حتى لا يظل الوطن شقة مفروشة للرئيس..
نشر منذ: 18 سنة و 4 أشهر و 19 يوماً
الجمعة 09 يونيو-حزيران 2006 09:50 م

* فخامة رئيس الجمهورية

بكل ثقة أقول لك إنني أتفهم دواعي تشبثك بكرسي الرئاسة، ولكني أنكر عليك أشد الإنكار أن تعلن عن تشبثك بهذه الطريقة التي تخون فيها اليمن أرضاً وإنساناً، لأنك جعلت اليمن بقرارك الأكذوبة،أضحوكة بين الشعوب.

:: وأعني بالتفهم أنني مررت بتجربة جعلتك حاضراً في ذهني طول أيام التجربة،فقبل أشهر سافرت أنا وزوجي إلى عاصمة عربية واستضافنا أخ يمني-وسع الله في رزقه-في شقة فارهة تطل على أجمل معالم البلد،فعشنا فيها بضعة أسابيع برفاهية مشجعة على الإبداع المتميز وحينما شارفت مرة الضيافة على الانتهاء انتابنا النكد والقرف لأننا سنفارق ذلك العز والهناء ونعود إلى غرفة ضيقة في فندق متواضع حيث الحر والناموس والصراصير وطلاب البقشيش.

لقد أوشك كابوس الانتقال من المكانة العليا إلى السفلى أن يقضي علي الكثير من جماليات طباعنا ومحاسن قيمنا، فعشنا صراعاً نفسياً بين النفس الامارة بالسوء التي تسول لنا طلب تمديد فترة الاستضافة، وبين النفس اللوامة التي لا تغامر بكرامتنا والتي تقول لنا: «إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كله».

فكنت أقول لزوجي: إذا كان من الصعب علينا ان نغادر شقة مفروشة، فكيف نتوقع أن يغادر الرئيس كرسي الرئاسة الذي يتنعم به منذ (28) عاماً بالحق والباطل، بالحلال والحرام؟؟

:: لقد طاب لنا المقام وتلك طبيعة بشرية، ولكن طاب لنا أكثر وأقوى أن نعرف الحق على أنفسنا فنغادر الشقة في الموعد المضروب، ونحن نتبادل مع مضيفنا آيات الشكر والامتنان.

:: لم نوهم أنفسنا بأن (الضرورة الوطنية) تستدعي تشبثنا بالشقة وتوريثها لأنفسنا رغم أنف الجميع.

ولم نقل إننا الأجدر بخيرات الشقة لأننا وحدنا ندرك قيمتها ونعرف كيفية التعامل مع ثعابينها وتناقضاتها!!

ولم نقل أننا لو غادرناها لنشبت حرب اهلية بين ملاكها، ولتحولت إلى مساحة جديدة للصوملة.

:: بل قلنا لأنفسنا أن الضرورة الإنسانية تحتم علينا تسليم الشقة حتى وإن أصر مضيفنا على تجديد استضافته لنا، لأنه ليس من شرف المروءة أن نرهق جيبه حتى وإن كان غنياً.

كما هو ليس من شرف القبيلة والوطنية أن ترهق روح الشعب وتطيل أمد معاناته حتى وإن كان سموحاً وصبوراً.

ولأجل ذلك تركنا الشقة لأصحابها لكي يقرروا مصيرها بأنفسهم، ولم يسمح لنا صدقنا مع الخلق والخالق أن نقوم بأي حركات (نص كم) من أجل أن نعود من الطاقة بزفة حناني طناني بعد أن أعلنا كذباً أننا سنخرج من الباب.

:: ألست صادقة في زعمي يا فخامة الرئيس بأنني أفهم نفسيتكم الآن تماماً تماماً؟! بلى.. وألف بلى وعليه فأنا اذكرك بقول الشاعر:

وتكبر في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائم

لأنك أعطيت وعداً للشعب بعدم ترشيحك فتنفس الصعداء لأنه أخيراً أمل بالخلاص من حقبتكم الفاسدة.

ولكنك الآن تفاجئ هذا الشعب المعذب كل يوم بحركات وتحركات، كأنك من خلالها تريد أن تقول : سأعود فوق صهوات خيولي لأضع سنابكها فوق كل قلم فرح باعتزالي، وفوق كل لسان زغرد ابتهاجا بمغادرتي.

:: فيا فخامة الرئيس.. إن كنت ولابد ناكثاً بوعدك وعائداً رغم أنف الشعب، فاعلم أن أغلب أقلام المثقفين ، وأغلب ألسنة المواطنين ستكون تحت طائلة هذه السنابك ، لأن الكل فرح برحيلك، والكل سيغتم بعودتك.

وهذه هي الحقيقة التي يجب أن تدركها مهما مارست بطانتك لعبتها المفضلة في التعمية عليك.

ما فائدة أحكام بلا تنفيذ؟

مثنى أحمد مجاهد المجاهد مواطن من جبل عيال يزيد في عمران، منذ فترة وهو مخيم بفوانيسه امام وزارة العدل لتقاعس أجهزة الدولة عن تنفيذ الأحكام القضائية الباتة بينه وبين بقية الورثة.

منذ أربعة أعوام ونصف،ورغم وضوح قضيته وموقفه المسالم في التعبير عن مظلمته لكنه تعرض للاعتقال والتحري من قبل مباحث أمانة العاصمة.

فما فائدة العبارة المطبوعة كختم على الحكم الصادر من المحكمة التجارية القائلة: «بقوة الشرع والقانون فإن السلطة القضائية تقرر فرص تنفيذ هذا جبراً وعلى السلطة العامة أن تعمل على اجرائه ولو باستعمال القوة المسلحة»؟؟!!

منافقون جوار الرئيس ..!!
حُمّى التوسل!
ماذا بعد موت الزرقاوي
باجمال واعظ .. "بدعة" أم "سنة" ؟
خـــواطر عن مــأرب ( 2- 2 )
مشاهدة المزيد