الصهيونية العالمية هي من تقف وراء الأزمة المالية العالمية الحالية
بقلم/ د: عبدالله الشعيبي
نشر منذ: 16 سنة و 3 أسابيع
الخميس 09 أكتوبر-تشرين الأول 2008 05:17 م

كنت اعتقد أن العرب لايقرأون وأن قرئوا فهم لا يفهمون مما قرئوا ولكني مؤخراً اكتشفت أن هناك شعوب وأمم أخرى معروفه بحبها للقراءة وتعطشها لكل جديد ولكن ألازمه المالية العالمية كشفت لنا أن هذه الشعوب والأمم فعلاً تقرأ ولكنها لا تقوى على مواجهة الحقيقة أو أنها تخاف من معرفة واقعها وما يحيط بها من مشاكل وأزمات أنما يتم ترحيلها أو تعليق الكشف عنها خوفاً من أن تكون الحقيقة مؤلمه ومدمره بنفس الوقت أي حينما يدركون أن من يحكم بلدانهم جماعات صهيونيه لها أجندتها الخاصة وهي السيطرة على العالم أجمع بكل الوسائل الممكنة والمتاحة .

لو قلنا أن أمريكا هي المستفيد الأوحد من الأزمة الراهنة فإنما نغالط أنفسنا ونكذب شواهد التاريخ التي تقول أن كل ألازمات العالمية السياسية والاقتصادية هي من صناعة الصهيونية العالمية التي عاثت في العالم وفقاً لأجندتها الخاصة المتمثلة في السيطرة على مقدرات العالم شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ... لقد تريثت في الكتابة عن هذه الأزمة المرتب والمخطط لها مسبقاً وبتعمد كوني كنت أستكمل خلالها قراءة كتاب للضابط والخبير البريطاني وليم جاري كار بعنوان (( أحجار على رقعة الشطرنج )) ووجدت أن الكاتب سعى جاهداً بكل ما يملكه من إمكانيات للتأكيد على المعلومات التي احتواها كتابة وفيها تاريخ كامل من المؤامرات والدسائس والأفعال الاجراميه والحروب الأهلية والعالمية التي خططت لها الصهيونية العالمية في مختلف مناطق العالم ... فأمريكا مجرد ضحية وأداة من أدوات الصهيونية العالمية ... الكاتب يكشف حقيقة المخطط الصهيوني في السيطرة على المقدرات المالية العالمية كأداة رئيسية في تحريك دفة الأمور في كل بقاع الأرض حتى أنهم لم يكتفوا بفلسطين بعدما سلبوها من أصحابها الحقيقيين بل تصاعدت أطماعهم حول العالم وارتفعت شراهتهم بطريقة غير مألوفة ولكن من خلف الستار هذه المرة ... ويقول الكاتب والخبير البريطاني ألى أن آي أزمة سياسية أو اقتصادية أو جغرافية فأن للمال اليهودي الصهيوني دور واضح له في صناعة تلك الأزمات لأنهم يستفيدون منها حتى لو العالم يعيش في الخرابة والفقر والحروب ، فهم يجيدون صناعة ألأزمات وتأجيجها وعصر نتائجها لصالح تنظيمهم العالمي الذي يزرع عناصره في كل مواقع صناعة القرار الدولي وتنفيذه ... ويشير الكاتب إلى الطرق التي سيطروا فيها على المقدرات المالية للدول الكبرى والصغرى ومنها أمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا وكيف سخروا إمكانيات تلك الدول لخدمة مصالحهم الإستراتيجية السرية والعلنية كما يشير الى دورهم في إثارة النعرات بين الشعوب وكذلك بين مكونات الشعوب والأمم وتهيئة المناخات المناسبة والمقنعة من قيام الحروب العالمية والوطنية ؟،ويحدد الكاتب بأن لليهود دور رئيسي وواضح في الحربين العالميتين الأولى والثانية كما أنهم يخططون لحرب عالمية ثالثة ستكون منطقة الشرق الأوسط أحدى بؤرها الرئيسية وستنطلق الحرب منها أو من أوربا .

وعلى رغم أن اليد الطولي لليهود في المال والأعلام فأنهم في الغالب لا يخسرون بل يربحون الكثير من كل ألأزمات ثم يعيدون أنتاج أوضاع جديدة بما تتناسب مع مخططاتهم القديمة الجديدة كونهم خبراء في تكديس وتنمية الأموال وتهريبها ...فهم يصنعون ألأحداث ويعيدون إنتاجها بصورة جديدة وكأنهم لا يعرفون أي شئ وليس لهم أي دور فيها ولو أن بعض أفرادهم خسروا شئ فأنهم لا يتركوهم لوحدهم ويعملون على أعادتهم للحياة كي لا يخسروا مواقعهم وأدوارهم وعندما يقررون التخلص من أي فرد منهم أو من الاغيار فهم لا يرحمون أحد والقتل أبرز سياساتهم بعد استنفاد الوسائل الأخرى ... أن كتاب أحجار على رقعة الشطرنج دليل أدانه واضحة ضد الصهيونية المهيمنة على مقدرات العالم ولا أعتقد أن الناس في أوربا وأمريكا وبقية أصقاع العالم لا يقرون بالدور الخبيث والدموي للصهيونية العالمية ولكنهم للأسف لا يقوون على مواجهة تلك الحقيقة كي لا تظهر هشاشة تلك الأنظمة التي تسيرها تلك المنظمات من خلف الكواليس وسيكتشف العالم بعد مرور الزمن مدى المؤامرات الصهيونية ضد شعوب وأمم الكون ... ففلسطين التي اغتصبوها بمختلف الطرق والوسائل لم تعد تشبع غرورهم ولا مطامعهم العدوانية التي ليس لها حدود والرافضة لغيرهم من ألأديان والقوميات ألأخرى فهم موجودون في كل المواقع والأفكار ... ماركسيين وفاشيين ورأسماليين وثوريين ورجعيين ودعاة سلام وحرب وكل شئ لا يخطر على البال .

لقد أصبح العالم مزرعة صهيونية يعبث بها الصهاينة من غير ما يستطيع أحد أن يتنبأ بمستقبل العالم في ظل السيطرة المطلقة للصهيونية العالمية التي تريد في الوقت الراهن خلخلة موازين القوى وجعل العولمة أحدى وسائل السيطرة السهلة وكله سيعولم في ظل هذه الأوضاع ويبدو أن أوضاع الأمة العربية غير مهيأة لمواجهة الأزمات العالمية والتي سيكون تأثيراتها سلبية بدرجة أقل على حياة المواطن العربي والأنظمة العربية الرسمية وقد لا تتأثر الاقتصاديات العربية ربما بفعل ضعف بنيتها العامة ، وعلى الرغم من أن الكتاب قديم فأن محتوياته ثمينة و مثيرة وأيضاً واقعية ولا تحتمل الشك والريبة فكاتبة كان ضابط مخابرات بريطاني مخضرم وعاصر مراحل تاريخية مهمة شهدها العالم في القرن الفائت ونعتبرها وثيقة تاريخية مهمة لكل الشعوب والأمم ينبغي على الجميع دراستها بإمعان وجدية وعقلانية ... ونتمنى لو أن رموز النظام العربي الرسمي يعيدون قراءة هذا الكتاب أن كانوا قد قرءوه فيما سبق أو قراءته من جديد بلغة اليوم والأمس بل والغد .

* كاتب وباحث يمني