تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية
من قوانين الله في كونه وخلقه التطور، فكونه ومخلوقاته تتحول وتتبدل وتتطور باتجاه هلاكها فالأشياء الحية تتطور وتنتهي بهلاك الموت وهكذا هلكت الحضارات والأمم السابقة والغير حية تنتهي بهلاك التغير بالشكل، حتى لا يبقى غير الله وذلك قانون صراع الوجود.
الدلائل كثيرة ومتعددة على أن منطقتنا اليوم تواجه تحولات عميقة ومؤثرة، إنها أشبه بالزلزال الذي يُخفي ويستبدل مدن ودول وقارات وكذلك فعل هذه التحولات على مستوى الأفكار والسياسات، تلك هي طبيعة التحولات التي تعصف بالمنطقة.
هي إذا تحولات عاصفة مفاجيئة عصفت بمسلمات كانت بحد اليقين، والأمة في خدرها وغيبة وعيها وبعدها عن الفعل والفاعلية الحضارية تفاجئت ببوادر الزلزال في ثورات الربيع العربي التي استلهمت معانات الناس واحباطهم خاصة فيئة الشباب التي اندفعت لتعبر عن عمق ومرارة المعاناة والإحباط وغيبة المستقبل، على أمل تحقيق أحلامها غير أن المتحكمين بالمسار كانت لهم مخططاتهم وأهدافهم فوجد الشباب -الذين صنعوا الحدث- أنفسهم خارج الحدث وفعله وتطوره.
الأمة لم تستفد من تجارب التاريخ لأنها لا تقرأ تاريخها ولا قرأنها الذي هجرته وما أقرب تجاربها ومآسيها من الثورة العربية الكبرى مروراً بنكبة فلسطين وثورات التحرر العربي وهزيمة 67 وفشل كل المشاريع العربية بمختلف شعاراتها وتوجهاتها.
هنا يبرز سؤال حتمي بحتمية التحولات لماذا فشلت الأمة؟ والإجابة عليه تتطلب تشخيص حالة الأمة حيث نجد أن هذه التحولات العاصفة هي نتيجة حتمية لغياب الإصلاح الحقيقي الناتج عن غياب في الفهم والوعي بأن الإصلاح الثقافي هو الأساس والمؤسس للإصلاح السياسي، وتلك سنة الله مع أنبيائه ورسله إذ يبدأ الإصلاح بتغيير وعي الناس من خلال تصحيح الوعي المغلوط بميراث "الأبائية" لتستقبل العقول مفاهيم الإصلاح وتلك سنة التطور.
فقد تعددت نظريات وشعارات الإصلاح السياسي في المنطقة من اليساريين الماركسيين والقوميين والإسلاميين ودخلت المنطقة في ثورات وحروب وانقلابات كلها ترفع شعار الإصلاح والتغيير السياسي خدمة للشعوب والأوطان وكانت نكبة ووبالاً على شعوبها وأوطانها.
ودفعت الشعوب والأوطان ثمن صراع التحولات بين الحالمين بالتغيير والإصلاح والمتحكمين بمساراته وتوجهاته، واكتشف الجميع أنهم أدوات بيد المتحكمين بالمسار والتوجه.
تلك هي الإشكالية التي أوصلتنا الى الأفق المسدود، إذ لا إصلاح سياسي بدون إصلاح ثقافي لكل المسار المغلوط ومتسلحاً بالوعي بمسارات التغيير والإصلاح ومعرفة حقيقية بأن تكون حالم بالتغيير أم متحكماً به.
وهاهو التاريخ يعيد دورته وهاهو التاريخ يعيد نفسه في دوراته المتعاقبة ومساراته نحو التطور واستكمال الأرض لزخرفها وزينتها وها نحن ندخل دورة جديدة من دورات عبر التاريخ المتعاقبة فهل سيكون موقعنا ضمن المتحكمين في مسار التغيير أم سنضل كما كنا حالمين بالتغيير وشتان بين الحلم والتحكم.