|
القَصِيدَةُ
مَخْلُوقَةٌ مِنْ تُرَابٍ وَضَوْءٍ وَمَاءْ ..
القَصِيدَةُ هَذَا الأَدِيمُ الَّذِي أَخْرَجَ اللهُ
مِنْ نَسْلِهِ
كِيمِيَاءَ الْهَوَاءْ..
القَصِيدَةُ مِنْ كَائِنَاتِ البَقَاءْ..
القَصِيدَةُ
حِينَ تُدَلِّي أَمَامَ الْمَرَايَا ضَفَائِرَهَا
أَوْ تُقَلِّمُ لَيْلاً أَظَافِرَهَا
تَشْرَئِبُّ النُّجُومُ إِلَيْهَا
لِتَقْطِفَ مَا يَتَسَاقَطُ فِي سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى
مِنْ عَقِيقِ التَّجَلِّي
فَمِثْقَالُ مَا خَرْدَلٍ مِنْ ضَفَائِرِهَا
أَوْ أَظَافِرِهَا
كَحِصَانٍ مِنَ الْحَظِّ
أَوْ مِثْلَ تَذْكِرَةٍ لِلْحَيَاة..
***
غَايَةُ الشِّعْرِ
أَنْ تَكْتُبَ الشِّعْرَ لِلْحُبِّ
لِلْحَرْبِ
لِلْحَقِّ
لَيْسَ احْتِفَاءً بِلَهْوِ الْحَدِيثِ
وَلا قَصَّةً مِنْ خَيَالِ الرَّبِيعِ
وَلا لِلتَّزَلُّفِ مِنْ مُجْرِمِيِّ الْحُرُوبِ
وَلا مُومِسَاتِ البِلاط ..
***
غَايَةُ الشِّعْرِ
أَنْ تَنْفُخَ الرُّوحَ فِي الْحَرْفِ
رُوحَ الْمَدِينَةِ
رُوحَ الْحَضَارَةِ
رُوحَ الْجَمَالِ الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ فِي شَأْنِهِ
سُورَةً ..
لا لِكَيْ يَتَسَلَّى بِتَنْضِيجِ آهَاتِكَ
الْمُتْرَفُونَ..
وَلا يَتَهَجَّى عَنَاوِينَكَ الأَغْبِيَاءْ ..
***
غَايَةُ الشِّعْرِ
أَنْ تَكْتُبَ الشِّعْرَ لِلشِّعْرِ
لِلضَّوْءِ
لِلفَنِّ
أَنْ تَتَحَدَّى بِآيَاتِهِ مَشْهَدَ القُبْحِ
وَالقَتْلِ
وَالْمَوْتِ
أَنْ تَسْتَعِيذَ بِهِ مِنْ رُمُوزِ السِّيَاسَةِ وَالكَهَنُوتِ
وَمِنْ شَرِّ نَفَّاثَةٍ فِي كَوَالِيسِهَا..
أَنْ تُوَاسِيَ بِالشِّعْرِ
بِالْحُبِّ
دَمْعَ اليَتَامَى
وَحُزْنَ الثَّكَالَى
وَتَنْشُرَ لِلنَّاسِ
مَا أَخْرَجَ اللهُ مِنْ ضَوْءِ عَيْنَيْكَ مِنْ زِينَةٍ..
غَايَةُ الشِّعْرِ
أَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ صُلْبِ أَوْزَانِهِ
عَاشِقاً
قَلْبُهُ دَافِئٌ كَالضُّحَى ..
أَنْ يُرَتِّلَ آيَاتِهِ الكَادِحُونَ
وَيَأْكُلَ مِنْ تَمْرِهِ الأَتْقِيَاء..
القَصِيدَةُ
مَا لَ تَكُنْ مِنْ أَبٍ قَاصِرٍ أَوْ أَبٍ فَاجِرٍ أَوْ بَغِيٍّ
سَتَبْقَى إِذَا أَكَلَ الدَّهْرُ فِنْجَانَهَا
فَلْتَكُنْ غَايَةُ الشِّعْرِ
أَنْ تُطْلِقَ الصَّوْتَ
فِيمَا وَرَاءَ الْمَدَى..
أَنْ تُرَقِّعَ
بِالْحُبِّ
وَجْهَ البِلادِ الَّتِي نَاصَبَتْكَ العِدَاء ..
في الخميس 14 يونيو-حزيران 2012 06:14:09 م