|
أسوأ لقمة تلك المسبغة بلحوم الناس ، المدهونة بدمائهم، وأسوأ البياعين أولئك الذين يبيعون كل شيء من أجل المال ،يبيعون أوطانهم ، أحلامهم ضمائرهم مقابل الفتات من هذه الجهة أو تلك .
نتابع اليوم سُعاراً محموماً يلهث أصحابه وراء قوى الشرعية وفي الذروة منها حزب الإصلاح وجماعات السلفية.
لا لشيء وإنما تقوتٌ بأسوأ طريقة وأٌرذل سبيل .
يلتحفون رداء النقد ، والرأي ، والنصيحة ، وما ثم إلا فحيح الحقد يفش من أفواه أقلامهم المريضة ، والتي لم يبارحها الشفاء منذ زمن طويل.
إنها لفرصة جيدة ، وموسم دسم، يهتبله أولئك الراقصون على جراح الوطن ، ليُثروا على حساب كل جميل.
يرون بأم أعينهم ظلامات الحوثي ، وفواقر عفاش ، وعبث المتآمرين الخارجيين على بلد مثخن بالجراح ، مرهق بالمآسي ، مكدود منذ ردح طويل ، ولا هم لهم إلا الطعن في قوى المقاومة، والثلب على أعمالها.
يحملون عدسات مقعرة لتكبير أخطاء الشرعية ، وفي المقابل يتزلفون بعدسات محدبة تُقزم ما هنالك من فضائع للحوثي وعفاش ، بمنطق فرعوني يخاطبون موسى المقاومة : " وفعلت فعلتك التي فعلت" وتناسوا أصحاب الفعائل الكبيرة ، والمجازر التي لم تتوقف بعد.
عزائي الوحيد ، أن فطرة الناس النقية ستلفظ هذا الغثاء ، وأن وعي اليمانيين لن يلتفت لهاته اللثغات ، وأن المسيرة ستشق طريقها رغم الغبار المنثور من تلك الأيادي المرتعشة.
أتفهم الظروف الصعبة التي يمر بها مجتمعنا ، وأدرك المسغبة التي يعيشها الكثير، غير أن ذلك لا يمنع أولئك من البحث عن عن أعمال شريفة، يستمطرون بها الرزق الحلال لكفاهم بارئ الأرض والسماء ، لكن النفوس المتقوسة، لا يروق لها إلا الإنحاء في محاريب الذل وعلى قوارع التسول.
في الجمعة 19 مايو 2017 10:26:23 ص