تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية
هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم, وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن مرة، وينتهي نسبه من أبيه وأمه إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. ولد بعد وفاة والده في عام الفيل 570م، وهو العام الذي حاول فيه أبرهة الأشرم قائد قوات الغزو الحبشي لليمن أن يهدم الكعبة بالفيل، فمنعه الله تعالى وأنزل عقابه عليه وجنوده، قال تعالى: { ألم تركيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيد هم في تضليل, وأرسل عليهم طيراً أبابيل , ترميهم بحجارة من سجيل, فجعلهم كعصف مأكول}[1].
بعد وفاة والدته وهو في السادسة من عمره عاش في كنف جده لعامين، ثم كفله عمه أبو طالب، ولقد عمل في رعى الغنم منذ صغرة نظراً لرقة حال عمه أبو طالب, ولذلك لم يجد من يتفرغ لتعليمة القراءة والكتابة[2]، وقد صحبه عمه أبوطالب مرة الى بلاد الشام في تجارة لكنه عاد به قبل أن يكمل الرحلة بعد لقائه في بصرى الشام بالراهب بحيرة, الذى تنبأ له بمستقبل عظيم بعد أن عرف فيه علامات النبوة، وحذر عمه عليه من يهود، ونصحه أن يعود به إلى مكة.
عُرف محمد صلى الله عليه وسلم منذ صغره بالعفة والخلق الحسن، وانصرافه عن اللهو والعبث، وقد اطلقت عليه قريش لقب الصادق الامين، قام برحله تجاريه باموال سيدة قريش خديجة بنت خويلد, فرأت من أمانته وصدقه وكرم خلقه ما دعاها الى طلب الزواج به، وقد كان ذلك وهو في سن الخامسة والعشرين, ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم أى امرأة أخرى حتى ماتت رضى الله عنها, وقد رزق منها بزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ومن الذكور رزق منها بالقاسم وبه يكنى، وعبدالله وتوفى ولداه الذكران بعد فترة وجيزة من ولادتيهما.
وعندما قارب الاربعين انقطع للتعبد الى الله في غار حراء، وكما كان يفعل بعض الحنيفية أتباع إبراهيم عليه السلام الذين كانوا يعبدون الله دون أن يعرفوا كيف يفعلون ذلك، الا بالدعاء وتجنب الموبقات وفعل الصالحات،
وفى غار حراء جاءه جبريل عليه السلام بالرسالة, وكانت أولى كلمات الوحى تُعلي من قيمه العلم وهى إقرأ قال تعالى: { إقرأ باسم ربك الذى خلق, خلق الإنسان من علق, إقرأ وربك الأكرم, الذى علم بالقلم, علم الانسان مالم يعلم }[3].
كان أول من اتبعه عليه الصلاة والسلام من النساء زوجه خديجة بنت خويلد, وأبو بكر بن قحافة رضى الله عنه من الرجال وقد عُرف بعد ذلك بالصديق, ومن الفتيات بناته ثم بنات أبي بكر، ومن الصبيان إبن عمه علي بن أبي طالب، ومن الموالي ربيبه زيد بن حارثة ثم بلال بن رباح، واتبعه بعد ذلك طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام, سعيد بن زيد، وابو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن عفان، ومصعب بن عمير، وكانوا من سادة القوم، لكن جُل بقية أتباعه كانوا من الضعفاء والموالي، كعبدالله بن مسعود، وعمار بن ياسر ووالده وأمه سمية بنت خياط، وخباب بن الارت، وأبي ذر الغفاري وغيرهم.
دافع عنه عمه أبو طالب وكل بني عبدالمطلب وبني هاشم وبني المطلب، بينما تصدى له عمه أبو لهب، وزوجته أروى بنت حرب، وشقيقها صخر بن حرب الشهير بابي سفيان، وزعيم قريش عتبة بن ربيعة، وعمرو بن هشام الذي كان يكُنى في قريش بأبي الحكم، فكناه المسلمون بأبي جهل لتحمله الكفل الأكبر في إيذائهم وإيذاء الرسول، والنضر بن الحارث، وأمية بن خلف، وسهيل بن عمرو وغيرهم، وقد كان سبب رفض زعماء قريش لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم هو أن الدعوة الجديدة كانت ربما تؤدي إلى انهيار مكانة قريش بين العرب، لأن مكانتها كانت مبنية على التجارة، والتجارة مبنية على المكانة الدينية، والمكانة الدينية قائمة على أساس تعدد الآلهة، وممارسة الخرافات المصاحبة لعبادة تلك الآلهة في مكة في مواسم العرب .
هاجر أصحابه في السنة الخامسة إلى الحبشة حيث أمنوا على أنفسهم عند أصحم ملك الحبشة الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم " إنه ملك لايُظلم عنده أحد "، وقد آمن بدعوة النبي الأعظم فكان أول تابعي في الإسلام .
أسلم في السنة الخامسة للبعثة كلُ من حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب، فكان ذلك تقوية للإسلام برجلين عُرفا بالقوة والعزيمة والإصرار، وقد تصدرا الصحابة منذ اللحظات الأولى لإسلامهما .
عرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل العربية في المواسم، فكانت قريش تحاول أن تحول بينه وبينها، ولذلك تم حصاره مع المسلمين وبني عبد المطلب وبني هاشم في شعب أبي طالب، حيث منعوا من البيع والشراء والزواج والحركة، إلى أن أرسل الله الأرضة لتأكل وثيقة المقاطعة والحصار، ولقد تُوفيت السيدة خديجة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعدها عمه أبو طالب بعد انتهاء الحصار، وعندها زاد أذى قريش للنبي والمسلمين، فتوجه للطائف وعرض نفسه على ثقيف، ولكنها ردته وآذته أذىً عظيماً، فعاد إلى مكة متألماً حزيناً، وقد أطلق أصحابه على ذلك العام إسم عام الحزن .
وفي ذلك العام أسرى الله بنبيه إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماء، فكانت أعظم رحلة في تاريخ البشرية، وفُرض فيها على المسلمين الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، بأجر خمسين صلاة، وقد صدقه أصحابه فيما أخبرهم به عن تلك الرحلة، لأنهم يصدقونه في ما هو أعظم من ذلك، وهو خبر السماء والرسالة، بينما زاد رفض قريش وزاد تكذيبهم له.
إلتقى بمجموعة من الأوس والخزرج من يثرب عام 12 للبعثة، فكانت بيعتهم عند العقبة ثم كانت البيعة الثانية بمجموعة أكبر في 13 للبعثة، وهاجر الرسول الكريم وأصحابه الذين عرفوا بعد ذلك بالمهاجرين سنة 13 للبعثة عام 622م إلى يثرب حيث بني فيها مسجده وأطلق على يثرب اسم المدينة المنورة.
بعد الهجرة تم التأسيس لدولة الإسلام والبدء في تكوين الدولة على أساس الإقليم والأرض والسلطة الحاكمة الإسلامية، وبعد أن كان الوحي في مكة في معظمه يتركز على بناء العقيدة في نفوس المسلمين، كان الوحي في المدينة يتنزل بأحكام العبادات والمعاملات التي تعين المسلمين في حياتهم ومعاملاتهم الشخصية، وفي بناء دولتهم القوية، وقد أعطى وأخذ المعاهدات والمواثيق مع اليهود وعامة سكان المدينة.
دخل في حروب مع قريش حيث انتصر عليهم في غزوة بدر الكبرى، وهُزم جيش المسلمون في غزوة أحد، ثم توالت الهزائم على قريش حتى فتح الله له مكة في عام 8 للهجرة، فحطم أصنام الكفر والشرك، وانتشرت بعد ذلك الدعوة في كل أرجاء جزيرة العرب، وكان أن خانت اليهود مواثيقها معه، فنصره الله عليهم وأجلاهم من المدينة تباعاً، ولقد أرسل إلى ملوك الأرض يعرض عليهم الإسلام، فمنهم من استجاب له، ومنهم من أعرض ورفض مثل قيصر الروم وكسرى الفرس .
أسلم الكثير ممن آذوه في قريش كأبي سفيان، وهند بنت عتبة، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية بن خلف، وعكرمة بن أبي جهل، ووحشي وغيرهم - رضي الله عنهم - بعد أن عفا الله عنهم وكانوا سيوفاً لله في وجه أعداء الإسلام .
تزوج عدداً من النساء بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، كان منهن عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم سلمة، وثويبة بنت الأسود، وجويرية بنت الحارث، وصفية بنت حيي بن أخطب، ورزقه الله بإبراهيم من جاريته مارية القبطية، وقد توفي بعد مولده، وقد توفيت كل بناته في حياته ماعدا ابنته فاطمة رضي الله عنها، فقد توفيت بعد موته بستة أشهر .
وقد توفي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها، بعد أن مرض عندها مرض الموت، وقد أناب أبابكر في إقامة الصلاة في مرضه، وكان ذلك في يوم الاثنين ربيع الأول سنة 11هـ الموافق العام 632م .
قراءة تحليلية لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم من منظور سياسي ودستوري وإنساني:
1- كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة للمسلمين موجهاً ومرشداً وداعية للخير، ولم يتمكن المسلمون من بناء وإقامة دولة لهم في مكة، ولكنهم شكلوا جماعة بشرية لها قائد، وتسير بهدى الوحي، على الرغم من أن بعض المفكرين يذهب إلى أن وجود الرسول القائد والمشرع والجماعة المسلمة وتجمعهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم يعني وجود السلطة والشعب والإقليم والوطن، ولو بشكل عناصر مجازية، تجعل المسلمين أكثر تجمعاً وقدرة على القيام بواجب إقامة الدين الجديد, مما يمكن أن تُعتبر تأسيساً للدولة الإسلامية الأولى في مكة[4]. لكنني لا أعتقد ذلك مطلقاً مع احترامي لذلك الاجتهاد في الرأي، وأذهب إلى أن المسلمين كانوا يخضعون بشكل أو آخر لسلطة ومعاملات قريش، كما أنهم لم يتوفر لهم عنصر الإقليم بمعناه المعروف في كتب علم الدستور والسياسة، أو حتى بالمعنى المجازي لتكوين تلك الدولة، كما أن سلطة النبي على المسلمين كانت روحية توجيهية، ولم يمتلك عليهم سلطة سياسية أوحتى اقتصادية، والرسول الكريم لم يكن قائداً اجتماعياً يقود تظاهرة عمالية أو شعبية ضد الأثرياء أو الأغنياء أو أصحاب العمل، بل كان داعية للخير ابتداءً من المعتقد، وهذا ما تركزت عليه معظم آيات القرآن في عهده المكي، وانتهاءً بكل مكارم الأخلاق، ولم يكن صلى الله عليه وسلم بحاجة لوجود دولة تخص المسلمين، بل كان في حاجة لمناخ يمكنه من تبليغ دعوته العظيمة إلى الناس.
2- في المدينة كان التأسيس الأول - كما أعتقد – للدولة الإسلامية، حيث كانت المدينة هي الإقليم، وكان القائد والمشرع هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والشعب هو جماعة المسلمين من المهاجرين والأنصار ومن ساكنهم من يهود.
3- أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم المواثيق والعهود لليهود والقبائل المحيطة بالمدينة، ومن بينها تلك الوثيقة التي يطلق عليها اسم دستور المدينة، وهي ستكون محور دراستنا قريبا إن شاء الله.
4- في المدينة أنزلت كل تعاليم العبادات والمعاملات، والأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية والمعاملات السياسية.
5- كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يقضي بين الناس، وكان يفوض بعض الصحابة بالقضاء بين يديه، حتى يتدربوا على القضاء في حياته.
6- بعد أن استجابت له جزيرة العرب تم تقسيمها إلى ولايات وعمالات، فأمَّر بعض أصحابه على بعضها، وأمَّر بعض من أتبعه من ملوكها وأمرائها على ما كانوا عليه.
7- لم يعترض الرسول على ماعند الناس من عادات وتقاليد غير شركية أوكفرية، وأقرهم على ماكان عندهم من خير في كل المجالات، فمثلاً لم يبح الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الاحتفال بأعياد الجاهلية ومناسباته، لأن الله استبدل أعيادهم ومناسباتهم بأعياد ومناسبات إسلامية، لكنه مثلاً أقرهم على ملابسهم التي اعتادوا عليها بشروط وضعت لهم، بل لبس هو نفسه الحلة السحولية والبردة الرومية والقباطي المصرية، فكان ذلك إعلان للناس أن هوياتهم لن تتعرض للطمس أو التغيير التام.
8- منع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعرات الجاهلية القبلية، التي كانت تدعو إلى العصبية، ولكنه لم يمنع اعتداد الناس بقبائلهم وأنسابهم، وكان هو يعتد بنسبه وبخؤولة سعد بن أبي وقاص له، وبخؤولة بني النجار لبني عبد المطلب، لكنه كان ينبه المسلمين ويحذرهم من مغبة الركون إلى الأصل والنسب، وتضييع الدين، ويؤكد على وجوب العمل للآخرة.
9- إعتمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على القدرات والخبرات عند أصحابه، فجعل من بلال مثلاً مؤذناً لانه اندى صوتاً من غيره، وعين من أصحابه قادة الجيوش والسرايا، وأمناء الخزينة، وأمراء الولايات، ومعلمين ودعاة وسفراء، دون الاهتمام بأصولهم وأنسابهم، ومكانتهم الاجتماعية، وكان من بين مستشاريه الكثير من الشباب، كعلي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، ومعاذ بن جبل، وسلمان الفارسي، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
10-أحصى بعض العلماء عدد القتلى من المشركين والشهداء من المسلمين فوجدهم ثلاثمائة وتسعة وستون قتيلاً، في كل معارك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر من نصفهم من المسلمين، مما يدل على أن القتال في الإسلام كان الحل الأخير، وهو للدفاع عن الدين، وللتخلية بين الدين والناس، حتى يتعرفوا عليه دون حائل من أحد، ولذلك فلقد كان تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعفو والرحمة والعدل والإنصاف سبباً رئيساً في حياته وبعد وفاته للكثيرين لاعتناق الإسلام.
11-كذلك فقد تعامل الرسول الكريم بمبدأ المساواة بين الناس مهما اختلفت أصولهم، ولقد كان هذا هوالمبدأ السياسي والديني الأول في دولة الإسلام، وقد استفاد منه حتى الذميين في معظم الأمور التي كانت تحدث في عهد الرسول، والذميون هم من أعطاهم الرسول والمسلمون من بعده عهد الأمان، وهم من غير المسلمين ولم يغيروا أي لم يخونوا أويتآمروا على الإسلام والمسلمين.
12-تم في عهده فرض الجزية على غير المسلمين، وقد ذهب بعض المفكرين في دراستهم لموضوع الجزية، إلى أنها كانت أقل مما يدفعه المسلمون من الزكاة، ولذلك ذهب بعضهم إلى أن فرضها كان لإثبات ولاء الذميين لدولةالإسلام التي يحملون جنسيتها، ويمكن أن يتم إعفاؤهم منها، وقد اعترض جمهور الفقهاء على مسألة إعفاء الذميين من الجزية وذهبت طائفة أخرى إلى جواز فرضها مع تغيير اسمها كمافعل الخليفة عمر بن الخطاب.
13-كان المبدأ الثاني في دولة الإسلام في عهد الرسول الكريم هو مبدأالشورى، وقد التزم به الرسول الكريم في كثير من الأحداث كموقع المسلمين في غزوة بدر، وخروج المسلمين لمقابلة المشركين في أحد، وفي غزوة الخندق، وفي حادثة الإفك وغيرها.
14-كان التشريع في دولة المسلمين في المدينة يأتي من الرسول الكريم، إما مما يتنزل عليه من القرآن الكريم، أو من خلال سنته العظيمة من أقوال وأفعال أو تقريرات، وتقريرات الرسول هي الأفعال والأقوال التي كانت تعمل أو تقال في حياته، ولم يكن يعترض عليها، ولايجوز في حقه أن يسكت على غير حق.
15-بقي أن نشير إلى أن بيعتي العقبة الأولى والثانية كانت أول وربما آخر عقد اجتماعي وسياسي بين الناس وقائدهم، حيث وأن نظرية روسو نظرية العقد الاجتماعي قد تبدو مجرد فلسفة نظرية لامعنى لها، ذلك لأن العقد الإجتماعي لم يحدث وربما لم يحدث بذلك الشكل وبتلك الصورة في التاريخ، إلامرة واحدة في بيعتي العقبة[5]، ولعل هذاالعقد قد حدث مرة أخرى بشكل أو بآخر ولكن ليس كماحدث في بيعتي العقبة، والمثل الآخر الماثل أمامنا هو تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية.
16-لم يسم الرسول صلى الله عليه وسلم خليفة من بعده، وقد تضافرت الروايات حول تفضيله أبي بكر في كثير من الأمور، كان آخره تقديمه أبي بكر في الصلاة بالناس عند مرضه، مما سهل انتخابه خليفة لرسول صلى الله عليه وسلم، ومهما كانت الخلافات حول ذلك، فالثابت أن أبابكر الصديق أنتخب من جماعة المسلمين، وهم اختاروا من يرونه الأصلح والأفضل وهذا يكفي.
هذا محمد بن عبدالله النبي الأمين الكريم الرحيم الذي لم يحتفل قط بذكرى مولده ولم يفعل صحابته ذلك وكانوا يعتقدون أن الاقتداء به هو الأحتفال..
هذا محمد بن عبدالله الأمين الكريم الرحيم الذي لم يعتد على أحد ولم يستبح حرمات أحد والذي لم يتحدث عن العصمة أو التميز لأحد على أحد إلا بالتقوى..
هذا محمد بن عبدالله الأمين الكريم الرحيم الذي قال : يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت من مالي ، لا أغني عنك من الله شيئا..
رواه البخاري عن ابي هريرة..
هذا محمد بن عبدالله الأمين الكريم الرحيم الذي قال : إنَّ أوليائي يومَ القيامةِ المتقونَ وإن كان نَسَبٌ أقربَ من نَسَبٍ لا يأتي الناسُ بالأعمالِ وتأتوني الدنيا تحمِلونها على رقابِكم فتقولون : يا مُحَمَّدُ فأقولُ هكذا و أَعْرَضَ في عِطْفَيْهِ.. صححه الأباني من رواية إبن أبي الدنيا عن أبي هريرة..
هذا محمد النبي الأمين الكريم الرحيم الذي روى عنه معاذ بن جبل كما جاء في المسند :أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن ، خرج معه يوصيه ، ثم التفت ، وأقبل بوجهه إلى المدينة ، فقال : إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا . وخرجه الطبراني ، وزاد فيه : إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي ، وليس كذلك ، إن أوليائي منكم المتقون ، من كانوا وحيث كانوا ..
اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وتابعيهم ومن والاهم إلى يوم الدين..