لم يكن أحد يتصور أن يصل الحد بالمظلوم بعد أن يصرخ تلك الآهات القوية أن يقوم بفعل الفظائع في حق أخيه الأكثر انسحاقا فقط لأنه شمالي ويخرج كل عذابات السنين في أفعال وحشية شنيعة لا يقبلها الشرع والقانون والعرف .. والمثير أكثر للأسف هي محاولات البعض من السياسيين والناشطين وخصوصا في الاشتراكي والحراك تبرير أو فلسفة ما حدث وذهب البعض إلى قلب الحقائق وتزوير الوقائع كما درجوا على ذلك منذ سنوات ليست بالقليلة ..
أكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك وتتلاعب بعقول البسطاء الذين تثبت الأحداث المتلاحقة أنهم الأقل تحضرا والأقل تأدبا في الحوار والأقل وعيا نتيجة ظروف كثيرة أقلها جهل القيادات والعقليات التي تدفع الجماهير إلى العنف ضد الإنسان الذي ليس له ناقة ولا جمل فيما حدث ويحدث وهم في وضع مماثل لأبناء الجنوب اقتصاديا واجتماعيا بل ربما أسوأ بكثير.
عقلية لا صوت يعلو فوق ....هي التي تسيطر على تلك العقول والأفكار لذلك ليس هناك أي تصالح أو تسامح حقيقي وإنما مصلحة آنية والوطن الجريح والمواطنون الأبرياء هم من يجب أن يشملهم التصالح والتسامح وليس المجرمين والقتلة.
ولشهداء أحداث الاعتداءات بشارة رسول الله لهم بالشهادة فهم من شهداء الدنيا فعن أبي هريرة أن رسول الله قال : الشهداء خمسة : المطعون ، و المبطون ، و الغريق ، و صاحب الهدم ، و الشهيد في سبيل الله ..صحيح الجامع.. وقد نقل العلماء أحاديث حسنة وضعاف ومنها الشديد الضعف وأذكرها للاستئناس بها كونها في باب المكارم التي لا حرج في ذكر الضعاف فيه مع توضيح درجتها .. من الأحاديث التي قويت فصارت حسنة أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء يعودُ عبدَ اللهِ بنَ ثابتٍ ، فوجده قد غلَب ، فصاح به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فلم يُجِبْه ، فاسترجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال : غُلِبنا عليك يا أبا ربيعٍ . فصاح النِّسوةُ وبكَيْن ، فجعل ابنُ عَتيكٍ يُسكِتُهنَّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : دَعْهنَّ ، إذا وجب فلا تبكِيَنَّ باكيةٌ . قالوا : وما الوُجوبُ ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال : الموتُ قالت ابنتُه : واللهِ إن كنتُ لأرجو أن تكونَ شهيدًا ، فإنَّك كنتَ قد قضيْتَ جِهازَك . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ اللهَ قد أوقع أجرَه على قدرِ نيَّتِه ، وما تعُدُّون الشَّهادةَ ؟ قالوا : القتلُ في سبيلِ اللهِ ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : الشَّهادةُ سبعٌ سوَى القتلِ في سبيلِ اللهِ : المَطعونُ شهيدٌ ، والغريقُ شهيدٌ ، وصاحبُ ذاتِ الجُنُبِ شهيدٌ ، والمَبطونُ شهيدٌ ، وصاحبُ الحرْقِ شهيدٌ والَّذي يموتُ تحت الهدْمِ شهيدٌ ، والمرأةُ تموتُ بجمْعٍ شهيد ..حديث حسن..
وحديث عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمسٌ من قُبِض في شيءٍ منهنَّ فهو شهيدٌ المقتولُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ والغريقُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ والمبطونُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ والمطعونُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ والنُّفَساءُ في سبيلِ اللهِ شهيدٌ.. حديث حسن بطرقه.
ومنها ما نسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه علي بن أبي طالب: الغريقُ شهيدٌ، والحريقُ شهيدٌ، والغريبُ شهيدٌ، والملدوغُ شهيدٌ، والمبطونُ شهيدٌ، ومن يقعُ عليه البيتُ فهو شهيدٌ، ومن يقعُ مِن فوق البيتِ فيَنْدَقُّ رِجْلُهُ أو عُنُقُهُ فيموتُ فهو شهيدٌ، ومن تقع عليه الصَّخْرَةُ فهو شهيدٌ، والغَيْرَى على زوجِها كالمجاهِدِ في سبيلِ اللهِ ولها أجرُ شهيدٍ، ومن قُتِلَ دون مالِهِ فهو شهيدٌ، ومن قُتِلَ دون نفسِهِ فهو شهيدٌ، والآمِرُ بالمعروفِ والناهِي عن المنكَرِ فهو شهيدٌ.. حديث ضعيف .
فبشروا كل هؤلاء المظلومين والمعتدى عليهم بأنهم في خروجهم وراء رزق الله ساعين في أرضه متحملين الأذى فهم في سبيل الله ولو وقع لهم القتل أو الجرح فهم شهداء وأجرهم على الله.. وأنا أبرأ إلى الله من كل من يتسبب في إيذاء الآمنين أو يعمل على ترويعهم أو تحميلهم شر ما لم يكن لهم فيه يد .. وأبرأ إلى الله من كل من سكت أو حاول أن يبرر أو قام بقلب الحقيقة وتصويرها بشكل معكوس.
والآن فلنناقش ما يحدث بسرعة فلقد خرج علينا علماء ما يسمى بالهيئة الشرعية لعلماء الجنوب والذين كان الكثير منهم أعضاء في جمعية الإحسان الخيرية الاجتماعية بفتاوى تبين فضل التسامح والتصالح وأنها فضيلة من الفضائل التي دعى إليها الإسلام ولكنهم لم يبينوا للناس شروطا شرعية للتصالح والتسامح وأهمها اعتراف المجرم بجرمه واستعداده لتوقيع العقوبة عليه ومنها أن يتمكن أصحاب الحق من أيقاع العقوبة وأهمها أن من يملك حق التسامح هم أصحاب الحق فقط ولا يسقط حق الواحد ولو أسقطه المليون وهذا مالم يتم في هذا التصالح المزعوم ولم يذكره هؤلاء العلماء .
وشيء آخر هو حديثهم المستمر عن فتوى الديلمي بقتل الجنوبيين ومع علمي بأن الفهم الشرعي والقانوني للفتوى على خلاف ما يروج عنها ولكن لو افترضنا صحة الفهم المروج حراكيا لتلك الفتوى فلماذا لم يقف هؤلاء العلماء ضدها منذ البداية وطيلة تلك السنين .. ألم يكونوا هم أنفسهم يعيبون على الإصلاح مشاركته ائتلاف 1993م مع الاشتراكي والمؤتمر ؟؟ ألم يكونوا هم أنفسهم من كان يكفر الاشتراكيين والبعثيين والناصريين والقوميين صباحا مساء بالسر والعلن ؟؟ لماذا تغيرت مواقفهم بعد 2009 م واكتشفوا أن هناك فتوى تكفر الجنوبيين؟؟ والاجابة أن بعض هؤلاء تم اعتقاله في 2007 على ذمة القاعدة ولم يجد مناصرة من إخوانه في الاصلاح أو الجمعيات السلفية الأخرى في وقت كانت تلك المجموعات تحاول أن تتجنب شر اتهامها بالإرهاب وبعد خروجه من المعتقل غير مواقفه فأصبحت هناك هذه الجمعية واصبحوا المنظرين لهذا الحراك ولذلك التصالح من باب الانتصار للنفس وليس من باب الانتصار للمبدأ.
ثم إنه تحت تلك الفتوى المزعومة قاتل الكثير من قيادات الحراك مثل الحسني والنوبة والفضلي وغيرهم وكان علي ناصر محمد راعيهم من الخارج وممن يهنئون المخلوع بيوم 7 يوليو فهل كانوا من الضحالة الفكرية وضعف الفهم بحيث يقاتلون إخوانهم تحت فتوى واضحة كما يقولون الآن ولا يجدون في قتال إخوانهم حرجا أم أن مصالحا ما فُقدت مما جعلت هؤلاء يتذكرون فتوى الديلمي ويقررون أنها كانت ظالمة وعليه الاعتذار منها وأنهم جنوبيون وليسوا يمنيين وأن أرضهم أسمها الجنوب العربي وليس اليمن الجنوبي ؟؟ أليس الجنوب العربي هو ما ثار ضده البيض والجنوب كله رافضين مشروعه واصفين له بالعمالة والخيانة..
هناك أيضا الحديث عن الرئيس البيض وآخر عن الرئيس على ناصر محمد والعطاس الرئيس وكلهم وغيرهم ذاق جنوب اليمن منهم الويلات والدمار الكثير الكثير الذي لا يوصف والذي لم يعتذروا لضحاياهم منه أو يطلبوا الصفح والمغفرة.. ومع ذلك فإن التصالح يدعو للتسامح معهم ومع أمثالهم وهم ارتكبوا جرائم قتل وتشريد للجنوبيين تقدر بثلث الشعب في ذلك الوقت وهي أرقاما ونسبا تفوق جرائم المخلوع صالح أضعافا مضاعفة في حق الجنوب واليمن ككل فكيف يتم التصالح معهم ولا يتم مع اليمن كلها .. بل إن شعار التصالح والتسامح الذي دعى إليه مجرمو ما قبل الوحدة قائم على عدم التصالح والتسامح مع مخالفيهم و التصالح فيما بينهم فقط وإلا لكانوا قد قبلوا أن يعبر الناس عن أنفسهم في 11 و 21 فبراير من ثوار الجنوب أو حتى الإصلاح ولقبلوا أن يعبر أصحاب القضية العدنية عن أنفسهم بدلا من الاعتداء عليهم في 20 و21 يناير ولقبلوا بنا ونحن نطالب بإصلاح مسار الثورة والدولة منذ سبتمبر 1962 وأكتوبر 1963 .. ماذا سيقول هؤلاء وهيئتهم الشرعية عندما يتعلق أصحاب الحقوق برقابهم أمام الله يوم القيامة مطالبين بحقوقوهم؟ هل سيقولون أقمنا لهم مهرجانات للتصالح والتسامح ؟ هل سيقولون أخضعناهم بمواعظ عبود الخواجة وبيانات البيض وتشنجات باعوم وتخبطات علي ناصر والعطاس وتلونات الجفري؟
وهناك مقولة يرددها بعض كتاب وأعلاميي الحراك عن أن الذي حدث في 22 مايو 1990 هو إعلان للوحدة وليس الوحدة .. وهؤلاء يعتقدون أن هذه المقولة ذكية وأنهم كذلك لكن الحقيقة أنهم وتلك المقولة عكس الذكاء تماما.. والسبب أن الإعلان عن الشيء يكون بعد وقوعه ويكون لإشهاره ولكن الذكاء الزائد يتحول إلى عكسه خصوصا عندما تكون الأهواء وثقافة الكراهية وتزييف الحقائق هي من يحركه وليس الدين والأخلاق العقل والمنطق واللغة..
وهناك من شباب الثورة ودعاة الحوار من يشعرون بالانسحاق عندما يكون الواحد منهم في لقاء إعلامي مع أحد ناشطي الحراك ثم يهاجمه الحراكي بتهمة عدم الاهتمام بالجنوب والجنوبيين قبل الثورة وبعدها.. وتجد صاحبنا يحاول أن يبرر أو يوضح وقد أسقط في يده والحقيقة غير ذلك لكن السبب أن الكثير من هؤلاء لم يشتغلوا بالاهتمام السياسي إلا بعد ثورة فبراير.. الحقيقة أن اللقاء المشترك وتكتلات المستقلين والكتاب والمدونين والناشطين الحقوقيين كانوا هم الصوت العالي المدافع عن القضية الجنوبية منذ عشر سنوات على الأقل وشاركوهم في أنشطة المتقاعدين في البداية والسبب أن االجميع ظن أن حل القضية اليمنية ككل يبدأ من حل القضية الجنوبية ..واشترك الجميع في تنظيم احتفالات الثورة والاستقلال في نفس الوقت الذي كان النظام يحتفل في ملعب 22 مايو في عدن ..ولعلنا نتذكر الخطب والكلمات التي ألقاها ناشطو المشترك وغيرهم في الضالع وغيرها بمناسبات عدة من بينهم توكل كرمان .. ثم فوجئ الجميع وعلى رأسهم متقاعدو جيش اليمن الديمقراطية من المحافظات الشمالية بمن يقصيهم من زملاء الهم والنضال ويتحدث عن الجنوب العربي والجنوبيين دونهم ..ثم تحول هذا الأقصاء إلى عداء مبطن ومعلن لعل أبرز مظاهره هتاف باعوم ضد المشترك والإصلاح في وجود قيادات المشترك التي كانت تقيم له مهرجانا بمناسبة نجاحها في التفاوض للإفراج عنه .. ثم كان مهاجمة ناشطو الحراك مهرجانات المشترك في الضالع وردفان وعدن برعاية إعلام النظام المخلوع واحتفائه بذلك ..ثم الاعتداء على المواطنين الشماليين وعلى سياراتهم وممتلكاتهم بالعنف اللفظي والفعلي الذي وصل إلى القتل ..وخلال ذلك كانت الدعوة للانفصال تتزايد ثم ظهر البيض من مرقده داعيا لفك الارتباط مع اقراره أن الحوار ممكن إذا خرج المخلوع من الحكم .. وأصبح نضال المشترك نحو بناء دولة تتساوى فيها الحقوق وتحل فيها كل القضايا وعلى رأسها قضية الجنوب يسير في اتجاه آخر غير اتجاه نظام المخلوع ببقاء الدولة كما هي واتجاه الحراك نحو الانفصال .. واصبح تكتل المشترك عامة وحزب الإصلاح خاصة عدوا مشتركا للطرفين وللطرف الثالث الذي نمى وترعرع في صعدة ..وقامت ثورة فبراير وكان أول مطلب للثوار حل القضية العادلة للجنوب حلا عادلا وشاملا لكن إخواننا في الحراك وخصوصا من أصبح يعيش ويقتات على مسألة القضية الجنوبية عطلوا ومازالوا يعطلون إي إمكانية لتصحيح الوضع وحملوا إخوانهم خطايا نظام كانوا جميعا مسحوقين تحته ومن قبله كانوا أيضا مسحوقين مدمرين وأمل الجميع بعد الله تعالى في مستقبل أفضل بدون نظام ظلمهم وبدون من سبقوه أيضا.. واستمرت هذه القيادات في الكذب والتحريض وتزييف التاريخ القديم والحديث والمعاصر في سبيل عودتها للسلطة والكرسي ولو على جماجم ودماء وأحلام الأبرياء والمظلومين.. وكان الاستعداد لدى تلك القيادات أن تلجأ إلى الشيطان لتحقيق مآربها وقد وجدته في إيران وفي هذا الذي أخافته الثورات العربية .. فكان الدفع بسخاء لكن السؤال لماذا من دفع يدفع ؟هل تتوقع أن من يدفع الآن سيدفع دون مآرب أخرى؟ وهل تعتقد أنك إذا لم تستجب لتلك المآرب لن يدفع لغيرك ليزعزع مشروعك .
للجواب عن السؤال لماذا يدفع من دفع .إن من أخافته الثورات العربية سيعمل على تشويهها وحجب صورتها الطيبة وسيربطها بالفشل والفوضى.. وسيعمل على بث الفرقة بين منتسبيها وشيطنتهم مجموعة مجموعة .. وهو الآن يبدأ بالإسلاميين لأنهم الأكثر تنظيما والأثبت قدما في الساحة ثم سينتقل لبقية إخوانهم حتى ينشر الذعر في أنفس مواطنيه من فكرة الثورة أو حتى المطالبة بالإصلاحات البسيطة المشروعة.
أما إيران فهدفها الأساس نشر المذهب الشيعي ولذلك تحاول أن تتغلغل في الدول السنية وتحاصرها.. ووجود من تشتريهم في اليمن جنوبا وشمالا تحقيق للوسيلتين فهي تتغلغل في اليمن السنية وتحاصر السعودية معقل السنة ثم تنتشر عن طريق اليمن إلى القرن الأفريقي ومن خلاله إلى أفريقيا كلها وسنسمع قريبا عن محاولات إيرانية لعمل مراكز شيعية في جيبوتي والصومال كما نجحت في أريتريا و كينيا وأثيوبيا وأوغندا.. ولذلك فإن أهداف إيران الأولى تتمثل في إيجاد نهاية للقضية في اليمن بإحدى النهايات التالية : بقاء الأوضاع بهذا الشكل مع بعض الاصلاحات الطفيفة.. أو حدوث الانفصال وتكوين فصائل قوية مدعومة من إيران في الجنوب والشمال تساعد على نشر المذهب وزعزعة أمن المنطقة.. أوأخيرا دولة اتحادية هشة يتحقق من خلالها ما يتحقق عند الانفصال .
ولذلك أيضا فإن العدو الأول لهذا المشروع الغير وطني هو تكتل المشترك والثوار والعدو الأول للمشروع الشيعي هو حزب الإصلاح والسلفيين بجميع توجهاتهم.. لذلك يكون العمل على شيطنة الإصلاح والسلفيين من ناحية ومن ناحية أخرى شراء الذمم هنا وهناك واستغلال حاجة الناس وجشع بعضهم للوصول لتلك الغايات .. فهل فيكم يامن تستخدمون لطعن الأمة رجل رشيد مدرك.. هل يدرك قادة الإشتراكي المبررون للعدوان والاعتداء بشكل مريب ذلك ؟؟ هل يدركون هذا الخطر الذي سيأكل الأخضر واليابس ولن يترك أحدا إلا اصابه؟؟
أخيرا أقول لقد أخبرنا رسول عن عمر الفرد من أمته بين الستين والسبعين ولكن القدر لا يؤجل ولا يقدم إذا جاء فقد يموت المسلم أكبر من ذلك أو أصغر .. ولكن بعد أن يتجاوز المرء الستين ثم السبعين ما الذي يريده من الحياة ؟؟ المغفرة والرحمة والموت على طاعة وتطهير الذنوب وطلب الصفح من أصحاب الحقوق . وليس خلق الفتن وبث روح الفرقة والعنف والعدوان بين الناس.. يا علي صالح وعلي سالم وعلي ناصر وحيدر العطاس وعلي محسن والجفري ..يا كل من تقرأ كلامي هذا هل هناك من فرصة لتجني الحب والخير ولا تجني المرارة و الندم؟؟ أنت يامن قرر أن يرد علي أو على غيري برد سيء أو يستمر في الصراخ والعويل والشتائم والسباب بالمقالات وعلى الفضائيات وعلى المواقع الاجتماعية داعيا للعنف محرضا على الكذب والتضليل والظلم والتزوير هل تعلم قوله تعالى:(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) الآية 18 سورة ق..
وقوله صلى الله عليه وسلم :( من كانَ يؤمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخِرِ فلا يؤذِ جارَه ، ومن كانَ يؤمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضيفَه ، ومن كانَ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ ) رواه البخاري .. وقوله صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالا ، يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم) رواه البخاري
وهذه مهمتك أيها المواطن العاجز أن لا تبق عاجزا وأن تكن من أصحاب القدرة على الفهم والتفريق بين الغث والسمين وأن تحكم على ما يقوله الجميع لتقرر أي السبل تسلك وأي الطرق تختار لمستقبلك ومستقبل أولادك .. الحوار مهما كانت نتائجه أم العنف والظلم والسباب والشتائم والاعتداء على الحرمات ..
لقد ارتكبت من الجرائم تحت مسمى القضية الجنوبية وقضية صعدة ما تقترب جرما من جرائم قتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين وبقية المبشرين بالجنة والحسين وعبدالله بن الزبير وغيرهم من صحابة رسول الله.. ولقد ارتكب من التزييف والكذب وإلصاق التهم بالآخرين ما لا يقل كثيراعن كل حادثة إفك وقع فيها الافتراء والكذب والتزوير منذ حادثة الإفك الأولى في حق زوج رسول الله أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما واتهام الصحابة بتغير وصية رسول الله في الخلافة وغيرها حتى الآن.. ولقد وصل هؤلاء من الخبث والعمل على تمزيق الأمة ما وصل له ابن أَبي في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فعله ابن العلقمي وكل بائع لنفسه وقومه وربما دينه منذ فجر التاريخ..
فهل يمكن أن نسعى جميعنا لترك جراحات الماضي جانبا والجلوس على طاولات الحوار من أجل هذا الشعب وتلك الأمة بروح منفتحة وعقل متفهم وقلب واع ومحب ونية صافية تكون هجرتها إلى الله ورسوله وترك ما سوى ذلك؟؟
اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد.