شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج انخفاض أسعار السلع وسط ارتفاع الدولار والمخاوف التجارية بعد فوز ترمب أحمد حربي يحصد الفضية في بطولة قطر الدولية للتايكواندو مدينة وعاصمة العرب الأمريكية تقلب موازين الانتخابات و تصوت لصالح ترامب المؤتمر الدبلوماسي لقانون التصاميم ينطلق في الرياض بمشاركة 193 دولة أسعار الصرف في صنعاء وعدن في آخر تحديثات سوق العملة
الفتوى لغة :اسم مصدر بمعنى الإفتاء.والجمع يقال :أفتيته فتوى وفتيا , إذا أجبته عن مسألته . والفتيا :تبين المشكل من الأحكام , وفاتوا إلى فلان : تحاكموا إليه وارتفعوا إليه في الفتيا ( القاموس المحيط )
وقد عرفها العلماء بأنها الفتوى عن حكم الله تعالى في إلزام أو إباحة كما عرفها ابن حمدان الحراني (( بأنها تبيين الحكم الشرعي عن دليل لمن سأله عنه)) شرح المنتهى .
وتعتبر الفتوى من الأمور الجليلة الخطيرة التي لها منزلة عظيمة في الدين الإسلامي الحنيف ، قال تعالى: (ويستفتونك فى النساء قل الله يفتيكم فيهن...) [النساء: 127]. وقال تعالى: (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة...) [النساء: 176] والفتوى لها أصول وضوابط وقواعد تحدد الفتوى ومكانها ووقتها وممن تصدر هذه الفتوى أو بمعنى أوضح من يحق له الإفتاء وتوجيه الناس وتنوير حياتهم وتوضيح ما خفي عنهم من أمور الدين كي لا يتجرأ المتطفلون والمتفيقهون وأنصاف المتعلمين على الفتوى وتضليل الناس وتحريف المفاهيم الدينية الصحيحة حيث كان المفتى لا يفتي إلا وهو ملم بكل قواعد وأصول الإفتاء من الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه وما نزل بمكة وما نزل بالمدينة وما نزل بمكة وحكمه مدني وما نزل بالمدينة وحكمه مكي وما نزل صيفا وما نزل شتاء , وكذلك ملم بقواعد اللغة ومفرداتها ومعانيها وبقواعد الصرف والنحو وتصريف الأفعال , وملم بأصول الجرح والتعديل وبتأريخ الأمم والنحل والمذاهب والفرق وبعلم التأريخ وأحوال المؤرخين كما أن عليه أن يراعي طبيعة المجتمعات والأقطار والأمصار فالإمام الشافعي أفتى في مصر بغير ما أفتى به في بغداد في قضية واحدة لكن اختلاف طبيعة المجتمع غيرت نوعية الفتوى
ولذلك فعلى علماء الأمة وعلى كل من ينصب نفسه مفتيا أو في مقام الإفتاء أن يلتزموا بكل قواعد الإفتاء بمعنى أنه لا يحق للمفتى أن يفتي للناس في أمر من أمور الشريعة إلا أن يكون مجتهدا ومجددا وهؤلاء لهم شروط وضوابط لا أن يأتينا أنصاف الفقهاء والمتعلمين ويطلقوا الفتاوى التكفيرية ويضلوا عباد الله في دين الله فكما جاء في الحديث
((أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار.)) والحديث رواه الدرامي في مسنده عن عبد الله بن أبي جعفر مرسلاً.
اليس من الأجدر علي من يطلقون فتاوى التحليل والتحريم اليوم في مسائل لا تخدم الأمة ولا تخدم الإنسان الذي كرمه الله ولا تحافظ على الكليات الخمس التي أقرتها الشريعة وجاءت للحفاظ عليها أن يبتعدوا عن هذه الفتاوى التي تضر بالدين ويوجهوا الناس نحو حقوقهم المسلوبة ونحو واجبات الحكام نحو رعيتهم أليس الأجدر بهؤلاء أن يوضحوا للناس مساوئ الاستبداد وأضراره على الأمة وثروات الأمة وأن يعرفوهم مفاهيم الحرية والنضال السلمي والشورى والديمقراطية وطرق انتزاع حقوقهم التي سلبها الحكام ووسائل تغيير الحاكم من منظور شرعي أليس الأجدر بهم حث الناس على ردع الظالم وإيقافه عند حده ونصرة المظلوم وحماية الأعراض والأموال التي تنهب ليلى نهار باسم الأمة وتحت شعار خدمة الأمة خير لهم من أن يطلقوا فتاويهم ضد تشريع قوانين تحديد سن الزواج وحماية الفتيات الصغيرات من عبث الذئاب ويلهون الأمة في مسائل خلافية ويتركوا جوانب مهمة في حياة الإنسان
أليس الأجدر بمن يتصدرون الفتوى ويدفعون بالعشرات من النسوة للتظاهر ضد مناقشة قانون تحديد سن الزواج وأنا علي يقين أن أغلبهن لا يفقهن من العلم شيئا ولا من الشريعة نصا أن يدفعوا بهؤلاء النسوة للتظاهر ضد الاختلالات الأمنية وضد سياسة الإفقار والتجويع وضد مصادرة الحريات وكبت الأنفاس وضد اغتصاب الفتيات التي بين فترة وأخرى نسمع ونقرأ على صفحات الصحف والمواقع عن اغتصاب هنا واغتصاب هناك أليس الأجدر بهم أن يخرجوا تلك المظاهرات للضغط على الدولة للقيام بواجباتها التي فرضها عليها الدستور والقانون في حماية الأعراض والأنفس وفي توفير الأمن ولقمة العيش لكل مواطن ينتمي لهذا الوطن .
إن الفتوى مصدر تنوير وإشعاع ومصدر إرشاد وتوضيح لا مصدر إلهاء وتظليل وإن من يتصدرون الفتوى اليوم إنما هم يلهون الناس ( بضم الياء ) ويضلوهم عن الحقوق الحقيقة وهم قد يكونون أجهل الناس بأمور كثيرة من الدين لكنهم وجدوا من يصبغ عليهم من القداسة ومن التبجيل ويصغون لفتا ويهم ويطلقون عليهم كلمة ( الشيخ الفاهم الفهامة الحبر العلامة ) وهذه هي مصيبة الأمة
إننا اليوم أحوج ما نكون من أي وقت مضى لعلماء حقيقيين مجتهدين مجددين يكيفون الفتوى طبقا لواقع اليوم المتطور بفتاوى جديدة وأفكار جديدة وتصورات جديدة تخدم الإنسان وتنقله من حالة التخلف والجمود والتقليد إلى واقع التقدم والانفتاح والتجديد
إننا نريد ممن يتصدرون الفتوى أن يستخدموا فتاويهم في صناعة المسلم المتطور في الفهم والتصور والتعامل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي صناعة المسلم المتطور في الجانب الأخلاقي والجمالي والفني لا أن يستخدموا الفتوى لتظليل الناس وإلهائهم عن المقاصد الحقيقة للدين ولتكريس الظلم والاستبداد
إننا أحوج ما نكون إلى أجيال قادرة على الفهم والتحليل والاستنباط والتجديد والإنتاج قادرة على فهم التغيرات واستيعاب التطورات بكل أشكالها وهذا لن يكون إلا عندما يتصدر الفتوى أناس مؤهلين مجددين مجتهدين لا أناس ناقلين مقلدين .