إعدام آل نهشل: بين قائد الفرقة والرئيس وتنفيذ شيعة اليمن
بقلم/ معاذ راجح
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 27 يوماً
الخميس 02 فبراير-شباط 2012 11:21 م

أقدم الجهاز السري التابع لمليشيات النظام العائلي السابق على جريمة نكراء أبشع من جريمة قوات الاحتلال الأمريكي المتمثل بإعدامهم للرئيس العراقي السابق صدام حسين ،وتنفيذ شيعة العراق لعملية الإعدام القصة تتكرر في اليمن مع تغيير للمسميات فبغياب الأمريكان كان بقايا النظام أكثر من المحتلين نازية وعدواناً، لم يعد صدام حسين موجوداً في الحياة لكن آل نهشل كافأتهم الدولة أكثر من ما يستحقوا مقابل خدماتهم للوطن والدولة إبان حرب صيف 94م والحروب الستة لإخماد التمرد المسلح لجماعة الحوثي في صعدة، مع قيام اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى والمنطقة الشمالية بدور بطولي من خلف الأضواء لحل المشكلة وهي في أيامها الأولى مضحياً بماء وجهه في سبيل ذلك، أما الممثلين الشجعان وأبطال القصة الحوثيين في ظل تورط الرئيس بالإنابة وحكومة الوفاق بصمت العجز أو الرضى وكلاهما اشتراك في الجريمة.

 تبدأ فصول القصة منذ الاحتلال الأمريكي !! ،عفواً أقصد الاحتلال العائلي وفرض سلطة الأسرة على كل مفاصل الدولة بشكل كامل ، وانقلاب رئيس النظام على الانتخابات الرئاسية 2006 وتزوير نتيجتها من اللحظة الأولى خشيةً أن يفوز مرشح أحزاب المعارضة فيصل بن شملان.

تجري أحداث القصة شمال الجمهورية اليمنية بمحافظة حجة مديرية خيران المحرق.

 الزمان 20-9-2006م يوم الانتخابات الرئاسية.

خلال عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والمحلية السابقة ، حاول مدير عام مديرية خيران المحرق بمحافظة حجة (أحمد الطاهري) ومرافقيه السيطرة على الصناديق الانتخابية و راح ضحية هذه المحاولة أثناء تبادل إطلاق نار من قبل الأطراف الموجودة بالقرب من المركز الانتخابي، ولا يعرف من الجاني على الآخر"، مع تأكيد الشواهد وحيثيات القضية على أن مدير المديرية كان هو البادئ بإطلاق النار. بعد ذلك شنت قوات الاحتلال العائلية حرب إبادة على مديرية خيران المحرق خالفت فيها كل القوانين والإجراءات والأنظمة المعمول بها ، وانتهكت كل الأعراف وأخلاق المجتمع اليمني، وضربت عرض الحائط بكل العادات والتقاليد القبلية والمواثيق الدولية .

 فرضت حصاراً على المنطقة واعتقلت كل من ينتمي لها اقتحمت البيوت سلبت الممتلكات حتى المواشي لم تنجو من بطش العائلة الصالحية وجيشها السري .

 حاول عقال ووجهاء محافظة حجة احتواء الموقف وحثها على التعامل مع القضية كدولة. وبعد تحذيرات للسلطة المحلية والجهات الحكومية من قبائل الحافظة وارتكاب السلطة البوليسية لإنتهاكات كبيرة و خطيرة لا تليق بقطاع الطرق فكيف بقوات دولة .

 ومع ذلك استمرت الأجهزة السرية بالعبث في المديرية وأهلكت فيها الحرث والنسل ، وكادت الأمور ان تخرج عن السيطرة ، لولولا تدخل اللواء علي محسن قائد المنطقة الشمالية والفرقة أولى مدرع وتواصله مع أبناء المنطقة ،واستجاب لذلك مشايخها الأحرار و بادر الشيخ / خالد نهشل بتسليم نفسه ومن معه للدولة إلى معسكر عبس(تابع للمنطقة الشمالية) كرهائن، بناء على توجيه من قائد المنطقة الشمالية الغربية علي محسن الأحمر، كإثبات لتعاونهم مع الدولة ولإيقاف الحرب التي تقودها آلات الدمار في المديرية بأعذار البحث عن القاتل.

 سلم الرهائن للجهات الرسمية لتبدأ القصة باتخاذ منحى أخر ،انحازت فيه الموازين، وتغيرت القوانين وأصبح المعتدي شاهد ومرافقيه المدججين بالسلاح ملائكة الرحمة وأصبح الرهائن مجردين من أبسط الحقوق الإنسانية للمتهمين بقضايا القتل فكيف بهم وهم رهائن قبلوا بوجه الجنرال محسن ووساطته ، وبحرص منهم على إحقاق الحق وتسهيل عمل الأجهزة الأمنية للكشف عن القاتل وتنفيذ شرع الله فيه.

ومرت الساعات والأيام مع تعذيب وتنكيل بالألوان ، والتلاعب بالأرواح، بسلم البلاد وبيعها للشيطان ، تتنقل القضية من محكمة السلطان في محافظة السلطان إلى جوار منزل الهمام ليكون القاضي والشاهد حتى الميزان شيطان النظام.

ومن محافظة إلى أخرى إلى ثالثة ونقض من العليا والنائب العام وتعقيدات وأحكام كلها من وحي الشيطان

ضج الناس واحتج الأعوام نادت منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان ناشدت العفو الدولية السيد شيطان كي يخفف الأحكام أو يطبق الإجراءات والمواثيق ولو بأقل القليل ، لكن النظام العائلي وميلشياته السرية ،

 وباستخدام أساليب شيطانية ضلت تتلاعب بالقضية خمس سنين بين أحكام بالإعدام في محاكم عسكرية في سجون ربما تكون تحت الأرض أو بعيد عن علم البشرية .

نادت الناس يا صاحب الوجه الأبيض "علي محسن" فيقول إنهم شياطين ما لنا حولاً بهم ولا قوة ، فصبروا آل نهشل فأين الله مع القضية.

يا حزب الإصلاح أنقذوا الفتية ، ويكون الرد قاتل، "الإصلاح"القضية هي قضية الوطن أمام العصابة الإجرامية .

وبعد اندلاع الثورة الشبابية وفي خطاب للقبطان سبايدرمان " فرع اليمن" أمام مشايخ وأعيان المؤتمر بمحافظة حجة بتاريخ( الأربعاء 16 فبراير-شباط 2011) وهم يخاطبون و يناشدون " مسنا الضر وأهلنا ، والقضية يامولانا سياسية .

فيلعب الشيطان لعبته الجهنمية ،ويرد عليهم بخطاب فيه دبلوماسية :" نحن في طريقنا إلى حل هذه القضية بطريقة جيدة وفق مبدأ لا ضر ولا ضرار".

 وتستمر السياسات التأزيمية وبعد ارتكاب جرائم كثيرة، تحلحلت الأزمة عن طريق النخبة السياسية (بمبادرة خليجية ).

أقر الجميع قانون الحصانة للسيد سبايدرمان والشرطة السرية ، ورشح نائبه لعرش النظام ، ليفجر أزلامه قنبلة موقوتة ضبطت ساعتها ، لتكون من ضمن المخططات التكتيكية لإفشال نقل السلطة حتى ولو راح الضحية رفيق نضاله الساكت الأخرس "هادي"، سيد زمان الأزمة.

صباح يوم تنفيذ الجريمة في غياهب السجون المركّزة بعضها فوق بعض، لتشديد الظلمة.

 ويتم تسليم القادة العظماء هدية لصنيعة النظام "الحوثية"، لعيدوا سيناريو أصدقاهم بالعراق ،واعدامهم لصدام حسين .

ببط تقدم المرجعية الدينية "شيعي" من القادة يهمس لهم أشهد أن لا إله إلى الله وان محمد رسول الله وأننا خيار أهل الأرض أحباب الله. إبكُوا.... توسلاً للعفو ، عن قتالكم مع الطاغية العميل في حروب صعدة ،اندموا على مواقفكم مع سيدنا عميل الأمريكان و............الخ .

لكن الأحرار أقوى ما يكون البشر هم ساعة ملاقاة المنية في سبيل الله والوطن والقضية ، لم يردوا على سفاهة المرجعية بل نضروا للسماء وخير البرية وبابتسامه جميلة ترتفع أرواحهم إلى خير البرية . لم تشفع لهم تاريخ نضالا تهم الوطنية أمجادهم حافلة بكل أنواع الحرية، لم يفي بوعده صاحب الوجه الأبيض "الجنرال" ، وسلم أمره لله مثلهم لأجل القضية .

 حزبهم "الإصلاح" والذي يغطي ساحة عريضة حيوا عظمة القادة ونددوا بجبن وخسه أتباع وأزلام سيد الساسة السابق ..

 الموقف المحير للسيد ولي العهد النائب وحكومة الوفاق أين انتم يا سادة ؟؟؟.

هل صحيتم من غفلتكم ؟؟؟ أم انتم في سكرة ؟؟.

يا رئيس المستقبل أعجزت أم هي اتفاقات مبرمه؟

 يا أيه الباكي باسندوة لقد بكا الشعب اليمني اليوم بأكمله "بجنه وأنسه"

وأنت لم تتلفظ بتنديده !!

 يا وزراء الحكومة يا أمل الشعب أعجزتم أمام شلة سرية تعبث باليمن وأنتم عجزه؟؟؟

 مالكم لا أحد يرد؟ أصيح ولا احد يجيب ؟

 أين القوم صُمت أذانهم يوم أن أعدم القاده ( خالد وعبده) نهشل؟

 يا أبن شملان هل تسمعني ؟ الشعب اليمني اليوم يدفع ضريبة فوزك بالانتخابات الرئاسية.

 يأرب أني أبرأ إليك من ساسة زماني وجرائم الشياطين ، فاغفرلي يا إلهي و أقراني و من كان له قلب مثلي يعاني.

 أن العبد الحقير إليك.

  mthyemen@gmail.com