا بالحاكم الأوحد و تمجيده فهو القادر العادل الحكيم الكريم الفارس البطل النبيل حامي الحِمى و مُحقق المُعجزات الذي لا يرقى إليه الخطأ أبداً و كل أفعاله فضائل و كل أقواله حِكم و مواعظ , حتى أنك لو تصفحت سيرة فترة حُكمه الطويلة لن تجدَ و لو اعتراف بسيط بالخطأ في شئٍ ما أو اعتذار عن قول أو فعل بدر منه و كأنه المعصوم على الرغم من تل الأخطاء المتتالية التي أثقلت كاهل الوطن و أردته في هاوية الضياع مرات و مرات .
لقد أدرك المواطن اليمني كلَّ هذا مُنذُ وقتٍ مُبكر و لكن فطرته السليمة و طباعه الكريمة جعلت منه المواطن المُخلص الوفي الذي يحفظ الجميل و إن صغر و يلتزم بالعهد و إن تَنَكر لهُ الطرف الآخر , و هو الصبور الذي يؤمن بأن صبره هو المعجزة التي تستطيع حل كل مُشكلاته بمرور الوقت مهما عَظُمت .
و لكنه الآن بلغ به الجُهد و طفح به الكيل و بلغ السيل الزُبا فخرج ثائراً من أجل وطن يطلُبُ وِدَّ الحُرية و خاطباً يد الدولة المدنية , دولة المواطنة المتساوية و العدل و تكافؤ الفرص , دولة يجدُ فيها فضاءاً واسعاً للعطاء و الإبداع و البناء حيث لا سُلطان فيها إلا للقانون دون تمييز.
خرجَ ثائراً و هو يُدرك تماماً أنَّ الثورة الحقيقية تبدأ بإسقاط النظام كـَ خطوةٍ أولى في مسيرة بناء وطنٍ حقيقي .