رمضان في مناطق الحوثي .. من أجواء روحانية إلى موسم للقمع الطائفي والتلقين السياسي.. شوارع تعج بالمتسولين وأزقة تمتلئ بالجواسيس
العميد طارق : ما حدث في سوريا لن يكون بعيدًا عن اليمن وادعاء الحوثيين التصنيع الحربي مجرد وهم وكل أسلحتهم تأتي من إيران
اللجنة العليا للحج تؤكد على استكمال إجراءات السداد وتحويل المبالغ لضمان جاهزية الموسم
مقاومة قبيلة أرحب تدعو المجلس الرئاسي إلى اتخاذ قرار الحسم وتمويل معركة الخلاص وتعلن.جاهزيتها العالية لرفد الجبهات بكافة سبل الدعم
وول ستريت جورنال تسخر من تعامل الرئيس الأمريكي السابق مع الحوثيين وتورد بعض أخطائه
حنين اليمنيين يتجدد كل رمضان للراحل يحيى علاو وبرنامج ''فرسان الميدان''
عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها
الرئيس اليمني يدعو المجتمع الدولي لمعاقبة الحوثيين كما فعلت أمريكا ويتحدث عن السبيل الوحيد لإنهاء التهديدات الإرهـ.ابية
ترامب يتوعد إيران بعواقب وخيمة ويحملها مسؤولية هجمات الحوثيين
عاجل: أمريكا تكشف متى ستتوقف ضرباتها ضد الحوثيين
لعل أفضل قرار اتخذه الرئيس صالح من تلقاء نفسه منذ بدء الثورة المناهضة لحكمه مطلع العام المنصرم، أمره الأسبوع الماضي بإنزال صوره من المؤسسات الحكومية و الشوارع. لا جدوى من التكهن في ما قصده الرئيس صالح من وراء هذا القرار. المهم هنا أن تترافق عملية إنزال هذه الصور مع التخلص من ظاهرة تعظيم الزعماء و تبجيلهم و جعلهم رموزا و إسباغ الصفات الوطنية الاستثنائية عليهم، و من ثقافة النفاق البغيضة الكامنة وراءها.
هذا يتطلب إعادة صياغة المفاهيم المصاحبة لمنصب الرئيس في وعينا الجمعي لتخرج منه مفاهيم الأبوة و الفخامة و الجلالة و التسلط المطلق و ولاية الأمر و النعمة مما كان تاريخيا يسبغ على الفراعنة و الملوك و الأمراء و لكنها في العقود الماضية استهوت الرؤساء أيضا.
عندما تزال كل هذا الشوائب، يصبح منصب الرئيس على حقيقته كأعلى وظيفة تنفيذية في الحكومة دون أن يحتاج شاغرها لمسميات باهته و غير ذات معنى من قبيل كونه رمزا أو قامة وطنية شامخة أو صاحب فخامة أو صاحب سمو أو ما سواها من ألقاب جرت عادة الرؤساء أن يطلقوها على أنفسهم أو يطلقها عليهم حملة المباخر من حولهم.
و بذهاب هذه الألقاب لا يبقى هناك داع لرفع صور الرئيس في كل مكان! إذ ما المعني المتوخى من ذلك؟
أهي موجودة لتوحي للناس أن انتبهوا فهذا أبوكم أو أخوكم الأكبر يراقبكم و يحصي أنفاسكم؟ أليس في هذا معرة لكل مواطن و خزي في وجه أي نظام يدعى الديمقراطية و يتباهى بالحرية؟
أم هي لتذكير الناس في الشوارع بمن يكون رئيسهم و ولي نعمتهم كيلا ينسوا اسمه؟
و ماذا لو نسوه و لم يعرف بعض اليمنيين أو حتى أغلبهم حين يسألون عن رئيسهم من هو؟ أفي ذلك شئ؟ أعتقد أن حدوث ذلك مؤشر جيد بأن الناس قد وجدوا فيما ينفعهم من أمور معيشتهم ما يشغلهم عن السياسة و أصحابها؛ و هذا -برأيي - شي جيد يستحق النظام و رئيسه حينها الشكر عليه.
لا بأس من أن تعلق صور الرئيس أثناء الانتخابات أو حيث يجتمع الوزراء و في مكاتبهم لأنهم ينفذون برنامجه الانتخابي و هو من اختارهم و المشرف عليهم. أما أن تمتلئ المكاتب الحكومية و غير الحكومية و المحاكم و البنوك و الشوارع و المقاهي و المدارس و الجامعات و ورق العملات بهذه الصور فلا معنى لذلك الا الدكتاتورية المقيتة و إرسال الرسالة السيئة للناس بأنه هو المعطي و هو المانع و هو الضار و هو النافع و هو ولي الأمر كله.
ولا عجب إذن بعد عقود من هذه الممارسات أن يوجد أناس لا يعرفون حق أنفسهم و يعتقدون أن الرئيس هو من علمهم و من وظفهم و من أنعم عليهم بالأمن و الاستقرار، و من ثم وجب عليهم شكره و الامتنان لمعروفه و الولاء له.
و بالعودة إلى مبتدأ هذه المقالة، فان إزالة صور الرئيس صالح من المكاتب الحكومية و الشوارع لا ينبغي أن تترافق مع إحلال صور الرئيس الجديد عبد ربه هادي منصور محلها ليس فقط من أن أجل الحفاظ على المال العام من التبذير، و أنما حتي لا تكون محصلة عملنا هذا استبدال صنم مكان صنم أخر.
ترى هل تعلمنا من أحداث العام المنصرم و تضحياته التي لا ننفك نتحدث عن وفائنا لها درسا بسيطا كهذا أم أن \"حليمة ما زالت على عادتها القديمة\"؟