قتلى وجرحى في انفجار باللاذقية.. تفاصيل
3سيناريوهات محتملة لإنهاء حرب أوكرانيا
الجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة و يستعيد بلدة التروس في الفاشر
بينها السودان.. تسريبات خطيرة حول مقترح أمريكي إسرائيلي جديد لتهجير سكان غزة إلى 3 دول أفريقية
حيل لن تخطر على بالك للتغلب على العطش والصداع في رمضان
السلطات الأمريكية تحظر مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
قرارات رئاسية جديدة في سوريا :منها صرف راتب شهر إضافي للموظفين بسوريا بمناسبة عيد الفطر
عاصفة عاتية وحرائق تجتاح ولايات أمريكية وتخلف دمارا واسعا
ضبط عصابة خطيرة بتهريب المخدرات جنوب اليمن
مسؤول حكومي يتحدث عن خطر الحوثي: العالم يواجه تنظيماً إرهابياً عابراً للحدود
لئن كان الإسلام رسالة عالمية تتجاوز حدود اللغة والعرق واللون واللسان والجغرافيا، ولئن كان الإسلام قد ألغى الفوارق بين الناس وجعل تقوى الله هي معيار التفاضل بينهم، إلا أن العرب هم أصل الإسلام ومادته.
وبناء على ذلك جاءت بعض النصوص للتعبير عن المسلمين بوصف "العرب"، كقوله صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج مثل هذه - وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها) [متفق عليه]، فهل يقتصر خطر ظهور يأجوج ومأجوج على العرب وحدهم؟!
ومن ذلك قول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب"، ويعني بـ أرطبون العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه، مع أنه قائد مسلم ينتمي للأمة الإسلام بأسرها وليس العرب وحدهم. ولا يسعنا أن ننظر إلى اختصاص أرض العرب بتنزل الرسالة بمعزل عن سنن الله في خلقه ونواميس العلاقة بين الأسباب وبين المسببات، فهناك حكمة قطعا في نزول الرسالة على أرض العرب.
والحكمة التي نقصدها هنا ليست جلية أو منصوصا عليها، بل هي مما يسوغ فيها الاستشفاف بالنظر والتأمل. العرب رغم كل ما احتشدت به ذاكرة التاريخ لهم من معالم لحياة جاهلية تموج فيها القيم المتردية، إلا أنهم كانوا أفضل حالًا من جميع الأمم والحضارات الأخرى، وكانوا هم الأقرب والأنسب لأن تكون أرضهم مهبط الوحي.
كانت العرب أقرب إلى الفطرة السليمة دون غيرهم ممن قوضت فطرتهم النعرات الفلسفية والخوض المحموم فيما يفوق إدراك العقول.
وساعد العرب على ذلك بعدهم إلى حد بعيد عن دوائر التناحر الدولي وصراع الحضارات، فاحتفظوا بإطارهم الثقافي دون الذوبان في الحضارات الأخرى. هذه المنظومة القيمية التي أهّلت العرب دون غيرهم لاستقبال رسالة الإسلام، كانت ميراثا باقيًا لهم من شريعة إبراهيم عليه السلام، وجاء الإسلام فأضفى على حسنها عبقًا، فهم رغم ما انتشر بينهم من الوثنية وعادات قبيحة أخرى كشرب الخمر والسلب والنهب وأكل مال اليتيم وظلم المرأة، إلا أنهم كانوا
أقرب إلى الفطرة مقارنة بغيرهم من الأمم، وفيهم خصال حسنة عزّزها الإسلام وأضاف عليها، ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "جاء الإسلام وفي العرب بضع وستون خصلة كلها زادها الإسلام شدة، منها: قرى الضيف وحسن الجوار والوفاء بالعهد".
بل نستطيع القول إن الإطار الأخلاقي للعرب كان سمة مميزة للقبائل العربية القديمة، كقبيلة جرهم اليمنية، وليس أدل على ذلك من قصة أم إسماعيل
عليه السلام عندما انفجرت عين زمزم، فجاءت قبيلة جرهم العربية اليمنية، واستأذنوا هذه المرأة الضعيفة الوحيدة في أن يقيموا لديها بجوار زمزم طلبًا للماء، وليس لهذا تفسير سوى دستورية الأخلاق لديهم. وليس هذا التناول تكريسا للنعرات القومية أو اختزالا لمفهوم الانتماء، وإنما هو بيان للعلاقة بين الإسلام والعروبة، والتي عبّر عنها بعض العلماء بأنها علاقة الروح بالجسد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.