مرسي رئيساً لجمهورية مصر العربية
بقلم/ د. عقيل المقطري
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 6 أيام
الإثنين 25 يونيو-حزيران 2012 04:21 م

قدر الله أن يكون لمصر تأثيرا على باقي الدول العربية والإسلامية سلبا وإيجابا، وعبر التاريخ نجد أعداء الأمة مركزين على هذا البلد لكثرة سكانه وتأثيرهم الفكري والثقافي فإن تمكنوا من زرع أفكارهم وسلوكياتهم ونمط حياتهم على مصر تأثرت بقية الدول بها وسهل على أعداء الأمة التأثير على البقية .

ونظرا لالتصاق مصر بفلسطين وللدور التاريخي لها بمواجهة اليهود ركز الغرب عليها وحاولوا تغريبها ونزع هويتها عبر حكام كثر كل واحد منهم أتى تحت عباءة ، وبعد مرور فترة طويلة من الظلم والاضطهاد والاستبداد حصلت أثناء تلك الحقبة الزمنية خيانات عظيمة ليس لمصر فحسب بل للأمة كلها، وأعظمها تنحية الشريعة وتوقيع المعاهدات مع اليهود ، والتي كان من نتاجها تشديد التضييق على الفصائل الفلسطينية التي لم تعترف بالمعاهدات مع اليهود، بل والسكوت على جرائم اليهود ضد فلسطين.

وكنتيجة حتمية للظلم والفساد والاضطهاد والاستبداد قامت ثورات الربيع العربي ابتداءً من تونس الخضراء مرورا بمصر الكنانة ثم اليمن وليبيا وسوريا غير أن ثورة مصر كانت أنموذجا رائعا أعطى زخما لبقية الثورات وما أن فاز الإسلاميون بالأغلبية في مجلس الشعب والشورى وحصل ترحيب دولي لذلك، وسكت العسكر على مضض وغيض فبدأ الغرب واليهود مع أوليائهم في مصر وفي المنطقة للتخطيط لإجهاض الجهود وقطع الطريق على الإسلاميين وسرقة الثورة، فطيلة عدة شهور والمجلس العسكري يمنع مجلس الشعب من ممارسة كامل صلاحياته.

ومع مطالبة الشعب بتسليم العسكر الحكم لرئيس أو مجلس رئاسي مدني إلا أنهم رفضوا ذلك حتى تتم الانتخابات الرئاسية، وجاءت الانتخابات الرئاسية فدفع المجلس العسكري بموجب مخطط صهيوني غربي مع أعوانهم في المنطقة بأحمد شفيق وكان ذلك في وقت قصير قبل إغلاق باب الترشيح.

وما أن أقر مجلس الشعب قانون العزل السياسي عن كل من كان في نظام مبارك حتى وجه العسكر للمحكمة الدستورية بإبطال ذلك القانون بل تجاوزت المحكمة الدستورية ذلك إلى حل البرلمان برمته بحجة عدم مطابقته للقانون وحتى لا يحصل الإسلاميون على السلطة التشريعية إضافة إلى رئاسة الجمهورية، وبالرغم من محاولة إفشال الرئيس محمد مرسي في جولة الإعادة إلا أن تضافر جهود الإسلاميين ولين بعضهم لبعض والتفاف الشعب المصري حول ثورته بعد فضل الله تعالى أبطل كيد الكائدين وأفشل جهودهم وجعل ما أنفقوه حسرة عليهم ، ويفوز محمد مرسي رئيسا لمصر بعد أن عاش في سجن مبارك فترة من الزمن، وصدق الله إذ يقول : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) هذا الفوز له ما بعده بإذن الله، وإن كان العسكر يحاولون سلب رئيس الجمهورية صلاحياته إلا أن الشعب لهم بالمرصاد .

وإن هؤلاء العسكر شؤم على الأمة – إذا ما أرادوا ان يحكموا- فما زالوا يحاولون أن يمسكوا بزمام الأمور خوفا على مصالحهم ؛ لأنهم ألفوا أن يكون الحاكم عسكريا مثلهم بل عميل يحمي دولة اليهود ومصالح الغرب في المنطقة وما ألفوا حاكما مدنيا غيورا على دينه وبلده وأمته .

إن هذا النصر المبين في مصر ليس نصرا للمصريين فحسب بل هو نصر للأمة بكاملها وسينعكس ذلك إيجابا على دول المنطقة بإذن الله، وسيستفيد الجميع من بعض الأخطاء التي وقعت فيها الحركات الإسلامية في مصر.

إن من حق الإسلاميين أن يحكموا كما حكم غيرهم ومن حق الشعب أن يجرب الإسلاميين بعد أن مسح يده من الآخرين، وظهر عنده فشل كل من حكم قبلهم، بل وثبت يقينا لدى الشعب فساد الأنظمة السابقة ، ولئن كان قد فاز الإسلاميون بالرئاسة فسيحاول العسكر مع حلفاءهم أن يفشلوا الإسلاميين من الفوز في الانتخابات التشريعية وسينفقون أموالا طائلة لشراء الأصوات لكن الله ثم الشعب المصري لهم بالمرصاد ، وستفشل خططهم بإذن الله ، وسيخذل الله أعداءه وينصر أوليائه (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ *بِنَصْرِ اللَّهِ)"الروم:4-5".

www.almaqtari.net