الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
عند اكتناف ثورات الربيع العربي بحصاد بخس ، وتوسع رقعة الحروب و الصراعات في منطقة الشرق الأوسط دون مردود سياسي يذكر ، و عند علو وتيرة الأحداث العبثية ، و تسلل قوى متهوره إلى ساحة الوغى ، تزايدت المخاطر و المخاوف من تفاقم المشكلة الأمنية للشرق الأوسط ، إضافة إلى تراكم الأعباء الإنسانية الناتجة عن الاقتتال و النزوح ، فخلفت تلك الأوضاع الكارثية تبريرات ملزمه لإيجاد حلول تخفف من تداعيات تلك الوقائع ، خصوصاً وأن المنطقة باتت على شفا انهيار يهدد جميع أنظمتها ، و وفقاً لتلك المنظورات الهامة فإن حسابات الساسة تغيرت على نحو ما هو معروف في المخاضات العسيرة ، فتم إبتناء تحالفات دخيلة كانت مستبعدة عن قوائم التحالفات المدرجة لدى المشتغلين في حقول السياسة ، تجاوزت تلك التحالفات محطات الخلاف وأسست معها تفاهمات ومصالح مشتركة ، غيرت حدود و ملامح الخارطة السياسية في الشرق الأوسط . في الغالب ، من المحال التوقع أن تقبل إسرائيل بنفوذ إيراني فعال في منطقة الشرق الأوسط ، حتى إن كان ضمن انسجام مع الولايات المتحدة ، لكن الظروف الراهنة أفرزت ذلك القبول ، و أجبرت إسرائيل على أن تتجاوب مع إدارة أوباما ، التي انصرفت بالفعل في الآونة الأخيرة إلى التنسيق و التحالف في حربها ضد "الدولة الإسلامية" مع إيران ، وكان الهدف أن يساهم هذا التنسيق في دفع إيران إلى التعاون لتخليص المنطقة من مأزق توسع "الدولة الإسلامية" على المساحات العربية ، هذا بالإضافة إلى هدف ثنوي ، وهو حث إيران على إبداء مرونة كافية في ملف المفاوضات حول برنامجها النووي، أما المملكة العربية السعودية التي تحتفظ بحساسية وفيرة من التمدّد الإيراني في المنطقة ، هي الأخرى مضطرة إلى أن تساير هذا التمدّد ، وأن تلج في تسويات مع إيران ، بحكم أن إيران لديها إقدام و استعداد تام لمواجهة العدو المشترك "الدولة الإسلامية" على الأرض ، سواء بشكل مباشر أو عبر المليشيات العربية المسلحة المواجهة و الممولة بواسطتها .
ومن ناحية أخرى فإن التحولات في الشأن السياسي اليمني ليست في منأى عن التغيرات في شؤون الشرق الأوسط ، وبات جلياً لمراقبي الحلبة السياسية اليمنية أن علي عبد الله صالح هو اللاعب المفتول فيها ، فهو الذي أستطاع أنتاج مبررات شبيهه ، مصنوعة في مطابخه و بنكهة يمنية ، أخرجت تلك الحجج "مشهداً سياسياً دراماتيكياً" ، أدى إلى إلتوى المسار السياسي وتجاهه نحو حظيرته لمحاولة إعادة تفريخ نظامه .في الحقيقة ، رهان الرئيس السابق علي عبد الله صالح على خائفة "الإرهاب " لدى المجتمع الدولي أتى بآكله ، فستعمل صالح فزاعة "الإرهاب" كسوط لجلد ظهور معارضيه ، واستثمر استشعار المجتمع الدولي بتفسح التنظيم الموالي لدولة الإسلامية "أنصار الشريعة" في بعض مناطق اليمن ، كمبرر لإعطاء المليشيا المدعومة إيرانياً "أنصار الله" الإجازة و الدعم لسيطرة و الإتساع ، وكان هدف صالح الكامن من وراء ذلك هو اجتثاث جماعة الإخوان المسلمين وغربلة خصومه السياسيين ، بالذريعة المأثورة "سحق منبت الإرهاب" ، مجارياً بهذا المبرر المقتضيات على الساحة الدولية ، هذا أتى بعد تيقن المجتمع الدولي بأن الرئيس هادي غير قادر على إخضاع المارقين لصريمته ، وعدم إستحكامه بمفاصل الدولة ، واتكاءه الدائم على الدعم الإقليمي و الدولي دون الاستطاعة على الإلمام بزمام القوة داخلياً ، و بتالي المقدرة على مواجهة التحديات و المستجدات على الساحة الإقليمية ، أما المسوغات التي استخدمها صالح لاستمالت الكفاف من جماهير الشعب عن التمدّد الإيراني ، فكانت حصيلة لتململ المجتمع من استمرار الأوضاع المتردية ، وتأخر طائلة الثورة بسبب الخصام السياسي الماجن ، واستعار الفوضى ، و محصلة أيضاً لإدانة الثورة بشكل مستمر بواسطة الإعلام الحزبي الكذوب ، فتحين صالح الفرصة المناسبة مستفيداً من "الجرعة السعريه للمشتقات النفطية" للانصباب على مزاحميه ، عبر مبررات اضطجاع المد الإيراني في اليمن لمكافحة التنظيمات الموالية " لدولة الإسلامية" .
a.mayas@hotmail.com