عاشت الجوف حروبا بلغت ستة حروب مع مليشيات الحوثي بدأت الاولى علم 2011 وكانت العصابات تجر اذيال الخيبة والهزيمة في كل حرب واشتهرت مقاومة الجوف بصمودها وبطولاتها وتضحياتها.
لا أخفيكم انها وردتني سيول من الاتصالات يوم ان تراجعت المقاومة عن المواجهة وانسحبت حتى معسكر لبنات المتأخر عن الجبهات بمسافات بعيدة، والذي كان يعتبر المؤخّرة وهذا يعني بشكل واضح تسليم المحافظة للحوثيين والحرس الجمهوري الذي أعلن بشكل واضح عن نفسه في الجوف،
تفاجأ الجميع بالانسحاب بما فيهم المقاومين الحقيقيين، ولكن حين يتضح السبب يبطل العجب!
انهم كسور المقاومين الذين كانوا يملأون الجبهات، ويزحمون المعسكرات، وهم على مذاهب متعددة، فمنهم المتربص الخاين الذي يرصد ويخبر، واخرون على شاكلتهم يثبطون وينشرون الإشاعات، والغالبية من أهل الفيد والغنائم ومن ليس له هم الا ما كسب من الأسلحة او المواد او المشتقات، والاخطر من ذلك من كان دوره تلقي الدعم والإمداد وتحويلها الى حق خاص يضعها في مخازنه وخزناته دون خجل،
لم يكن امام مقاومة الجوف الا الانسحاب رغم مرارته، والتراجع رغم عواقبه ونتائجه التي ظهرت جلية واضحة على المحافظة كلها وليس على المقاومين فحسب.
واليوم وبعد اصرار التحالف تطهير الجوف فإنه يتحتم عليه وعلى المقاومة التنبه والحذر من هؤلاء، فهم فئران ضارية وحشرات ضاره، شرهم اكثر من خيرهم ولؤمهم أوضح من ضحى النهار، فلا توكلوا اليهم أمرا ولا تسندوا لهم مهمة ولا يلدغنكم هؤلاء بألسنتهم مرة اخرى.
الجوف مليئة بالشرفاء والمخلصين الذين يتقدمون بكل قوة واخلاص لا يهابون الموت ولا ينظرون للمغانم هم السند بعد عون الله وتوفيقه.
لولا خشية الاتهام بالتزلف لذكرة بعضهم بالاسم ولكنهم معروفون بأفعالهم حتى لمن يجهل أسماءهم.
وصنف اخر له حق النصيحة فقط وهم الاعلاميون الذين يسمون أنفسهم ثوار، وهم يتبارون في نقل اخبار المقاومة، وما منهم أحد شجاع ونقل خبرا واحدا عن الصائلين المعتدين، بل همهم جمع الاعجابات والظهور في المواقع والقنوات وهم لا يدركون أصول الكلام ولا مايقال الان وما يجب السكوت عنه حتى حين، هؤلاء عليهم ان يتعلموا والا فإن الواجب ان يترجلوا ويتركوا الاعلام لرجاله.
ورغم هذا وذاك فالجوف كما كل اليمن ستتحرر وستكتب الاقلام ويخلد التاريخ الخائنين في صفحات السواد والسوء، كما لن ينسا الأبطال والصامتين الصامدين ان يكتبهم في صفحات ناصعة بيضاء وقبل ذلك رب العزة والجلال.