رسالة (ذمار) إلى الرئيس (2) يكفي (يحيى) !!
بقلم/ سام عبدالله الغباري
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 8 أيام
السبت 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 07:59 م

-قد لا تختلف "ذمار" عن بقية مدن الجمهورية العريضة بشراكة الظلم و بشاعة الصغار الحاكمين عليها .. إلا أنها تتفرد بقيامة بشرية تدمر أحلام الناس ، و تدعو بغير هدى إلى نشوب فتن غير مسبوقة ، حيث الحمق الذي أعيا طبيب "الشافعي" ، و البؤس الذي أحال مدينتنا الضاحكة إلى وجه عجوز لبوس شمطاء لا تقابلها بغير المعوذبات المباركة .. إتقاءً لسخط الإله من شرها العابث المغرور (!!).

-هنا "ذمار" وبها دوائر ناخبة تدفع رجالات المؤتمر الشعبي العام إلى قبة البرلمان المهيب ، هنا أحلام البائسين .. و صادقي الوعد و العهد الذين تدفعهم سُـلطة الرئيس للرجوع إليه أملاً في تغيير قادتهم اللائي لا يرعون رعيتهم و لا يقيمون وزناً للأخلاق و الرجولة الفاضلة و قد يبست ضمائرهم ، و جفت نخوتهم .. و صاروا لعنة تسابق الزمن لإحلال الكوارث ، و طرد الحياة من مآقي العيون الناصحة .. !!.

-هنا يجلس "يحيى العمري" على رأس محافظة شرّفت قرار الرئيس بانتخابه في سدة الحكم المحلي الأول .. و طهرت ساحته من الأنداد الأفذاذ كيما لا يسقط رجل الرئيس الذي أرسله ضجراً .. و كأنه لم يجد لهذا المرشح سوى "ذمار" التي كان لها أن تتميز برجل آخر من بين أبنائها الذين غدوا نجوماً لامعة في اليمن الكبير .. فهناك البردوني و منصور ، و الحضراني ، و شاعر الحب و الوطن عباس البديع و غيرهم كثير .. ممن قضوا أو ممن يقبلون على المستقبل الجديد بولاء لا ينهزم ، و مصالح عامة تطغى على نكتة القلب اللئيمة .

-هنا "ذمار" التي لم تُجمع يوماً بأهلها و مديرياتها على بؤس قائدها قدر إجماعها على مصيبة محافظها الحالي .. و قد أوصد أمام الناس و الأبرياء أخلاق القادة .. و نقاء الكبار .. و شهامة الرجال .. و ألحق الأذى بتاريخها .. محاولاً غير مرة تذكير الناس بأحقادهم فكانت السلامة محمودة الله تعالى في عباده ، وخابت لعنة الحمق المترامي بإيمان الجميع أن المحافظ لا و لم و لن يحافظ على أي شيء !! .

-كل الأصعدة و المجالات .. و جُلّ التنمية و الخدمات .. حتى الآداب و الصلوات .. سُـحقت في "ذمار" .. و تفرد "محافظها" بلعنة الدمار التي أذاقها لعديد من قبلها .. فصار الإبتعاد عن واجب الذهاب لساحة الدولة فرض أملته طبيعة الفوضى العقلية البشعة لحاكمها .. و آثر المتنازعون اللجوء للشيطان على أن يلاقوا وباءاً وبالاً يفضي بهم إلى السعار الدموي الذي يُـدمر العائلات .. و يُرعب الأرض و النبات ..!!.

-لم يكن "محافظنا" ذلك الرجل القوي الذي جاءتنا أخباره الندية ، و روج لها أصدقائه الذين تخلى عنهم سريعاً .. لم نسمع أنه أوقف فاسداً ، أو عاقب عابثاً ، أو انتصر لمظلوم (!!) لم يتخذ قراراً إدارياً مناسباً أو إجراءاً قانونياً رادعاً بحق أي موظف عابث .. لقد تفنن في سباب الآخرين وترويعهم بجبروته الأمني ، و رتبته العسكرية الصرفة (!!)، و ربما يسوقنا العتاب لقرار اللجنة العامة التي قذفته بغرابة لمحافظتي المخلصة بلا معايير حريصة على سيرته الذاتية المخيفة و قد كان فيها "صعدة" و ما يقلقنا عن حكمة غائبة أودت لإطلاق شرارة العنف الدموي المتمدد إلى خارج الحدود ، و بإمكان "لعنته" تجديد مأساة من نوع آخر لا يشترط لها البعد الطائفي المقيت (!!) .

-لك أن تفتش في محركات البحث العنكبوتية العملاقة ، و بأروقة مكتبة الكونجرس الأميركي .. فتش في كتب التاريخ ، و عناوين المستقبل لن تجد مسؤولاً في دنيا الله تعالى يأمر بسجن مواطنه و يقذعه شتائم لا حصر لها حين يأتيه لرفع مظلمته لأن هندام الأخير لا يليق !! ، أبحث أين شئت .. و نقب في كل مناجم العقول ، و موسوعة الأغبياء لن تجد قائداً يُـرهق عقله و قلبه و حياته بصغائر الأشياء وأدناها مثلما يفعل هذا الرجل الجالس على كرسي "ذمار" فحين يذهب لتفقد مرافقه الحكومية تجده يبتعد عن تقييم أداء إداريي المرفق ، و مستوى تعاملهم مع مواطنيهم و تراه يغوص في تفاصيل الأتربة ، و ينسى كل شيء بحثاً عن (وعاء و "مغرف" دورة المياه) (!!) يا هذا : إن طموحنا أكبر من "الوعاء" ، و حلمنا أوسع من "المغرف" (!!) نريد العيش في سلام ، بكرامة ، بأمن و في ظل مدينة خالية من السلاح و الثارات ، و تحت ظلال مسؤول واعٍ منصف و حكيم !!.

-لقد أوضحت بديهات الأداء الديمقراطي الحقيقي في أصقاع الأرض صعود نجم المرشح المثالي .. و بيمننا الغاضب لا نرى نجاحاً لامعاً لرجل الثقة و الإحترام فنقيضه من يحصد صناديق الإقتراع ، و يصعد لواجهة المسؤولية الخائبة .. و في تجربة "ذمار" الأولى بإنتخابات المحافظين صمدت قوى المحليات لإخلاء ساحة رجل الحزب الحاكم من مفاجأة النتائج فكان وحيداً .. و صار صعوده معادلة لا تحتاج لبرهان مُـعقد ، و إجتهاد مكثف (!!).

-و بمدى عامين و نيف فقدت "ذمار" عديد رجال بارعين في عقاب غير معلن على إخلاصها و تضحيتها الدائمة و الطويلة للثورة و الوحدة الخالدة ، رغم تمكنها من ولادة متجددة لرموز قادمين تسمو بهم مفاخر الأمة إلا أن خبثاء المنفعة يدمرون صدق الحضور ، و نقاء الهدف ، و حقيقة الجوهر .. فأصبحت الكفاءة النابهة مصدر إزعاج دائم لأصحابها ، حتى وصلنا أتعس ما رأينا ، و أغضب ما عرفنا .. !!

-ضخامة الألم في "ذمار" لا يفقدها نكهة الحذق ، ولا يرجمها البؤس في غيهب الخنوع السليب .. و هي على الدوام تعرف من يستحق خلود الذاكرة و تقديرها .. و من تخلعه من ثوبها بهدوء عنيد لا تخيبه أشراك النفعيين الدائمة ، و لهذا قصة يجب أن تروى : ( ذات مرة نزل الرئيس أول عهده بالرئاسة ضيفاً على شيخ قبلي حكيم في ذمار .. فأولمه بمائدة كريمة .. و جُـعل الشيخ يغدق على ضيفه الرئيس بأنهار العسل البلدي الطيب .. حتى ناشده الأخير بقول : يكفى عسل !! .. فرد عليه الشيخ : يكفي دارس (محافظ ذمار الأسبق) .. ضحك الرئيس و فهم مغزى مضيفه .. فبادره سريعاً : إنه نعمة إختصها الله لذمار .. و عاجله الشيخ بدهاء العربي النابه : إن كان نعمة فوجب تقسيمها على عموم اليمن حتى تشمل الجميع .. !! و عندها لم يُـطل بقاء ذلك المحافظ !! ) .

*فخامة الرئيس : تحية حزينة و بعد :–

-نستحلفك بالله عزوجل ثم بكل غالٍ و عزيز عليك أن تكفنا ما فعلناه بأيدينا .. ولولا أنك جئتنا به لما شوهنا تاريخنا الذهبي بانتخابه .. فكرهنا الحكم المحلي و الانتخابات و الديمقراطية .. و لنا ما قسمته بديلاً من بين ظهرانينا أو من خارج أهلنا حتى و إن كان دميماً أشعثاً أغبر .. لهو أفضل مما بين أيدينا .. و لن نكرر عليك مقولة الشيخ الذماري الحكيم .. فإن كان هذا البؤس نعمة .. فنسألك بعظمة الخالق الجليل ألا توزعها على أحد فتصيب اليمن لعنة لا تقوم لها قائمة .. !! .

و إنا لمنتظرون .. و الله المستعان .

Samgh4u@yahoo.com