إلى إخواننا في جنوب اليمن
بقلم/ صالح احمد الموساي
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و 28 يوماً
الأحد 04 أغسطس-آب 2019 11:32 م

ان صمت العقلاء امام التصرفات الخاطئة المخالفة للمنطق والأخلاق الحميدة وقوانين وأعراف الأرض والسماء يكون له نتائج كارثية على الجميع. عندما صمتت الدوله وعقلاء المجتمع و المشائخ أمام تصرفات مليشيات الحوثي في صعده وعمران استطاعت تلك المليشيات دخول صنعاء والتهام الدولة وإهانة المجتمع والقبائل ..أعيان.. وأفراد.. و رجل وامرأة. وها نحن اليوم وقد ضاعت الدولة ولم يتبقى منها سوى الإسم في جنوب اليمن فما دور عقلاء المجتمع الجنوبي وأعيانه أمام تصرفات بلاطجة الشوارع في عدن وهم يهينوا كل شمالي أمامهم رجل كان أو امرأة بطريقة مذلة تتنافى مع كل مبادئ الشرف وقيم الرجوله. لنفترض ان إخواننا الجنوبيين جميعهم بلا إستثناء يريدوا جلاء كل شمالي من أرض الجنوب، نقول لهم كمواطنين: لن نعترض على ذلك فأنتم أهل الأرض ولكم ما اردتم، لكن اعملوها برجولة الشرفاء وبأخلاق الرجال وتصرفاتهم، وليس كما يظهر في مقاطع الفيديو المهينه لكل مبادئ وأعراف المجتمع الجنوبي ونحن نعرف الجنوب وأهله، عشنا بينهم وعرفناهم حق المعرفة، وجدناهم أهل رجوله و شرف وحمية ونخوة، لا نقول ذلك لاستعطاف مشاعر أي جنوبي، إنما نقولها تحذير لأحرار الجنوب ان ينتبهوا أن يتولى سفهائهم تدبير أمورهم وهم يتفرجون.. يا أحرار الجنوب إن استمر صمتكم اليوم، ستجنون ضريبة السكوت غدا على أعمال السفهاء وعلى أيدي السفهاء أنفسهم، كما جناها مجتمع الشمال كثمن باهضا جدا لصمتهم ومعاونتهم لمليشيات الحوثي. لا نطالب عقلاء الجنوب بمنع طرد الشماليين، ولا بالقيام بدور ومقام الدولة ومؤسساتها، ولكن نطالبهم بالأخذ بأيدي السفهاء وعدم الاكتفاء بمشاهدتهم، نريد منهم إن كان ولابد أن يقوموا بترحيل الشماليين أن يعملوها بطريقتهم هم لا بطريقة الغوغائيين الجهلة عديمي الشرف والنخوة. وعليكم ان تعلموا أننا نعيش في زمن الفتن أجارنا الله واياكم والوطن والعرب والمسلمين شر كل فتنة.. لقد خسرنا في اليمن كل شيئ، مؤسسات الدولة والجيش والجمهورية برمتها، ونعمة الأمن وكل خدمات الحياة الأساسية من تعليم وصحة وكهرباء ووالخ، بدأت البدع في كل شيئ حتى في الدين الحنيف، لم يتبقى معنا سوى أخلاقنا وشيمنا العالية ومحامد السلف والعرف القبلي المجتمعي، فأنتبهوا أن ينتزعها منا السفهاء قاطعي الطرق وشذاذ الأفاق. اخيرا .. قد تعود علينا الدولة ومؤسساتها في غمضة عين، لكن الأخلاق المجتمعية يستحيل تجذير مفاهيمها بعد نسف حرمة مكانتها في النفوس ولو بعد عشرات السنين..