يحبس البعض أنفاسهم كلما سمعوا خبرا عن توقف لقاءات الرئيس بالمعارضة وتثور هواجس شتا يثقلها الخوف والقلق!! وبنفس الاهتمام ترتفع أسهم التفاؤل لدى المراقبين كلما احتضن (القصر) لقاءً في الوقت الضائع بين الرئيس وقيادات المشترك. وبين الخوف والرجاء تعيينا الإجابة عن سؤال:
هل تحل حوارات (اللحظة الأخيرة) ما أفسدته الخطوط الحمراء طيلة السنوات الماضية؟ وهل ساعة حوار مثقلة بهّم عبور لحظة (اقتراع) قادرة على إعادة تصدع روح الوطن ومعنى المواطنة؟
لا خلاف حول قيمة الحوار.. لكن اخفاقات اليمن تحتاج إعادة بناء برؤية اشخاص لا علاقة لهم بتراكم الفشل وصناعة التدهور.
وقبل ذلك لماذا نصّر على أن يقبل الآخرون بصوابية ما نراه؟ دعوا البرامج تشق طريقها نحو الشعب اصغوا لهم جيدا من مأرب إلى حضرموت!! استمعوا لمهرجان مأرب يتحدث عن حسرتهم وهم يراقبون ناقلات النفط باتجاه صنعاء تبني ثراءا فاحشا وهم كذلك أبناء "المسيلة" يرقبون بحسرة "الحضرمي" مداخن المصافي بينما تحتل محافظة "الأثرياء" رقم (1) على خط الفقر ومثلهم عشرون ألفا من مناضلي الوطن في محافظة الضالع مدرجون في كشوفات حزب (خليك بالبيت) ولن تعدم العين جراحا مثخنة في كل محافظة صادرت فرحتها سلطة (الخوف والجوع).
في كل مرة تتجاهل السلطة مشاعر "الضنك" وتهرع إلى الخزينة لتشعر بالطمأنينة وتستعين بالجيران لبعث "الأمل " في نفوس المحرومين.. لكن ذلك لن يدوم في كل مرة. ولا أحد يجزم أن مصرعها في المباراة القادمة، وما هو يقين لا يساوره الشك أن السلطة تخسر يوميا أجزاء من سطوتها وتتعفن أجزاء أخرى وإن طالتها مشارط التجميل. إنهم قادرون على فعل أشياء كثيرة ليس من بينها البناء أو التوقف للحظة حساب صادقة. ويدهشني تفسيرهم الدائم لكل أنّات من حولهم بأنها " أصوات حاقدين" ألا يدهشكم معي قدرتهم الفائقة على صنع كل هؤلاء الحاقدين في الوطن.
الحوار مناسبة لالتقاط الأنفاس أو على الأقل تحسين بقايا ود قديمة وتبادل المجاملات والابتسامات وتبقى مشكلات اليمن المزمنة معلقة بحناجر الشعب ومدى قدرتهم على الوقوف في مهرجانات الصمود لاسترداد حق مغتصب.
*مقاطع لم تكتمل: حين أتحسس معاني الزعامة يقفز إلى ذهني "شافيز" رجل أمريكا اللاتينية القوي.. يصلح مثالا للزعامة.. يطفح بملامح الأغنياء.. عدا "الجاكت" الذي يشبه ملابسنا لكن روح الرجل تشبه "فقراء شعبه".
القاضي الحجري قايضوه "بذبح البقر" ليدرأ عقوبة قتل البشر فقال أسطورته الخالدة "تقتلون البشر وتذبحون البقر".
وهي نفس المقايضة التي شهدها د/عبد الكريم الإرياني في محاولة اغتيال "مكي" حينها تمتم بالانجليزية "اليوم ذبحوا النظام والقانون".
سامحه الله.. عاد هو نفسه لذبح معنى المؤسسة والانتصار للفردية وعلق ماكرا على مبادرة الإصلاحات الوطنية بالقول "إنها انقلاب على الزعيم".
في الإثنين 12 يونيو-حزيران 2006 03:51:18 م