فأر(س) العرب!!
بقلم/ ياسر المقطري
نشر منذ: 13 سنة و 3 أسابيع و 3 أيام
الجمعة 07 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:54 م

لم يجمع زعيم عربي ما جمعه هذا الرجل من السوء والتصرفات الرعناء طيلة العقود التي أمضاها في الحكم فقد فاق القذافي وبشار في دمويته وحسني مبارك في فساده وزين العابدين بطرابلسيته وفساد عائلته وزاد عليهم بخداعه وكذبه وفجوره وتناقضه وعبثه وسخفه و....

فار (س) العرب أنقلب على الجمهورية وحولها إلى إمامة في جهله وملكية في توريثه وعصابة في طريقة إدارته فكل من تزعم عصابة حكم فكان عنده من المقربين ولبابه من الطارقين وعليه من الداخلين وله من الناصحين فسق الفاشق في الحديدة فازداداً قرباً وهجر الجعشني الجعاشن فتفرد بالصفحة الأخيرة من الثورة بالمدائح لسيده وتبلطج البركاني فكان ممن لا تُغلق عليه الحجب ونهب الراعي أراضي الدولة في الحديدة فاستحق ان يكون من كبار المشرعين ورئيس مجلس الأميين وتربع عليهم كبريهم علي مقصع الذي علمهم السحر البساط الملكي.

فأر(س) العرب وربان السفينة حاول خرقها ليغرق أهلها فرموه إلى اليم غير مأسوف عليه قبل ان يخرقها .تنمر فلبس جلد قط استأسد وإذا بأكثر من خمسة مليون أسد في الساحة يمرغون انفه بالتراب صال وجال ليقنع الداخل والخارج فسقط مغشياً عليه من على فرسه الأعرج الذي أنهكه ابنه الصبي المدلل بكثرة التدرب عليه.يا لها من بطولات يخوضها الشعب اليوم ضد جلاد اكتوى بسياطه.

جعل اليمنيين شيعاً يذيق بعضهم بأس بعض فجعل من الوطن شطرين ومن الحكومة حكومتين (ظل وشمس) ومن الأمن أمنيين (سياسي وقومي) ومن الجيش جيشين ومن المعارضة معارضتين ومن القاعدة قاعدتين ومن النقابة نقابتين ومن القبيلة شيخين ومن الاعتصام اعتصامين حتى حزبه الحزب الحاكم لم ينجوا منه فجعل منه جناحين جناح الصقور كما يسمونهم وجناح الحمائم بل جعل من الإنسان اليمني نفسه اثنين تجد البعض كمال يقال رجل بالسلطة ورجل بالمعارضة - خوفاً على المصلحة – المهم جعل اليمن سفينة نوح عليه السلام فيها من كل شيء زوجين .

فار(س) العرب هدم النسيج الاجتماعي فجعل هذا شمالي وهذا جنوبي بفساده وأشعل ستة حروب في صعدة بعناده وجعل من اليمنين متخلفين وقطاع طرق وقاعدة وخلق الثأر بين القبائل فيمد هذا بالسلاح ويمد الآخر بالسيارات والأطقم ليحتكموا له الطرفين ويبتزهم لخدمة أهدافه الخبيثة. يوصم بأنه محقق الوحدة وبالأصح هو مدمر الوحدة وممزق البلد لم يعد يكتفي بالشمال والجنوب فاليوم أضحى يفكر بشمال الشمال وجنوب الجنوب - لكن ابعد عليه من عين الشمس كما قال- وكل هذا بداعي كروت أراد ان يصفي بها خصومه.

ولهذه اللحظة التاريخية التي نعيشها اليوم كما تتابعون كان علي صالح يخطط فهو كان يعلم ان هذا الجيش الذي انضم إلى الثورة ،والذي أنهكته ستة حروب - والذخيرة كانت من معسكرات الحرس للطرف الخصم - لم يكن جيش عائلة او كرسي وإنما جيش شعب جيش وطن ولهذا زج به في أتون مغامراته الفاشلة والوهمية،وهكذا ظل يحرق ما يشاء ويترك ما يشاء من البلد يلعب بترابها وأراضيها وثرواتها دون رقيب او حسيب ومن عارضه يصفه بالعميل والخائن فكيف يمكن للمعارضة أو الثوار أن يتحاوروا مع قطاع طرق أمثاله هو وأبنائه وبقية العصابة ممن سفك دم الأبرياء في كل ساحات الحرية والكرامة في هذا الوطن ،وبعد أن نفذت من جعبته الكروت ولم يبق إلا الكرت الأحمر بلون الدم الذي سفكه حاول أن يلعب به ومن ثم يحرقه لكنه أخفق فأحرقه الله به ،وهكذا الأيام تعلمنا كيف النهاية تكون من جنس العمل.

فار(س) العرب وباني نهضة اليمن الحديث يتفاخر اليوم بدخول اليمن قائمة أفقر عشرين دولة في العالم

وبـ 50% نسبة أمية بين البالغين و60% أمية بين الإناث وبأكثر من 40% نسبة الفقراء ،وبأفشل وأفسد دولة عربية قبل الصومال،وبين أردأ عشرين دولة بمستوى الديمقراطية (ومع ذلك يتبجح بالصندوق)،ففشل في الاقتصاد وتعفن في السياسة وانتكس في الإدارة،ادعى بأن اليمنيين قطاع طرق وقاعدة وإرهابيين وعملاء وخونة وشحاتين وجهلة فجعل من المواطن اليمني الوحيد بين بقية البشر في العام اذا أراد السفر إلى الخارج يحجز بالمطار دون غيره ويهان ويفتش من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه حتى ...؟؟؟.

وأخيراُ ونتيجة جهود (سخافته) المستمرة والحثيثة في البحث عن مجالات تشغيل الأيدي العاملة وخلق فرص العمل للشباب وللتواصل المتكرر مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية أستطاع إقناع المملكة بفتح مكاتب استقدام يمنيات يقمن بعمل الجواري والخدم في بيوت آل سعود والسعاودة فهنيئاً أولاً للموالين والمواليات هذه الفرص الذهبية- مع تأكيدنا لهم أننا لن ننافسكم على هذه الفرص الشاغرة-ولكل اليمنيين هذا المنجز التاريخي الأسطورة (لسخافته)والذي سيضاف إلى سجل عطائه الأسود رغم إنكار الجاحدين.