للأمانة والتاريخ فقط .. مع صالح هبرة وعلي محسن والمقالح
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: سنتين و 5 أشهر و 25 يوماً
الجمعة 06 مايو 2022 07:44 م

عندما نَتَلَفَّت شمالًا وجنوباً سنجد إن المبالغين في بَغْض الفريق الركن علي محسن الأحمر صنفين من السياسيين والحزبيين ، ألأول: أما أنه كان سبباً في ازاحتهم وخلعهم من السلطة إلى الأبد ..

والصنف الثاني: ألذين كان ولا يزال الرجل يقف حجرة عثرة دون تمكينهم من السيطرة النهائية على السلطة لا في صنعاء ولا غيرها هنا أو هناك !!.

ومن الطبيعي أن يظل إسم هذا الرجل حاضراً وفاعلاً وهو خارج السلطة اليوم ربما أكثر مما كان عليه في فترة تَوَلِّيه القيادة العسكرية للتحرير ونائباً لرئيس الجمهورية أكثر من ست سنوات، وقبلها أبرز أقطاب ثورة فبراير .

والمنصفون له قليلون، لأن خير هذا الرجل على خصومه قبل أصدقائه، حتى وبعض القوى والمليشيات والجماعات تحاول تصدير أزماتها واخفاقاتها وفشلها وتعتبره حتى اللحظة سبب انتكاساتها المتكررة. لم يقل القيادي الحوثي السابق الشيخ صالح هبرة في مقاله الأخير(ألحرب الربحية) شيئاً ينصف الرجل حين اعتقد البعض أن هبرة امتدح وأشاد بعلي محسن الأحمر مقارنة ببشاعة الحوثيين ونهمهم في أكل الشجر والحجر والحرام قبل الحلال. وأشارة الرجل في مقالته الأخيرة الضمنية إلى تبة الفرقة الأولى مدرع بصنعاء التي لم يستولي عليها الفريق محسن بل هي مقر قيادة القوات العسكرية التي ظلت لعقود مصدر توازن كبير لمنع طغيان حكم صالح، وحمته كذلك من الأنقلابات بداية وصوله إلى السلطة بصرف النظر عن رؤية البعض أن محسن منع انتصار انقلاب الناصريين فالبعض يرى إن استقرار السلطة بمساوئها في تلك الفترة المضطربة أفضل من انقلاب عشوائي معروف النتائج والأدوات.

وهي التَّبَّة الشهيرة نفسها التي جاءت بالحوثيين من كهوف وجروف مَرّان وحَيْدان إلى ساحة ١١ فبراير التي تآمروا وغدروا برجالها وجَرَّعوا الشعب بعدها الويلات بخدعة إسقاط الجرعة.

يبدو أن الشيخ صالح هبرة فقط قارن بين سلوك الحوثيين الغاشم والفريق الشهم علي محسن الأحمر لإظهار حقيقة معرفته الشخصية إن الحوثيين لا يزالون يروجون ويستخدمون في صنعاء وغيرها شماعة الرجل واسمه لتجهيل الناس بطبيعة عدوهم الداخلي الحقيقي صاحب السوق السوداء والسياسة الغبراء، وكأن علي محسن هذا بعبع مخيف أو كابوس وخطر أعظم مما يفعلوه بأموال الناس وممتلكاتهم وكرامتهم على الأرض كل لحظة،

وأن مجرد تضخيم الأشاعات والأراجيف للناس حول شخصيته واختراع عدو وهمي سيقتنعون بأن الله أنزل عصابة الحوثيين وزعيمهم رحمة وليس نقمة للعالمين !!

. أما الذين شنوا من مطابخهم الموبوءة حملات إعلامية ودعائية خبيثة ضد الرجل طوال ٧ سنوات وأنه سبب ما حصل للشرعية والبلد فقد تجاهلوا حقيقة أن صمود قوات الجيش الوطني والقبائل الموالية له على الأرض حتى اللحظة هي ابرز الأسباب التي منعت المشروع الحوثي الإيراني حتى اللحظة من ابتلاع اليمن..

واسألوا أصحاب المليشيات المتباكية التي كانت تقاتل في صف الحوثي علناً إلى قبل سنتين أو الذين غدروا بانقلابات عدن الشهيرة أين وصلت قواتهم اليوم، وما الذي يمنعهم الآن من الوفاء بهنجماتهم الضارية في اجتثاث الحوثي والقائه في البحر. أقول إن خير الفريق علي محسن الأحمر على خصومه أكبر وأكرم من ميوعة مواقفهم، لإنه لولم تكن معظم القوات الموالية له هي نفسها التي لا تزال تحمي مأرب بالذات مع باقي الشرفاء هل كانت ستبقى حضرموت وشبوة والجوف وأبين وعدن إلى اليوم بمأمن، وهل يستطيع المُزَعْبِقُون تأمين حضرموت مثلاً مع المطالبات الكيدية الغبية للبعض بانسحاب القوات العسكرية الحالية..

أليس علي محسن الخصم العاقل هذا يذكرنا بقول الشاعر المتنبي : ومِن العَدَاوةِ ما يَنالُكَ نَفْعُهُ..

ومِن الصَّداقَةِ ما يَضُرُّ ويُؤْلِمُ. ولكن لماذا لا يدرك كل هؤلاء اليوم إن تجاهلهم لاستنزاف الحوثيين الآن لقوات الشرعية في مأرب قد يسقط السقف على رؤوسهم، وبيدهم اليوم كامل السلطة والقوة والثروة بصفر على الشمال من التضحيات الجسيمة !!.

كان على الفريق الركن علي محسن الأحمر مثل باقي النرجسيين ترك أمر هذا البلد ومصيره والعيش في بحبوحة ورغد ورومانسية ومَنْجَهَة على ضفاف أنهار وبحار أوروبا وآسيا وسويسرا والعالم وكل بلاد الدنيا المُغْرية ، لكن شهامته وغيرته الإنسانية والدينية وإحساسه بالكرامة الوطنية أبت أن يكون إلا حيث يدخل رجال الرجال سِفْر التاريخ من أوسع الأبواب، وتكتب سيرتهم الناصعة العطرة بماء الذهب والزعفران، وتذكرهم الأجيال تلو الأجيال بما يستحقون من مجد وأِباء وفخر..

حصحص الحق

كانوا يقولون أنه لا يمكن مشاركتنا في القضاء على الحوثي والسلطة والمال بيد غيرنا، والآن بأيديهم كل سلطات وصلاحيات الشرعية التي اغتنموها قبل أن يلاقوا الحوثي، وبيدهم ثلاثة أضعاف القوة الموالية لعلي محسن الأحمر وحلفائه..

واستطاع الرجل ورفاقه الصمود كل هذه السنوات المريرة بأقل من ربع ما يمتلكونه من قوة ومليشيات وعتاد عسكري وبشر، وهم يطعنون بكل التضحيات الكبيرة والموجعة من الخلف. والآن وقد أصبحوا مالكين حصريين للسلطة وجيشها ومقدراتها ومعها المليشيات المُمَلْشَنَة الخاصة، ولا يزالون في مرحلة بلورة وقراءة البيان الرئاسي الأول وخطاب رئيسهم الدكتور، وهل الرجل درس في الأردن أو مصر، وكم عدد أولاده الذكور والإناث وكم تزوج، وهل يمين قَسم عيدروس الزُّبَيْدي ناقصة أم مقبولة، ومخيمات مأرب تُقصف على رؤوس ساكنيها وتحرق دون هوادة، ويهجر المهجرون المظلومون من النساء والأطفال فوق تشردهم ونزوحهم بالأسكود الإيراني. ألحوثيون يهاجمون مأرب والجوف لأسقاطها حتى في ظل الهدنة الأممية المعلنة وخارطة تموضع قوات ومليشيات السلطة الجديدة هي هي، من الساحل إلى عدن ولحج وشبوة(محلك سر) لا تَشُلُّونِي ولا تَطْرَحُوْنِي كما يقول الشاعر اللحجي(حَوْشَة) ووجبة غداء العيد ب ٣٠ مليون ريال فقط لا غير. أما الهنجمة وعنتريات اجتثاث وإبادة ولي الله الحوثي وتخليص اليمن من رجسه الشيطاني فقد حَوَّلوها إلى معركتهم الرئيسية والحاسمة من ٧ أشهر إلى خلال أسابيع.. إلى يفتح الله كمْ ما اشْتَيْت!!.

وسيظلون هكذا إلى ما شاء الله إلى أن يستكمل الحوثي مشروع احتلال غرف نوم المُهَنْجِمِين .

*هبرة والمقالح *  

أما الإنسان الحر الشيخ صالح هبرة أبرز قيادات الحوثي المنشقة المحترمة فهو رجل المواقف الكبيرة، وصرخة حق قوية في وجه صرخة الباطل وصَريْخ الشيطان، تُثْلِج شجاعته النادرة الصدور، بينما أمثال محمد محمد المقالح القيادي بحزب (إلْحَقْ) بكسر الألف، وداعية حقوق الإنسان والحيوان فيحرض الأنقلابيين قبل يومين في تغريدة سوداء بالتمرد على قرارات ستوكهولم ومقايضة فتحهم للطرقات والمعابر بين صنعاء، تعز، عدن، الحديدة مقابل استمتاعهم المشترك بإيرادات موانئ الحديدة ومطار صنعاء المخصصة لرواتب الموظفين قبل ثلاث سنوات ونصف !!.

وبين عصامية الأستاذ صالح هبرة وكشفه مؤامرات مليشيات الأرتزاق والنهب وبين المحرضين على جرف ونهب ما تبقى، مسافة أخلاقية ضوئية شاسعة. أما الفريق علي محسن الأحمر نائب رئيس الجمهورية السابق حفظه الله فكلما استمع القارئ والمتابع المحايد والمنصف لمنطق خصومه الكيدي ارتفعت مكانة الرجل أكثر من قبل وافتضح أمر الخصوم. والأهم من باب المصداقية والإنصاف أن لا يلجأ الأشخاص إلى امتداح خصومهم السابقين للنكاية فقط بخصوم لاحقين، وما أكثر ما تَلَقى النبلاء طعنات غادرة من أصدقائهم قبل خصومهم بمنتهى الأصطبار، وهم يَتَمَثَّلُوْن منطق الأديب العالمي وِليام شِكْسْبِير الذي كان يساوي في تعامله مع الأخيار والأشرار، وأن الحقائق لا تموت. وعلى قول المتنبي: ومن العداوة ما ينالك نفعه.. ومن الصداقة ما يضر ويؤلم.

** خالص التهاني والتحايا القلبية والأخوية للوالد الغالي والعزيز الفريق الركن علي محسن الأحمر ومحبيه وكل المرابطين في جبهات العزة والشرف، بمناسبة عيد الفطر المبارك..

ودعاؤنا أن يفيق البعض من فجور الخصومة ونيل الآخرين بما ليس فيهم رغم أن حجارة الأرض لا تنال سوى الأشجار المثمرة.