رسمياً.. زعيم مليشيات الإرهاب يخترق المناهج الدراسية وهذيانه يصبح مقررا دراسياً سيّد الحوثيين يتراجع عن إعدام ترامب ويعترف بوجود علاقة دافئة مع الاخير:لماذا التهويل لدينا تجربة مع ترمب تقرير جديد يكشف تفاصيل مثيرة عن التنظيم السري للميليشيات وخفايا جهاز الأمن والمخابرات التابع لها - أسماء وأدوار 12 قياديا بالأرقام..الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعد الأكثر كلفة في التاريخ ... أرقام فلكية البنك الدولي يكشف عن وضع مؤلم وصل اليه الغالبية العظمى من اليمنيين بخصوص قوت يومهم سبع طرق لنسخ نص من موقع يمنع النسخ تعرف عليها في ذكرى استشهاده 9...نايف الجماعي تأبين للمناضل واحتفاء بالشاعر. اللجنة العليا لإنتخابات اتحاد كرة القدم تتسلم قوائم المرشحين لقيادة الإتحاد بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.. انفجار يستهدف قوات المجلس الإنتقالي في أبين
معذرة لتشابه عنوان المقال مع عنوان البحث والكتاب الرائع للشيخ على عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم".. وأنوه أن اقتباس العنوان هنا ليس عن تشابه في الموقف والفكر بين الإخوان وفكر الشيخ على عبد الرازق الذي رفض في بحثه، وهو ما أحدث دويا كبيرا، فكرة الخلافة الإسلامية، ودعا إلى مدنية الدولة وفصل الإسلام عن السياسة.. بل إنه اقتباس راجع في الشكل إلى تناغم العنوان، وهى حالة إدمانية مهمة لدى صحفيي الديسك أمثالي، وفى المضمون للخلاف الشديد بين موقف الإخوان الآن وموقف الشيخ على عبد الرازق عام 1925م.
ما علينا.. منذ سنوات قد تكون بعيدة وقت ما, كنا طلاب في الجامعة. كان هناك خلاف جذري بين الطلاب المنتمين للاتجاهات التقدمية، والطلاب المنتمين للاتجاهات الإسلامية.. ولأن الحوار المفتوح بين الطلاب لم يكن قد مسه التحريم بعد فقد جمعتني مناقشة مفتوحة بين زميل لي من أتباع الاتجاهات الإسلامية السياسية وكان إخوانياً، ودار بيننا حوار طويل هادئ استفدنا منه الكثير واقتربنا من بعض أكثر.. إلا أن عبارة في خواتيم الحوار قالها زميلي أوقفتني طوال السنوات التالية لهذه اللقاءات حتى الآن.. قال زميلى "أنتم التقدميون تريدون الوصول للحكم بالجماهير.. ونحن نرى أن الجماهير يتم قيادتها بعد الوصول للحكم".
الإخوان يرون أن الجماهير ليست هي الطريق للحكم.. ربما في تفاصيل المناورات اليومية يكون للجماهير دوراً مهماً في تحسين وضع الإخوان وتقويته فى الصراع على الحكم، ولكنه ليس الوسيلة الرئيسية للوصول الحكم.
ولأن الجماهير والشعب عند الإخوان أدوات وليسوا هدفاً فالنهوض بوعيهم الثقافي والسياسي، ليس أمرا مهماً وتضليلهم بالوجدان الديني والعقائدي ليس جريمة (مثلماً حدث وقت الاستفتاء على الدستور).. والشعب أو الجماهير الواعية أكثر خطراً على الإخوان من النظم المناهضة لهم.. فمقتل الإخوان في المناقشة والفهم والوعي السياسي طبقاً لنظرية قيادة معدومي الوعي والإرادة أكثر يسراً من قيادة أصحاب الرأي.
إذاً الإخوان يضعون أنفسهم في مرتبة أعلى من الجماهير والشعوب ويرونهم أقل بكثير من مشاركتهم في الحكم، وهذا هو مربط الفرس في كراهية الإخوان لكلمة الديمقراطية والراجع أصولها إلى حكم الشعب بالشعب فهم يرون أن حكم الشعب لا يكون إلا بهم.
السند القوى الذي يلوى به الإخوان أذرع شعوبهم هو سند ثيوقراطي نابع من سلطة سماوية ودينية لاحق لأحد في مناقشتها أو الجدال معها، ولهذا فهم في غير حاجة إلى المنطق والحجة والديموقراطية التي يرونها كافرة، وكأنهم قد وقعوا مع الله عقد احتكار وساطة بينه وبين الشعوب.
ولأن الجماهير ليست هي وسيلة الإخوان للوصول للحكم فلابد من وسائل أخرى وهى الوسائل التي برع فيها الإخوان والتي تعتمد على المؤامرات والتحالفات المبنية على أسس وهمية ودعاية بقوة زائفة لا وجود لها ولهذا فإن أكثر المنجذبين للتحالف مع الإخوان هم من الاتجاهات التي يغلب عليها الطابع الانتهازي والوصولي والقافزون على الحبال والأوتار بين السلطات الفاسدة والاتجاهات الانتهازية حتى لو كانت متدثرة بعباءات التدين.. وهذا أيضا ما يفسر رفض جماهير التحرير المحتشدة في ميدان التحرير للإخوان لأن الثوار في حالة نقاء وصعود لا يسمح لهم بأن يكونوا مقودين وإنما قادة.
*عن "الحوار المتمدن", العدد (3428), 2011/7/16.