آخر الاخبار

المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية العيسي يرفض استقالة مدرب منتخب الشباب ويقر بعدم صرف مستحقاته ومكافأة التأهل

عدن تنتصر...
بقلم/ مرعي حميد
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 5 أيام
الأحد 27 فبراير-شباط 2011 03:59 ص

عدن.. لماذا عدن؟ سؤال تبادر إلى خاطري وأنا أتابع ما حدث في عدن من فضائع وبلطجة مساء الجمعة الخامس والعشرين من فبراير، إن تلك البلطجة تستحق أن نسميها (بلطجة الصالح).

تساءلت: كيف يطلق الرئيس دعوته لرجال الأمن لعدم التعرض للمتظاهرين ويحدث هذا القمع الوحشي والقتل دهساً بسيارة (الأمن) سابقاً (الذعر) حالياً والقتل قنصاً لنائب مدير عام كهرباء عدن الشهيد سالم باشطح؟!!، هل الرئيس بعيد عن هذه الفضائع؟!! أم إنه لا يدري؟!! أم إنه يريد تجربة السيناريو القذافي في عدن، أو يبدأه من عدن؟ لا وبعدين بتنفيذ الحرس الخاص!! هل هي مجرد اجتهادات فردية من مخلصين لنظام يأفل؟؟ أم أنها ((العقلية العنصرية المناطقية)) كما عبر عدد من الزملاء الصحفيين والكتاب والناشطين في بيان أصدروه بهذا الخصوص وإن صح فهو دليل على أن من أهل السلطة والتسلط من لا يزال يفكر بعقلية مختلفة عن عقلية ما قبل اندلاع الثورة .. ثورة 18 فبراير، هل الرئيس يمل بسرعة مشهد مظاهرات سلمية لا تتعرض للقمع والبلطجة، هل يُهدئ الرئيس البلاطجة في صنعاء ليطلقهم في عدن أو تعز؟... وهكذا دواليك لتكون البلطجة والقمع مشهد متحرك، ومع هذا فإن نصيب عدن من القتلى والجرحى يبقى هو الأعلى.

عدن محاصرة، عدن مقموعة، أكثر من أي مكان آخر في اليمن، لماذا؟ لماذا عدن المجتمع المدني المتمدن الذي لا يؤمن بالعنف؟ إن عدن لا ترهبها خساسة الحنشان. السلطات تسعى جاهدة لحرمان أهل عدن من ساحة يعتصمون بها ويخيمون بها كما هو حاصل في صنعاء وتعز، فامتلاك ساحة كتلك مدخل للبناء والإضافة الخلاقة للفعل المقاوم المطالب بإسقاط النظام ولربما انقلب إلى دعوة للانفصال.

لم يكتف البلاطجة المرتزقة بنهب أراضي عدن وحلب عدن، بل هاهم يحاولون إسكات أهلها الرائعين الحالمين والعاملين المناضلين كسائر اليمنيين لإسقاط جدار البؤس والشقاء والحرمان عبر الثورة الشعبية المتصاعدة، التواقين لإخراج اليمن من النفق المظلم، المضحين بالغالي والرخيص في سبيل تحقيق هذا الانجاز في زمن لم يعد للمتسلطين سوى منظومة قمعية ستتحطم على جدار الصمود والتصدي الذي ترتج به الساحات وتستبشر بقدومه وتعزيزه الجنبات وتحتشد إليه القلوب الغاضبة بفعل ممارسات سلطة أدمنت الفساد والاستبداد، ولم تعد آنيتها تفيض بسواه ما عدا معسول القول لتخدير الشعب حتى ينقضي ربيع التغيير العربي فتشمخر بأنفها وتتلبس غرورها الأجوف المستند إلى أغلبية مزورة في مجلس النواب تم حصدها لصالح الحاكم بتسخير الشقائق الخمس: المال العام، الوظيفة العامة، الإعلام الرسمي، اللجنة العليا للانتخابات، الجيش والأمن، وأنّ لها أن يتركها شعب أراد الحياة وأنعشته شعوب سواه.

ألا تتعظ هذه السلطة، ألا تفهم، ألا ترحل ويرحل (صالحها )؟ إنها إن اقتنعت فقد وفرت على الشعب بعض العناء الذي جرعته الشعب طوال العقود: صادرت ثورته، أممت أملاكه، سامته ألوان العنت وحرمته الاستفادة من ثرواته المادية والمعنوية، وإن اقتنعت فإن حسني مبارك أستاذ صالحها قد أجبره شعب الكنانة على الرحيل ملعوناً ممرطة سمعته في أوحال الدنيا، ولم يمنعه عناده وغروره ومكابرته وقوات أمنه البالغة مليون وثمانمائة ألف رجل من الرحيل المر.

إن ما حدث ويحدث في عدن سيكون مفجراً لبقية الغضب المكبوت في كل اليمن و((لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله))، وعلى نفسها جنت براقش.

يُجرم هذا النظام ويبالغ في إجرامه حين يعربد ويبلطج ويسفك الدماء ظاناً أنّ ذلك سيكون حلا له للقضاء على الثورة وإبقاء النظام الفاسد المستبد جاثماً على صدر الوطن مستنزفاً خيراته لصالح الحثالة المتطفلة. دع الآخرين يتظاهرون وأخرج أنت بجماهيرك بطواعية فلا قسر ولا إغراء بمال منهوب مغمس بدماء الشعب ودموعه، تظاهر ودع الآخرين يتظاهرون، ولكنه منطق لا يرضاه غرور النظام، لقد أفلس هذا النظام وآن له أن يغادر بهدوء ليترك اليمن تستعيد سعادتها وتواصل بناء مجدها كوطن باق لا مجد أشخاص زائفين مزيفين.

إنّ عدن وهي في صمودها وتضحياتها لتسجل ملحمة هي الأروع لرحيل النظام.

إنّ المطلوب لمواجهة هذا الإجرام في شوارع عدن تصعيد سريع للثورة السلمية يشمل إعلان للعصيان المدني في كل أنحاء اليمن بدءاً من الثلاثاء الأول من مارس 2011م و تبعة هذا العصيان تقع على كل حريص على اليمن الجديد والمستقبل الأفضل الذي أعلنه صاحب اللقب الوحيد من الزعماء العرب، أراد يمناً ومستقبلاً وهاهو الشعب اليمني في عدن وصنعاء وتعز والبيضاء والمكلا والحديدة وإب وغيرها يسطره ولكن على طريقته لا على طريقة الراحلين عما قريب. وزحف قبائل حاشد وبكيل على تخوم صنعاء سيكون علامة فارقة في حاضر اليمن ومستقبله، وسيعجل للثورة بالنصر.

عصيان مدني سبيل أيسر لمن لا يلتحقون بالساحات والميادين، أن يتوقف كل يمني عن مزاولة أي عمل حكومي كان أو خاص حتى يرحل النظام وبما لا يُعرض مصلحة المجموع الآنية للتهديد.

سينقلب سحر الصالح عليه كما تعودنا واعتاد هو ذلك، وسيمضي شعبنا في عدن وصنعاء وتعز وفي كل مكان في ثورته يُعززها ويمتنها يكتسح الطغاة والطغيان ويصنع مستقبله المشرق الوضاء.

26 فبراير 2011م

mraham70@gmail.com