آخر الاخبار

إسرائيل تكشف عن 13 قياديا حوثيا وتنشر صورهم ضمن بنك أهدافها.. والمختبئون في الجبال من مقربي عبدالملك الحوثي تحت المراقبة دبلوماسية أمريكية تتحدث عن عملية اغتيالات لقيادات جماعة الحوثي وتكشف عن نقطة ضعف إسرائيل تجاه حوثة اليمن رئيس الأركان يدشن المرحلة النهائية من اختبارات القبول للدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي هكذا تم إحياء الذكرى السنوية ال 17 لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالعاصمة صنعاء مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم

سينما يمنية..هل مازال حلما بعيدا
بقلم/ حميد عقبي
نشر منذ: 17 سنة و أسبوعين و 6 أيام
السبت 08 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:06 م

مأرب برس – باريس - خاص

نعلم جيدا أن صعوبات كثيرة تقف أمام تطور و انتشار جميع الفنون اليمنية (مسرح- موسيقى – رقص – فنون تشكيلية – سينما)و أن الفنان يعيش في اليمن في حالة استثنائية ينقصه الامكاينات المادية – التشجيع – التأهيل – عرض إنتاجه داخليا و خارجيا وفوق هذه العوائق الإحباط الرسمي من المؤسسات الثقافية الرسمية و الشعبية .

الفنان اليمني محاصر معزول عن الحركة الفنية العربية و العالمية و نادرا ما يشارك أي فنان يمني في مهرجانات فنية عربية او دولية كون الكثير من الدعوات الرسمية التي تصل عبر المؤسسات الرسمية الحكومية يتم اختيار مشاركين لا علاقة لهم بالفن أحيانا .

لا يمكننا بطبيعة الحال ان نلوم الأخ وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر ألمفلحي وحده في وجود هذه المصائب التي تكاد تعصف و تدمر الفنان اليمني من الداخل و كل هذه المصائب حولت الكثيرين إلى محبطين .

الفن السينمائي باليمن يبحث عن أمل كي يولد و سينما يمنية مشروع صعب جدا و ليس سهلا كما يعقد البعض .

مشروع مهرجان صنعاء السينمائي الاول2008 الذي تقدمنا بفكرته إلى الأخ وزير الثقافة مباشرة بعد دعوته لنا يحتاج أن نناقشه و نناقش برامجه المختلفة خصوصا برنامج دعم إنتاج أفلام سينمائية يمنية قصيرة و طويلة و برنامج التأهيل و التدريب و غيرها من البرامج .

سبق و ان نوقش هذا المشروع و اخذ صدى إعلامي كبير بالداخل و الخارج و هناك أراء مختلفة حول مسالة إقامة مهرجان سينمائي و لكن لا يوجد خلاف على وجود سينما يمنية و ضرورة أن تكون و أن تولد .

قمنا بزيارات عديدة إلى صنعاء و تم عقد أكثر من حلقة نقاش في عدة مراكز ثقافية و منتديات و كنا نزور مقر نقابة الفنانين بصنعاء بشكل دائم و تم عقد نقاشات كثيرة جدا حول المهرجان و هل تكون الخطوة الأولى مهرجان أم ملتقى سينمائي ام نبدأ أولا بإنتاج أعمال ثم نقيم المهرجان ؟

كل هذه النقاشات مطلوبة جدا وضرورية و كلما كانت ولادة سينما يمنية عسيرة و صعبة فأكيد سيأتي يوم و يصبح للفن السينمائي اليمني قويا و فعالا .

التصريحات الصحفية الرسمية وحدها لا تكفي لميلاد سينما يمنية و لن تغذي الإبداع و لكن في حال بقاء الحال كما هو عليه ألان فعلى المبدعين و مؤسسات المجتمع المدني ألا يقف انتظار الدعم الرسمي فقد يتأخر و قد يأتي أو لا يأتي الله اعلم .

البعض يتهمني بالمبالغة و البحث عن الشهرة والتهور و الاندفاع غيرها من الاتهامات كوني منذ ستة اشهر تقريبا و أنا لا أتوقف عن إثارة النقاش و الجدل حول السينما اليمنية و ضرورة وجودها .

في مشاركاتي الخارجية بمهرجانات سينمائية دولية في الخليج العربي و الجزائر و أسبانيا و بلجيكا كنت أجد ترحيب كبير بمشروع مهرجان صنعاء السينمائي الأول و مشروع السينما اليمنية .

مشاركاتي هذه كانت لعرض أفلامي ( الرتاج المبهور) و( فيلم ستيل لايف ) و بعضها بصفتي باحث و ناقد سينمائي و لم أجد أي دعم رسمي من وزارة الثقافة اليمنية و للعلم وجدت دعم تشجيعي من الأستاذ أمير سالم العيدروس سفير الجمهورية اليمنية بباريس في مشاركاتي الأخيرة و نشكره على هذه أللفته الكريمة و هناك مشاركات عديدة نعجز عن حضورها بسبب وضعنا المادي.

خلال اللقاءان الصحفية و التلفزيونية بمختلف القنوات الإعلامية خلال المشاركات الدولية كنت أتحدث أني من اليمن بلد الحضارة و الفنون و كنت أتحدث بفخر و اعتزاز عن روعة اليمن و تاريخه الحضاري و الإنساني .

تحدثت أيضا أن اليمن يزخر بمواهب و إبداعات يحتاج إلى دعم و اهتمام دولي من المؤسسات الدولية و تحدثت عن الأخ وزير الثقافة الدكتور ألمفلحي بأنه الرجل الأول الذي نطق سينما يمنية .

و بعد كل مشاركة أقوم بالاتصال بالأخ الوزير ليس لطلب المال بل أحدثه عن هذه المهرجانات و رد فعل الآخرين الذين يطلبون التواصل معهم رسميا و استعدادهم لزيارة اليمن سوى المساهمة بتدريب كوادر يمنية او غيرها .

لدينا قائمة تضم كبار السينمائيين و مدراء مهرجانات و مؤسسات سينمائية عربية و دولية و سبق و ان تحدثنا مع الأخ الوزير الدكتور ألمفلحي بضرورة أن يتم الاستفادة من هذه الردود الايجابية و مخاطبة هولاء بشكل رسمي و دعوتهم إلى صنعاء لبحث مشروع ميلاد السينما اليمنية .

بعد كل هذا الجهد و العمل الجاد و بحسب ما نشر على موقع شمسان نت يوم 5 ديسمبر 2007نسمع ان مصدر مجهول من وزارة الثقافة يقول ان حميد عقبي ينتحل شخصية المنسق العام لمهرجان صنعاء السينمائي الأول و أن حميد عقبي يبتز الوزارة و أن مشاركاتي تسبب في الإساءة بين العلاقات الثقافية مع الدول الصديقة و الشقيقة .

قد يكون مصدر هذا الخبر شخص يريد أن يحدث توتر بيني و بين الأخ الوزير و قد يكون الوزير غير عالم بهذا الخبر الله اعلم .

لعل مقالاتي الأخيرة كانت ساخنة و حديثي عن مافيا بوزارة الثقافة يقلق هذه المافيا التي تقيد طموح الأخ الوزير و طموح كل مبدع و فنان .

الوزير السابق الأستاذ خالد الرويشان رعاه الله بالخير قام بتجميد عدد من المسئولين بوزارة الثقافة و تعامل مع الإبداع مباشرة و كان يغضب جدا لو تاخر صرف أي دعم لأي فنان او مثقف و كان يستغل كل فرصة لتكريم الإبداع لكل إنسان أخطائه و لكل مسئول سلبيات و لكن الجميع يتذكر كرم الرويشان .

نحن لا نطالب الدكتور محمد أبو بكر ألمفلحي أن يكون حاتم الطائي و يحق له ان يكون حريصا بخصوص مسالة التكريم المادي و المكافآت و من الضروري أن يكون هناك خطط للصرف و الدعم هذا جيد جدا .

و لكن أن يدخل المبدع في متاهات صعبة و هو يحمل توجيه لصرف مبلغ بسيط جدا و ان تدخل المشاريع الثقافية و الفنية في دوامة الروتين و التأخير و التجميد او الإلغاء فهذه المشاكل يجب أن تحل بأسرع وقت .

قد يتأخر مشروع مهرجان صنعاء السينمائي او يتم تجميده او إلغائه لأسباب مادية او غيرها و لكن ان يتأخر او يتم تجميد مشروع ميلاد سينما يمنية فهذه مصيبة كبرى سنتحمل جميعا المسئولية و خاصة وزارة الثقافة و مؤسسات المجتمع المدني و كذلك تتحمل المسؤولية المؤسسات الدولية الداعمة للفنون و الثقافة باليمن . 

نصيب الثقافة و الفنون و الإبداع للأسف مازال متواضعا من الدعم الدولي ففي العديد من الدول العربية الكثير من البرامج و المنح لدعم إنتاج أعمال فنية و برامج تدريب داخلي و خارجي و لكن في اليمن مازال الجهد و الدعم الدولي متواضع و نحن نطالب هذه المؤسسات و البرامج الداعمة للإبداع ان تولي أهمية للإبداع و خصوصا في الجانب السينمائي و ان تفتح أبوابها للمبدع مباشرة دون وسيط رسمي ولا يعني هذا اننا نطالب بإلغاء الدعم الرسمي للمؤسسات الثقافية الحكومية و لكن يجب أن يكون هناك رقابة و معرفة كيف يصرف هذا الدعم و لمن ؟

اعلم جيدا أني قد أتعرض لمشاكل بسبب الجهود التي أقوم بها و انا لا أريد أن ادخل في معركة مع وزارة الثقافة او أي جهة أخرى .

عندما حضرت إلى اليمن عرضت فكرة و مشروع المهرجان و تم الموافقة على دعم المشروع في حال عجز الوزارة عن الدعم فهذا لا يعني نهاية الدنيا و لا موت المشروع و لا يحق لأي جهة كانت أن تمنع إقامة مهرجان سينمائي او أي نشاط أخر في حال نجاحنا بالحصول على مصادر تمويل أخرى من الداخل و الخارج .

نحن لا نرفض دعم و اهتمام وزارة الثقافة بل نرحب بهذا الدعم و الاهتمام و نتمنى دوما الخطوة الأولى العملية التي تأخرت جدا .

مسالة صفة ان حميد عقبي المنسق العام و غيرها من الأمور يمكن أن تناقش و لكن لا تنسى وزارة الثقافة او أي جهة أخرى أني صاحب الفكرة و المشروع و انا احتفظ و أتمسك بكل حقوقي الفكرية و الأدبية .

انا لا اطالب الوزارة بتكريمي و رغم الجهد الذي بذلته طيلة سته اشهر و كان من المفروض حسب الاتفاق الأخير مع الأخ وزير الثقافة أن نفعل خطوة ايجابية مع بداية شهر يناير بدعوة مجموعة من السينمائيين و رؤساء المؤسسات السينمائية و مدراء مهرجانات للحضور إلى اليمن لبحث مسالة السينما اليمنية أكثر منها بحث موضوع المهرجان .

و لا ندري لو تعرضت مثلا لأي مشكلة او محنة من وزرة الثقافة بسبب جهدي او غيرها ؟ تعرضي لأي إيذاء جسدي او مادي او معنوي سيكون له اثر كبير جدا كون الأصدقاء بالداخل و الخارج يتابعون أخباري و نحن على تواصل مع أكثر من عشرين مؤسسة و مهرجان سينمائي عربي و دولي و تربطنا علاقة صداقة و تعاون مع أكثر من 100 فنان و صحفي بالداخل و الخارج و أي إجراء فيه تهور يستهدفني فانه يحق لي أن ادافع عن نفسي و أن يدافع عني الأصدقاء حول العالم .

علاقاتنا مع الاخرين ليس لهدف منها الحصول على منافع شخصية كون حرصنا الدائم ان نسخر هذه العلاقات في تشجيع و دعم الإبداع السينمائي و الفني باليمن .

وزارة الثقافة أعلنت في أكثر من بيان رسمي في فعاليات مختلفة أني صاحب المشروع و قرار الوزير المعلن في وكالات الأنباء اليمنية و التي نقلته عدد كبير من الوكالات و الصحف العربية و الدولية و تضمن هذه أن حميد عقبي المنسق العام لمهرجان صنعاء السينمائي الاول2008 و يمكن لأي شخص الرجوع و البحث على محرك جو جل أو غيرها من محركات البحث و سيجد عشرات الصفحات على الانترنت.

صفة المنسق العام لا يعني أنها اكبر من الوزير الذي هو رئيس المهرجان في حال دعم الوزارة الكلي او الجزئي للمهرجان و لكن في حال تغيير اتجاه الوزارة في دعم المشروع يحق لنا البحث عن مصادر للدعم لإقامة المهرجان او تنفيذ جزء من البرامج و هذا ما يهمنا ألان كيف نستطيع إنتاج أفلام سينمائية قصيرة كيف نستطيع إقامة المزيد من ورش التدريب ؟ بعد نجاح ورشة السيناريو الأولى التي وجدت دعم تشجيعي من مؤسسة ملتقى المراة بصنعاء و عقد من الفترة25-28 أغسطس 2007 اشترك فيها 20 متدرب و نتج عنها 5 أعمال سينمائية نحن ألان في إطار البحث عن دعم لإنتاجها و فعلا وجدنا هذا الدعم و سيتم الإعلان عنه و سيتم قريبا البدء في إنتاج اول فيلم قصير بعد حصوله على مبلغ 5 ألف دولار من إحدى المؤسسات سنعلن عن التفاصيل عندما ننجز العمل حتى لا يقول البعض مجرد تصريحات و كلام في الهواء .

سنكتفي بهذا القدر اليوم و نتمنى ان نكرس وقتنا و جهدنا لخدمة الإبداع بعيدا عن أي تاثير و المطلوب أيضا من الشباب السينمائي باليمن بذل مزيد من الجهد و عدم اليأس و الإحباط و البحث عن دعم و تمويل لمشاريعهم فهناك برامج للتمويل و مؤسسات تعلن مسابقات للحصول على منح لإنتاج أفلام سينمائية و عليهم متابعه مثل هذه البرامج و البحث على الانترنت و التواصل مع هذه الجهات و يمكننا ان نقدم أي مساعدة لأي مشروع و نزود أي مبدع بالمعلومات التي تتوفر لدينا و ان نراجع أي سيناريو او مشروع سينمائي .

مشكلة الحصول على دعم لإنتاج أفلام سينمائية يواجهها الكثير من الشباب السينمائي العربي ففي العالم العربي مهرجانات سينمائية كثيرة رسمية و مستقلة و لكن الصعوبات في الإنتاج و هناك توجه من مهرجانات سينمائية عربية مثل مهرجان دبي السينمائي العالمي و مهرجان الشرق الأوسط الدولي العالمي في أبو ظبي و مهرجان الخليج السينمائي في دبي بدعم أعمال و مشاريع سينمائية و لحسن الحظ مهرجان الخليج العربي أدرج اليمن ضمن المسابقات الرسمية و نحن على تواصل مع الأخ مدير المهرجان الأستاذ مسعود أمر الله أل علي و هو يرحب بأي عمل سينمائي يأتي من اليمن .

أيضا هناك جهات على استعداد لدعم الإبداع السينمائي اليمني مثل مهرجان نوتردام الدولي في هولندا و مهرجان أمل السينمائي في أسبانيا و غيرها.

إذن نحن لم نبتز أي جهة و لم نحصل على عائد مادي رخيص و ليس هدفنا هذا .

هدفنا الأساسي و الرئيس أن يكون باليمن سينما يمنية و إبداع سينمائي هذا حلمنا الجميل فهل مازال بعيدا هذا الحلم ؟

* صاحب فكرة و مشروع مهرجان صنعاء السينمائي الأول 2008

مخرج و باحث سينمائي يمني - فرنسا