حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
قبل فترة ليست بالبعيدة وبالتحديد يوم الخميس الموافق 7/12/2006 وصل إلى العاصمة البريطانية فريق تحقيق إسرائيلي على أعلى مستوى لمساعدة أجهزة الأمن البريطانية في الكشف عن ملابسات تسمم ضابط المخابرات الروسية الأسبق ألكسندر ليتفينينكو وفي حقيقة الأمر للتغطية على تورط إسرائيل و سفيرها في غزة في تسميم عرفات.
كان هذا الأمر ليكون طبيعياً لولا ظهور أحد أسماء الإسرائيليين في محاضر التحقيق وهو الملياردير اليهودي ليونيد نيفزلين وهو معروف كواحد من أكبر تجار السلاح في العالم وكأحد أكبر المساهمين في شركة النفط يوكوس و التي تم سجن مديرها اليهودي خودوركوفسكي على قضية إختلاس وتهرب من الضرائب و آخرون من إدارة تلك الشركة لكونهم مارسوا التصفية الجسدية لمنافسيهم.
وننتقل هنا إلى المشهد الفلسطيني في تلك الحلقة وهو أن ليونيد نيفزلين هو شخصية مقربة لشاؤول موفاز صديق محمد دحلان الوفي.
قبل إغتيال عرفات بفترة كان محمد دحلان قد غادر إلى بريطانيا كما علمنا للدراسة أو ما شابه و لكن في حقيقة الأمر كان دحلان قد غادر في مهمة من نوع خاص وهي التحضير لعملية إغتيال عرفات و لكي يحصل على مادة البولونيوم و التي كانت بحوزة ليتفينينكو في لندن بتنسيق وتدبير من قبل تاجر السلاح ليونيد نيفزلين.
المشكلة في مادة البولونيوم أن العمر النصفي لها كمادة مشعة و سامة قصير جدا و هو حوالي 134 يوما تقريبا و الجرعة السامة الكافية لقتل أي إنسان هي واحد على مليون من الجرام بمعني لو قمنا بتقسيم حبة الإسبرين لخمسمائة ألف مرة فيكون هذا الجزء كافي لقتل أي إنسان و تظهر أعراض التسمم بعد أسبوع تقريبا أما في حالة تسمم ليتفينينكو فقد تجرع واحد على عشرة من الجرام .
لذلك إستخدام هذا السم في عمليات الإغتيال يحتاج لتدريب كي لا يصاب منفذ المهمة ولئلا تظهر عليه أعراض الإشعاع و يتم كشف أمره من جهة و لوجوي إتباع القواعد التقنية في حفظ و إستخدام تلك المادة من جهة أخرى يتطلب كل هذا الوقت من الدراسة للسيد دحلان في لندن.
كانت تلك النقطة الأولى و أما النقطة الثانية فهي ظهور أعراض التسمم على الرئيس عرفات قبل إنتهاء العمر النصفي لمادة البولونيوم في حال لو أن دحلان تسلمها أثناء مهمته في لندن ،وتكمن خطورة البولونيوم تكمن في صعوبة كشفه على الحواجز الأمنية في المطارات والمراكز الحدودية لأن مصدر الإشعاع يجب أن يكون على مسافة لا تزيد عن 2سنتيمتر من جهاز كشف المواد المشعة لتتمكن من التقاط إشعاعاته .
النقطة الثالثة وهي تلك العلاقة التي تربط ليتفينينكو وبيريزوفسكي ونيفزلين وشاؤول موفاز ومحمد دحلان وغرف العمليات المطلوبة في لندن وتل أبيب وحقيقة لماذا تحسب الحكومة المصرية لدحلان ألف حساب دون مبالغة ولماذا يمتلك كل هذا الحب والود له من قبل الثلاثي الإسرائيلي الأمريكي البريطاني.
وهنا أود أن أعرض ملاحظة للقارئ...
أولا أعراض التسمم بمادة البولونيوم لا تكاد معروفة إلا في روسيا ، أمريكا، وبريطانيا.
إذ أنه لم يتسمم أحد بتلك المادة سوى مدام كوري الحائزة على جائزة نوبل لدراسة المواد المشعة و زوجها و كذلك تسمم إبنتيها بتلك المادة وهذا حصل منذ أكثر من قرن .. إذا أن أعراض التسمم بمادة البولونيوم لا تكاد معروفة إلا لنطاق ضيق جداً.
ففي حالة الرئيس عرفات يعتقد أنه تم تسميمه بجرعة الواحد على المليون من البولونيوم و أجهزة الكشف عن الإشعاع لا تستطيع كشف النشاط الإشعاعي لتلك الكمية إلا في حالة الإقتراب الشديد من تلك المادة .. وقبل أن ينتهي العمر النصفي للمادة.
و أما عملية وضع تابوت عرفات في قالب من الباطون وذلك لتسهيل عملية نقل ضريحه إلى القدس ودفنه فيها حسبما أوصى.. فتلك حيلة لا تنطلي على الخبراء في علم الجريمة و النشاط الإشعاعي... وإنما جاء ذلك تخوفا أن يشك أحد بأمر تسميم عرفات بمواد مشعة وحال إقتراب أحد من جثمانه بكاشف النشاط الإشعاعي يكتشف الحقيقة.. و كما هو معروف للجميع بأن الباطون يعزل لدرجة النشاط الإشعاعي كما تبنى المفاعلات النووية بعوازل خرسانية ضخمة.
وحول تلك النقطة سوف أعرض في نهاية الموضوع معلومات علمية بحتة لتكون الصورة أكثر وضوحاً للقارئ.
المدعو نيفزيلين هو مطلوب لروسيا و متهم بمحاولة إغتيال لبوتين وكذلك إعترف نفزلين في مقابلة مع صحيفة ألمانية بأنه إلتقى مع ليتفينينكو في بريطانيا و الأعجب من ذلك أنه في شهر سبتمبر 2004 و هي فترة تسمم عرفات توفي أقرب الأصدقاء للرئيس االروسي بوتين رجل الأعمال المعروف و مدير مؤسسة بالتيك -إسكورت رامان تسيبوف نتيجة تسمم لم يتم معرفة أسبابه آنذاك و أعراض تسممه شبيهة بتلك التي ظهرت على ليتفينينكو وعرفات.
وهنا أود أن نستذكر معاً بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي صدر بعد إجتماع المجلس الأمني المصغر بتاريخ 14/07/ 2004 وتم الإعلان فيه عن أن إسرائيل تستعد لوفاة عرفات ويشارك في هذا الإستعداد عدة وزارات إسرائيلية وصدر هذا البيان قبل شهرين من تسمم عرفات تقريبا و في الوقت الذي تم إعطاء الضوء الأخضر لعملية التسميم.
إن لفت الأنظار إلى تلك الزاوية و موضوع البولونيوم هي بحد ذاته و حتى بدون عرض الإثباتات هي حقيقة يستطيع كل قارئ لو اجتهد أن يربط التواريخ و المقابلات و الأحداث و يصل إلى تلك التفاصيل ولكن لم يبحث أحد من قبل في هذا الإتجاه.
ونعود لشخصية نفزلين لنستوضح مفتاح هذا اللغز أكثر.
نفزيلين وكما هو معروف مطلوب للعدالة الروسية، ولم يكن قد حصل على الجنسية الإسرائيلية بعد، وكانت إسرائيل ستسلمه للسلطات الروسية، لولا حصوله على الجنسية الإسرائيلية قبل الفترة القانونية المطلوبة.
وشب خلاف في الكنيست الإسرائيلي على التجاوز القانوني في منح نفزلين الجنسية الإسرائيلية. وتم إخراس النائبة في الكنيست من حزب العمل كوليت آفيتال.. التي طالبت في إحدى جلسات الكنيست إيضاحات حول ملابسات تسريع حصول ليونيد نفزيلين على جواز السفر الإسرائيلي - داركون.
وحسب معلومات من مقرب للمحامي الإسرائيلي الشهير أرنون بيريلمان بأن شارانسكي قدم مساعدة لنفزلين وقام بتقديمه إلى شارون بأنه هو من سيساعدنا في التخلص من عرفات ولكن يجب أن نساعده بألا يقع في قبضة الروس ونمنحه الجنسية وفي ليلة وضحاها إنقلب رأي شارون حول نفزلين من شخص مشبوه إلى سياسي ووطنى وبعد تسميم عرفات أصبح أقرب الأصدقاء لعمري شارون..
وكان في تلك الإتفاقية أن تتم إدارة موضوع تسميم عرفات من خارج إسرائيل و بمشاركة أطراف فلسطينية .
وهنا في إحى إجتماعات شاؤول موفاز مع محمد دحلان تم تغيير مكان اللقاء إلى هرتسيليا بيتواخ..
في هرتسيليا بيتواخ يمتلك نفزلين فيلا ثمنها 4 مليون دولار وكان هذا اللقاء بمثابة الخطوة الأولى لتحقيق حلم شارون في التخلص من الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
سيقول بعض القراء وما علاقة دحلان بالموضوع فهو كان بعيداً عن عرفات نظراً لتأزم العلاقة بينهما وهنا أود أن ألفت إنتباه القارئ إلى أن الرئيس ياسر عرفات التقى مع دحلان للمصالحة ، منذ يوم الإثنين 07-07-1425هـ الموافق 23-08-2004م لغاية يوم الأربعاء الموافق 25-08-2004 م ثلاث مرات وتم تسميمه على الأرجح في يوم الثلاثاء وفي اليوم الذي تلاه تبنى المجلس التشريعي الفلسطيني توصية بالدعوة إلى تشكيل حكومة فلسطينية قادرة على تحقيق برامج الإصلاح التي اقرها المجلس التشريعي وتحدث بشأنها الرئيس ياسر عرفات حيث بدأت فيما بعد ظهور أعراض التسمم على الرئيس.
بعد وصول فريق تحقيق إسكوتلانديارد إلى موسكو للبحث في ملابسات ضابط المخابرات الروسية الأسبق ليتفينينكو ولإستجواب بعض الشخصيات الروسية التي إلتقت معه قبل تسممه.. بدأت ـ تتكشف خيوط كثيرة ولجريمتي قتل منها تسميم رومان تسيبوف صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتسميم عرفات وذلك بعد التأكد من ضلوع نفزلين بشكل أو بآخر في تلك الجرائم .. ما أن علمت أجهزة الأمن الإسرائيلية بتغير مسار التحقيق حتى سارع فريق إسرائيلي بالسفر إلى لندن يوم الخميس الموافق 7/12/2006 ليتباحث مع الإستخبارات البريطانية والمعروفة بــ (إم آي 6) والتي كانت بدورها قد وجهت الدعوة لدحلان لتلقي الدورة في بريطانيا وإستجاب لها وأعلن أنه سافر للدراسة .. وعندما أحست إسرائلل بأن الروس و البريطانيين كشفوا حقيقة تسميم عرفات وأن هناك أدلة تشير لضلوعها في قتل عرفات من خلال نفزلين ودحلان.. سارعت بعقد صفقة مع الروس من خلال البريطانيين وتم التوصل لإتفاق مبدئي وهو تسليم نفزلين للسلطات الروسية وبالمقابل السماح لأربعة مواطنين إسرائيليين يقبعون في السجون الروسية بأن يمضوا محكوميتهم في السجون الإسرائيلية والمعروف بأن بوتين مستعد لعمل أي شيء للقبض على نفزلين .
من هنا نصل إلى عدة حائق :
الحقيقة الأولى : تسميم عرفات تم بأمر من شارون شخصياً والتواطيء الأمريكي (و كما أكده الكاتب الفرنسي اوري دان في كتابه شارون).
الحقيقة الثانية: وهي أن تسميم عرفات تم بمادة البولونيوم نظراً للأعراض والحقائق التي عرضناها أعلاه.
الحقيقة الثالثة : وهي أن التنفيذ تم من قبل الحالم بالسلطة المدعو محمد دحلان.
أضيف إليكم هنا بعض المعلومات عن المواد المشعة لأن البعض سوف يجد الإجابة عن إستفسارات قد تكون مهمة:
كي نخفض أشعة غاما إلى العشر (طاقتها 2 مليون اليكترون فولت)، فإنه يلزم سُمْك 48 سم من الماء أو 25 سم من الباطون المسلح، او 6.7 سم من الحديد، أو 4.3 سم من الرصاص.
بينما يمكن 1سم من الالومنيوم إيقاف جمع البروتونات والالكترونات المنطلقة من العناصر المشعة.إن ضرر أشعة غاما هو أقل ضرراً من النيوترونات بـ 50 مرة.
وعندما نتحدث عن البلوتونيوم وهو الأقل إشعاعاً من اليورانيوم وعن كمية من المادة (التي تسمم بها الرئيس) وقدرها لا يتجاوز واحد على مليون من الجرام فأعتقد أننا نفهم ماذا يعني ذلك.
أما عن الإصابة بالإشعاع:
فان تأثير الإشعاعات يرتبط كثيراً بالعمر وبصحة المريض. تكون الأشعة أكثر خطورة على الخلايا حديثة التكوين، وتشكل خطورة أكبر على المرأة في فترة المراهقة، كما ان بعض أجزاء الجسم أكثر حساسية تجاه الأشعة من غيرها مثل: الخلايا العصبية، خلال الأمعاء، الكلية، الدم، الأعضاء التناسلية، الكبد، المورثات...الخ.
إن خطورة الإشعاعات تكمن بأنها تدخل إلى داخل نواة الخلية الحية فتدمر كامل محتوياتها ولاسيما السجل الوراثي ( DNA ) وبالتالي تصبح الخلية مخبولة ولا تستطيع أن تنقسم إلى خلايا جديدة يمكن أن تقوم بوظائفها، والخطورة الكبرى على خلايا الدم الحمراء التي لا تحتوي على نواة وبالتالي عندما تموت لا يمكن أن تتجدد، والأخطر من ذلك إذا أصابت الأشعة مراكز توليد الكريات الحمراء في الطحال أو النخاع العظمي. كما أن خلايا الأعصاب ليست بطبيعتها قادرة على الانقسام، مما تسبب خطورة كبيرة عليها، أما الخلايا البيضاء فإنها عندما تُصاب تفقد الإنسان المناعة ويصبح الإنسان أشبه بمريض الايدز لا يستطيع أن يقاوم الجراثيم.
يصعب اكتشاف الأشعة فهي بلا لون ولا رائحة ولا طعم ولا يستطيع الإنسان أن يتعرف عليها باللمس، برغم ذلك فإن بعض الناس يشعرون بوخز عندما يصل مستوى الأشعة إلى 10 راد فوق الجلد.
تدخل أغلب الأشعة إلى جسم الإنسان عن طريق الفم والتنفس وصعب عليها الدخول عبر الجلد.
إن من أهم عوارض الأشعة العالية المستوى على الإنسان هي : الغثيان - القيء - النزيف الدموي - الإسهال - فقر الدم - فقدان الذاكرة - نقص الوزن - فقدان الشهية على الطعام - خوار القوى - ابيضاض الشعر - ضعف البصر - الشيخوخة المبكرة - ضعف القدرات الجنسية - احمرار الجلد .. الخ.
جرت دراسات واختبارات عديدة في العالم على تأثير الجرعات الإشعاعية على مختلف الكائنات ووضع لذلك معايير ومصطلحات مثل ( LD-50 ) تعني الجرعة من الأشعة التي تؤدي إلى موت 50% من الموضوعين تحت الاختبار والمعرضين للأشعة، كما وضع المصطلح ( LD_50/30 ) الذي يعني الجرعة الإشعاعية اللازمة التي تؤدي إلى موت 50% من الكائنات الموضوعة تحت الاختبار خلال 30 يوما.