الشباب هم عماد المستقبل وبهم تبنى وتتطور الأوطان؛ إن تم الاهتمام بهم وتوجيههم التوجيه السليم، وبهم أيضا تهدم الأوطان إن تم إهمالهم والاستهانة بمقدراتهم وطاقاتهم.
شباب المحافظات الجنوبية, وخصوصا شباب المناطق الأكثر اشتعالاً, يتهمهم البعض بالعمالة والارتهان للخارج والغوغائية والانفصاليين وغيرها من التهم الجاهزة, وكأنهم ليسوا من هذا البلد ولا يعرفون معاناتهم.
وأنا بدوري أسأل كل من يتهمهم بتلك التهم: ماذا قدمتم لهؤلاء الشباب حتى تتهموهم؟, فتشوا في دفاتركم وسجلاتكم وموازناتكم.. اسألوا كاك بنك أو البنك الأهلي وشوفوا كم إجمالي القروض التي تم تقديمها لهم حتى يتم انتشالهم من براثن الفقر والبطالة أكبر أعداء الإنسانية. راجعوا سجلات الخدمة المدنية واحسبوا كم وظفتم من خريجي الجامعات. أسئلوا وزير الشباب والرياضة كم عدد الملاعب والأندية التي تم بناؤها في هذه المناطق. أسئلوا وزير التربية والتعليم عن جودة التعليم الذي قدم لهم, أو تعالوا زوروا مدارسهم أثناء جلوسهم لامتحانات النقل النهائية. اسألوا وزراءكم: كم وزير كلف نفسه عناء الجلوس مع هؤلاء الشباب والاستماع إلى مطالبهم ومعاناتهم؟.
نعم, هم شباب, مثلهم مثل غيرهم, يحلمون بغد أفضل ومستقبل زاهر يؤمنّون فيه حياة سعيدة لهم ولأسرهم, وعندما لم يجد الواحد منهم ذلك في يمن الوحدة وضاقت عليه الأرض بما رحبت, وبلغ الكثير منهم سن الـ30 عاما ولم يحصل على الوظيفة ولا يوجد بصيص أمل في التغيير, فإنه لن يرضى بهذا الوضع لنفسه ولا لأولاده من بعده، وسرعان ما يكون صيدا سهلا لكل من يحمل قضاياه ويعطيه الأمل بغد أفضل ومشرق.
إذن لا تلوموهم ولوموا أنفسكم, فالتقصير منكم وليس منهم, وأنتم, يا من تتهموهم, السبب فيما وصل إليه وضعهم, فالأولى أن تتهموا أنفسكم بتلك التهم, فالانفصال والعمالة بالفعل والممارسة أخطر وأشد من ترديد الهتافات ورفع الصور.
y.ahz@hotmail.com