الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
قام الإخوان في عهد الملك عبد العزيز بمعارضة الدولة والعلماء، وطالبوا بغزو الدول المجاورة تحت مظلة الجهاد في سبيل الله، ولم يوافقهم على رأيهم أحد من كبار العلماء، لا سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي الديار السعودية، ولا الشيخ البابطين ولا الشيخ ابن عتيق ولا الشيخ عبد الله بن حميد ولا الشيخ عبد العزيز بن باز، ولا غيرهم من العلماء؛ لأن معنى ذلك إلغاء غير مبرر للعهود والمواثيق، والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ), والسعودية عضو مؤسس لهيئة الأمم المتحدة، وقد وقعت على المواثيق الدولية ولم تتحفظ إلا على بند واحد، هو البند الثامن من الميثاق الذي يقول: «للإنسان أن يغير معتقده متى ما أراد»، وهذا خطأ شنيع؛ لأنه يحرم في الإسلام أن يغير المسلم عقيدته الإسلامية، وأصابت السعودية في هذا التحفظ، أما بقية البنود فلم يعترض العلماء على الدولة في توقيعها وقبولها لهذه المواثيق, وبغض النظر عن حكم جهاد الطلب فإن له شروطه وأحكامه ومكانه وزمانه، لكن عجبي أن تنشر فتاوى عامة وعائمة يستغلها شباب أغرار سفهاء أحلام وحدثاء أسنان فيحملون السلاح بهمجية وغوغائية، ويكون الضحية الإسلام وحده والمسلمين.
قل لي بربك: هل الدول الإسلامية في موقف القوة بحيث تنادي بالجهاد وهي تستورد الأسلحة والمدربين وغالبها عاجز عن التنمية وتوظيف الشعوب وإصلاح البنية التحتية وتوفير الغذاء والدواء والماء والهواء لمواطنيها؟ ثم ضد من هذا الجهاد؟ إنه ضد دول كبرى نووية باطشة لها قوة هائلة، وهي في أراضيها تسير المراكب الفضائية وناقلات الطائرات والصواريخ العابرة للقارات، بينما الدول الإسلامية تقيم مهرجانات احتفال إذا صنعت سيارة (فولكس فاغن)، فهل يريد منا أصحاب هذه الفتاوى أن نحمل السيوف ونركب الخيول ونتوجه إلى واشنطن وموسكو ولندن وباريس محاربين فاتحين، أم يريدون توريط شباب عجزوا عن إكمال الدراسة الجامعية والقيام بخدمة المجتمع ونفع الأمة وبر الوالدين وصلة الرحم ليتحولوا إلى قنابل موقوتة يفخخون أجسامهم ويربطون الأسلاك الشائكة والديناميت ومادة (( TNT بأفخاذهم ثم يختبئون تحت الكباري وخلف الجسور وفي السراديب المظلمة ليقتلوا العزل والأطفال والشيوخ، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في حرب أو قتال؟ هل يريد أصحاب هذه الفتاوى أن تعلن الدول العربية والإسلامية إلغاء المواثيق الدولية؟ وإذا حدث ذلك فقل علينا السلام؛ فسوف تُمسح أكثر دولنا من الخارطة وتصير نسيا منسيا وتصبح في خبر كان، وحينها يجوز لأميركا وروسيا وفرنسا وبريطانيا أن تلغي هي المواثيق وتبدأ بالهجوم والاحتلال، ثم ابحث عنا وقتها، وبعدها يجوز للدول المجاورة، مثل إسرائيل، أن تهاجم وتحتل ما حولها, وأنا قرأت فتاوى صدرت من عندنا تدعو إلى عدم الاعتراف بالمواثيق الدولية؛ لأنها مواثيق كفرية وطاغوتية, وأقول: ماذا نستفيد عندما نلغي هذه المواثيق؟ وما الثمرة من إلغائها؟ وما السبب الوجيه من إلغائها؟ ومن الضحية إذا ألغيت؟ ومن يتحمل النتائج الوخيمة إذا ألغيت هذه المواثيق؟ أظن أن الذي أصدر هذه الفتاوى لم يفكر في أبعادها ولم يعش قضايا العالم، ولم يتعرف على المصالح والمفاسد الحاصلة من فتواه ولم يتفقه في مقاصد الشريعة, نحن الآن تفتح أمامنا الأبواب في أميركا وأوروبا والصين للدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وزرنا، كغيرنا من الدعاة والعلماء، عشرات المدن والولايات في الغرب، والجامعات والمساجد والنوادي والكليات والمراكز الإسلامية، ووالله ما اعترض علينا أحد ولا آذانا أحد يوم نأتيهم بالرفق والحكمة، فهم يرحبون بنا ويعينوننا في تنظيم المحاضرات والندوات، وقد حضرنا مؤتمرا إسلاميا في ولاية أوكلاهوما سيتي في الولايات المتحدة الأميركية حضره أكثر من خمسة آلاف شاب مسلم لمدة أسبوع كامل نشرح فيه قضايا الإسلام فلم نجد إلا التسهيل والترحيب، ثم طفنا في إحدى وعشرين ولاية أميركية ندعو للإسلام فلم نجد عنتا ولا مشقة, وأقمنا في باريس قبل سنتين مع خمسة من الدعاة لمدة ثلاثة أشهر ألقينا خلالها ما يقارب سبعين درسا ومحاضرة وخطبة وندوة كلها تدعو إلى الإسلام، فوالله ما اعترض علينا أحد ولا آذانا أحد، بل شاركتنا الشرطة الفرنسية في تنظيم المحاضرات؛ لأننا أتينا إليهم بالسلام والأمن والإيمان والحكمة والرفق كما قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، أفهذا أجمل أم الدعوة إلى رفع السلاح في وجوههم وإلغاء المواثيق معهم ومحاربتهم؟ وأترك الاختيار للقارئ الكريم.