آخر الاخبار

السفير اليمني بالدوحة يبحث مع وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية تعزيز التعاون المشترك رئيس الوزراء يبلغ المبعوث الأممي بعد عودته من إيران: السلام لن يمر الا عبر المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً وزير دفاع خليجي يصدر بحقه حكم قضائي بسجنه 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار حكم قضائي بسجن وزير داخلية خليجي 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار . تعرف على القائمة الكاملة للأسماء الخليجية التي توجت في حفل Joy Awards 2025 بيان عاجل من مصلحة شؤون القبائل بخصوص هجوم الحوثيين على قرية حنكة آل مسعود .. دعوة للمواجهة بايدن: حشدنا أكثر من 20 دولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر .. هل سيصدق في استهداف الحوثيين تحركات دولية وإقليمية لإعادة صياغة المشهد اليمني .. والحاجة لمعركة وطنية يقودها اليمنيون بعيدا عن التدخلات  ملتقى الفنانين والأدباء ينظم المؤتمر الفني والأدبي الثاني للأدب والفن المقاوم بمأرب بمشاركة أكثر من 100 دولة و280 جهة عارضة اليمن تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 1446هـ بجدة

بشارات في خضم الثورات
بقلم/ محمد سعيد باوزير
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 29 يوماً
الإثنين 15 أكتوبر-تشرين الأول 2012 05:26 م

إن الناظر في حال أمتنا اليوم ، يرى جروحا كثيرة ، يرى جرحاً في فلسطين و سوريا و العراق وفي كل مكان. و ما نسمعه اليوم من قتل للأبرياء ، وسفك للدماء ، واضطهاد للعلماء، وحصار للشرفاء ، وقتل للرجال والأطفال والنساء ‘ وشظايا وجثث وأشلاء . إن ما يحدث لتتفطر له القلوب، وتدمع له العيون، وتتحير له العقول !!

يا شهداء سوريا وفلسطين والأمة لو كان للجبال قلوباً لجرحت وتصدعت، ولو كان لها عيوناً لدمعت، ولو كان لها ألسناً لصرخت، ولو كان لها عقولاً لجنت.

ورغم ذلك هناك بشارات تلوح في الأفق فلا تيأس ولا تحزن ، بشارات في زمن كثرت فيه الفتن، وزادت فيه المحن.

لذلك فنحن مطالبون بالتبشير، ألم يقل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ، عن أنس رضي الله عنه " بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا ، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا "

حري بنا أن نحيي بوارق الأمل في الأمة ، ونطرد غيوم اليأس ، ونمحى أوساخ التشاؤم ، وندحر ظلمة الإحباط فإنه مهما طال الليل فسينبثق الفجر، ومهما اشتد الظلام فسينبعث النور، ومهما امتدت الصحراء فورائها واحة خضراء، ومهما استفحل الفساد فسيأتي الصلاح ،

ومهما ضاق الأمر اتسع ، ومهما اشتد الحبل انقطع.

فإن الله سبحانه قال في سورة آل عمران:} وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{  فالله - عز وجل - اختارهم

ليكونوا شهداء ، ليحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

فيا بشرى لهم علينا أن نبارك لهم الشهادة، أولئك الرجال الذين ضحوا في سبيل الله. وإن النصر سيسطر بدماء الشهداء،و بتضحيات الأوفياء،والتاريخ خير شاهد، انظر واسمع للتاريخ فما من نصر إلا له تضحيات ودماء سالت في سبيل الله.

*ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرَجُ*

*ضاقت فلما استحكمت حلقاتها** *** **فرجت وكنت أظنها لا تفرج***

* *

ولعل بعض الناس قد أصابه شئ من الفتور لطول الفترة . فأذكرك أخي القارئ بحصار الشعب للنبي صلى الله عليه وسلم استمر حتى ثلاث سنوات. مع أنه نبي مؤيد بالوحي يقدر يرفع يديه بالدعاء في يوم أو ليلة فينصره الله. لكنه درس في العمل بالأسباب. أن طريق النصر ليس مفروشاُ بالزهور، فقد يتعرض المؤمن للتمحيص قال تعالى:} *وَلِيُمَحِّصَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ* ، *أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ* {.

وقد يتعرض للابتلاء قال تعالى:} ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَ نَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ {.وقد يتعرض للفتن قال تعالى } أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ{.

قال الشيخ عوض بانجار حفظه الله :( لا يأتي النصر إلا بعد الامتحان والشدة حتى يصل الأمر إلى شدته قال تعالى :} أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ{ أ.هـ

أخي مهما تفاقمت الأزمة آذنت بالانفراج قال ابن النحوي الأندلسي في قصيدة طويلة منها:

اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي  .....قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ

وَظَلامُ اللَّيلِ لَهُ سُرُجٌ ..حَتّى يَغشَاهُ أبُو السُّرُجِ

وَسَحَابُ الخَيرِ لَهَا مَطَرٌ ..فَإِذَا جَاءَ الإِبّانُ تَجي

وَفَوائِدُ مَولانا نِعَمٌ   ..... لِسُرُوحِ الأَنفُسِ والمُهَجِ

وثورات الربيع العربي تبعث فينا روح الأمل ، وانشراح الصدر أن رأينا الشعوب تتحرر من الظلمة والمفسدين ، ويتساقط الواحد تلو الآخر في مزبلة التاريخ ، وما بشار الأسد عنهم ببعيد.

وعلينا أن يمد أيدينا للآخرين فالاتحاد قوة وما تكالب علينا الأعداء ألا لتشرذمنا وتفرقنا ،وكما قال الشاعر:

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا ,,, وإذا افترقن تكسرت أحاداً

وعلى المرء أن يظل ساعياً في الحياة ، متفائلاً بالوصول ‘ معتمدا ً على الله ، فهو موعود بالنصر إذا كان قوي الإيمان ، قوي الشكيمة ، عالي الهمة ، ينظر إلى الأفق بعين الأمل.