الإعلام من المبادرة في الرياض إلى الحوثيين في صعدة
بقلم/ أحمد عبدالله جحاف
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و يوم واحد
الأحد 04 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:53 م

بعد عشرة أشهر من قيام ثورة التغيير في اليمن وبعد توقيع المبادرة الخليجية في الرياض والتسوية السياسية بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب المعارضه اللقاء المشترك وشركائه ولأن احد بنود هذه الاتفاقيه تنص على التهدئه الإعلامية من الطرفين ، فأنه يتوجب على الطرفين البحث عن مستجدات ومواد إعلامية جديدة لعرضها على المشاهدين والمتابعين ، وللمواد الإعلامية لهذه الوسائل الإعلامية شروط أهمها " نشر الخلاف والنزاع والفتنة في المجتمع " وبعد أن عملت معظم هذه الوسائل في هذا المجال لأكثر من عشرة أشهر بالقيام بالكذب وتغيير الحقائق أحيانا وبالتهويل والتزييف أحيانا اخرى ، لهذا لم تجد وسائل الإعلام عن أي مادة تعمل ضمن شروطهم وأهدافهم إلا الاحداث الاخيرة في منطقة صعده بين الحوثيين وأهل دماج انتقالاً إلى الحوثيين في حجه انتقالاً الى الحوثيين في الجوف ، انتهت الخلافات بين أحزاب المعارضه والحزب الحاكم بالتسوية ولكن لم تنتهي الخلافات بين الشباب المستقل الحر وجميع هذه الاحزاب حاكمه ومعارضه وهذه الاحداث ليست في مصلحة معظم وسائل الإعلام التي بعضها تعمل بشكل مباشر مع تلك الأحزاب واخرى تعمل لمصالح غير مباشرة مع الاحزاب واخرى لمصالح مع دول مجاوره تعمل أيضاً لمصالح دول أجنبية .

ما ان انتهت الخطوة الاولى من المبادرة الخليجية بالتوقيع عليها وعلى الالية التنفيذيه إلا وان تحولت معظم وسائل الإعلام المختلفه (تلفزيون ، صحف ، مواقع إلكترونيه وصفحات على الفيسبوك) إلا شن حرب إعلاميه عنيفه على جماعة الحوثي بأشكال وصور مختلفه تعدت بعضها الخطوط الحمراء بإستخدام كلمات ومصطلحات بذيئة بعد أن كانت العديد من الجهات والجماعات السياسية والمستقله تعمل على كسب ثقة الحوثيين ومغازلتهم بشكل واضح وأمام الجميع ، وبعد إعتراف جميع الأطراف التي شاركت في ست حروب بشعه بالإعتذار الواضح والصريح للحوثيين وتبادل الاتهامات بين بعضهم البعض بافتعال تلك الحروب حينها أمن جميع المتابعين للاحداث بأن جماعة الحوثيين قد ظلموا في ست حروب وأنهم كانوا مجرد وسيلة يستخدمها الاطراف المتنازعه في تصفية حسابات شخصية ، ومع ذلك فشلت كل تلك الخطط من الأطراف المستفيده من الحروب في الإنتصار وكان دائماً الانتصار حليف الحوثيين .

ما الذي يحدث الان؟ هل قامت أيضاً بعض الأطراف باستخدام الحوثيين في المشاركة في الثورة الشبابية السلمية لتحقيق أهداف شخصية ليقوم بعد أن يحقق هدفه بالتخلص من هذه الجماعه ، هذه الجماعة التي صورت صوره من أروع الصور السلمية في الثورة رافضه أي تدخلات خارجية أو تسويات تتجاهل دماء الشهداء .

أنا لست هنا للدفاع عن الحوثيين ، لكنني فقط لا أريد أن نقع جميعاً في نفس الخطأ الذي عشناه في السنوات الماضيه من خلال متابعة الإعلام أثناء الحروب الست وتصديق كل ما كان يقال عن تلك الحروب لتأتي أيام نفس تلك الايام والشعور بالندم لتصديقنا لتلك الاخبار الكاذبه والمزيفه والتي لا تعمل إلا على إشعال الفتنه وسط المجتمع اليمني المتعدد الطوائف والمذاهب ، خوفي من إشتعال الفتنه الطائفيه المذهبيه عن طريق ما تقوم به وسائل الإعلام هذه الايام وحينها لن يستطيع أي بشراً كان على إطفائها ، فتنة خطيره أعظم من ما كان يحذر منه الجميع من قيام حرب أهليه منذ بداية هذه الثورة ، أين كانت وسائل الإعلام أثناء محاصرة الجيش اليمني لمحافظة صعده لا طعام ولا شرب ولا اتصالات؟ ونتيجتها أكثر من 21 شهيد من الطرفين ، أين كانت وسائل الإعلام من الحروب التي وقعت في الجنوب والمعاناه التي عاناها أخواننا في الجنوب من قتل ونهب وسرقة وانتهاك للحقوق ؟

أتمنى وأتوسل إلى الله سبحانه وتعالى لإخماد هذه الفتنه المذهبية في اليمن ، كفانا دم وقتل وتشريد ، كفانا سب وشتم وتجريح ، كفانا إتهامات واشاعات وتزوير ، كفانا تعبئه خاطئه يا وسائل الإعلام ، كفانا يا وسائل الإعلام كفانا يا وسائل الإعلام .