المقاومة في عدن مذهلة بشجاعتها وعقيدتها القتالية في كل ميادين القتال التي شهدتها المحافظة المسالمة ، وأذهلت ( عفاش ، الحوثي ) بصمودها الأسطوري ، ولذلك فقد حاولوا بكل الوسائل لكسره ، إما بوسائل قذرة كشراء الذمم لضعاف النفوس أو بالضرب العنيف بالدبابات والمدفعية والهاونات لمنازل المواطنين وقتلهم ..
مشاورات جنيف كان يراد لها أن تتم من قبل هذا التحالف بعد إسقاط عدن ، لتكون ورقة ضغط على الشرعية ، لكن صمود الأبطال أضاع عليهم هذه الورقة ، وأظن أن تلك المشاورات ستبوء بالفشل المحقق ، وبين رأسي الأفعى ( عفاش ، الحوثي ) تشابك مصالح لو انفرطت ستدمِّر الطرفين معًا ، ولذلك فهم يسعون إلى تطويل أمد الحرب ليصل الناس إلى يأس من استمرارها ، ثم الجنوح إلى السلم الممنهج المطبوخ امريكيًا وإيرانيًا فى المطبخ العماني ..
ولذلك فالأولى ثم الأولى على قياداتنا السياسية ، ثم قيادة التحالف العربي أن تراهن فقط على المقاومة البطلة في كل المحافظات ، وعلى وجه الخصوص المقاومة في عدن وتعز ولحج وأبين ومأرب والجوف التي تخوض معارك البطولة والشرف ، ويجب البدء أولاً بتحرير عدن لتنتقل الدولة إليها لتحكم على الأرض ، ومنها يتم توجيه كل القوى لتحرير بقية المحافظات ، ولن تكون عدن بمأمن وتعز ما زالت بأيدي العصابات ، ثم تحرير لحج وأبين لتكون كل هذه المحافظات خط الدفاع الأول لتأمين العاصمة البديلة ..
أما إبقاء الوضع في هذه المحافظات على ما هو عليه ، وعدم حرص قيادة الدولة وقوات التحالف على تحريرها بسرعة تتجاوز عبث الأطراف المنزعجة من عاصفة الحزم ، وعدم تقديم الدعم العسكري الفاعل بالسلاح الثقيل لتحقيق السيطرة على الأرض لمواجهة استماتة قوات الحوافيش ، والتي أظنها لن تتراجع خطوة للوراء ، ولم يعد لديها ما تخسره ، فهذا يعني أن المقاومة البطلة قد تنهار في قادم الأيام خوفًا على أبناء عدن من الدمار الشامل الذي ينوي فعله الحوافيش ، ولنا عبرة فيما حصل في حزم الجوف ..
ولذلك نقول للقاعدين في قصور الرياض إن لم تتحركوا قبل فوات الأوان عليكم أن تبحثوا من الآن عن الدول التي ستلجأون إليها سياسيًا أو إنسانيًا ، ولتنسَوا جوهرة جميلة اسمها ( اليمن ) لأنكم لم تنالوا شرف الحفاظ عليها ، ثم نقول لدول الخليج وعلى وجه الخصوص السعودية أن سقوط اليمن بأيدي العصابات الفارسية المجوسية ، هو المقدمة لإسقاط دولكم واحدة تلو الأخرى ، فالهدف القادم أنتم لا محالة ..