آخر الاخبار

مستشار وزير الشباب والرياضة يدشن المسابقة الثقافية الرمضانية بالمهرة الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة التداعيات الاقتصادية لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.. دراسة بحثية لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية من خلفه علم اليمن وصورة العليمي.. عيدروس الزبيدي يصدر توجيهات بشأن قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية تركيا تمنع مشاركة إسرائيل في المناورات السنوية لحلف الناتو مقتل وإصابة عدد من جنود الجيش الوطني في مواجهات مع الحوثيين في مأرب والجوف أول وكيل ذكاء اصطناعي حقيقي، زلزال صيني جديد إعلان ترامب يهز الأسواق.. والبيتكوين يمحو مكاسبه وسط تقلبات عنيفة بدا الرد الصيني ..رسوم الصين الانتقامية على سلع زراعية أميركية تدخل حيز التنفيذ

وأخيراً: اليمن منصة لصواريخ ودرون إيران 
بقلم/ دكتور/د: ياسين سعيد نعمان
نشر منذ: 5 سنوات و 8 أشهر و 25 يوماً
السبت 15 يونيو-حزيران 2019 12:00 م
 


هل كان باستطاعة الحوثيين أن يحولوا اليمن إلى منصة إيرانية لإطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة وطائرات الدرونز على ذلك النحو الذي باتت فيه إيران تستعرض قوتها بتهديد أمن المنطقة لو أن مواجهة مشروعها منذ اليوم الأول قد كسر في أهم حلقاته دون تردد أو حسابات من أي نوع؟ 
كم هي الفرص التي أهدرت لكسر هذا المشروع، كان آخرها التوقف عند آخر نقطة في المسيرة الطويلة التي انطلقت من ربوع عدن في الركن الجنوبي الغربي باتجاه بلاد الصبيحي والمخا وباب المندب حتى مشارف الحديدة لتشكل أهم حلقة في تطويق الانقلابيين، وأهم عنصر في معادلة الصراع والقوة. 
انتهت المسيرة التي اجتثت من أمامها، بتضحيات غالية، كل ركائز ومعسكرات والغام الانقلابيين وتجمعاتهم المليشاوية وعفنهم إلى النقطة التي سيظل التخلي عندها عن استكمال مشوار تطويق وكسر الانقلاب لغزاً محيراً، مهما فسر بضغوط دولية أو خلافه. 
لا شك أنه بحساب معادلة الصراع كان خطأً كبيراً، حيث تبين من النتائج التي تمخضت عنه أن التخلي عن عنصر القوة في المعادلة دون مقابل لا يمكن أن يكون أكثر من مجازفة ورهان على المجهول.. وهذا ما تفسره النتائج حتى اليوم. 
امتص الحوثيون ومعهم الإيرانيون هجوم الساحل الغربي بمساعدة المجتمع الدولي، وأخذوا يناورون بعملية السلام التي لم يؤسس لها مركز ثقل على الأرض يجعلهم مضغوطين بعوامل قوية ومجبرين على النظر إلى السلام على أنه خيار لا يمكن تجاوزه بعد أن استخفوا به وانقلبوا عليه بقوة السلاح. 
كل ما في الأمر هو أن الحوثيين ومعهم ايران واصلوا انقلابهم على السلام دون أي اعتبار للمجتمع الدولي وصراخه بشأن الوضع الإنساني، فمنذ اتفاق استوكهولم إلى اليوم يمكن لأي مراقب أن يرصد الحقائق التالية: 
١- توقفت الحكومة اليمنية والتحالف عن العمليات العسكرية بصورة نهائية إلا حينما يتعلق الأمر بالعمليات الدفاعية أو ردود الأفعال على الاعتداءات التي يشنها الانقلابيون والحرس الثوري الإيراني بالصواريخ والدرونز وغيرها من الأسلحة والتفجيرات والألغام البحرية.
٢- أصبح الحوثيون هم الذين يهاجمون ويفتحون الجبهات العسكرية الداخلية كما حدث في حجور وإب الشرقية والضالع ومكيراس والبيضاء ومواصلة خرق وقف اطلاق النار في جبهة الحديدة في تحدٍ واضح للاتفاق، والقيام بهجمات مضادة في الجوف وصرواح واطلاق الصواريخ على مارب، وإرسال الدرونات إلى عدن وغيرها من المحافظات، ومواصلة حصار تعز ومحاولات تفجير ميناء المخاء، وإطلاق القذائف الصاروخية العشوائية على المدن التي يدحرون منها مثل قعطبة، والاستمرار في زرع الألغام الفردية على نطاق أصبحت معه مناطق كثيرة من اليمن مزارع ألغام منذرة بكوارث مستقبلية ضخمة. 
٣- أخذوا يطلقون الدرونز الإيرانية والصواريخ الباليستية والكروز على نحو متواصل وبكثافة على الأراضي السعودية منذ اتفاق ستوكهولم وعلى نحو لا يترك مجالاً لأي تعليل بأن هذه قدرات الحوثيين، فإيران أصبحت تتخذ من اليمن منصة لاستعراض قوتها وتهديد أمن المنطقة، ولا يهمها ما يصيب اليمن من دمار من جراء ذلك، وطالما أن الحوثيين يغطون هذه الأفعال الحمقاء بتحمل مسئوليتها نيابة عن النظام الإيراني، فلا شك أنها لن تتوقف وستبقى مرادفة للنزعة الاستباقية لدى إيران بإشعال المواجهات العسكرية في المنطقة من منصة مدمرة، بل ولا يهمها أن تدمر، هي اليمن. 
خلاصة الأمر هو أن كل الجهود لوقف الحرب وتحقيق السلام تصطدم بحقيقة أن الحوثيين ليسوا مؤهلين للحديث عن السلام طالما أن إيران تريد استمرار الحرب واستخدام اليمن كمنصة لتهديد أمن المنطقة.. والسؤال هو ألا يستطيع المجتمع الدولي أن يشاهد هذه الحقيقة بالعين المجردة والتي تتكون من شقين: طرف أوقف العمليات العسكرية، وآخر يواصل إشعال الحرب بأكثر من وسيلة وعلى أكثر من نطاق..؟ 
أما من جانب آخر، وهو الأهم، فيبقى السؤال المتعلق بماذا لو استمر الحوثيون ومن ورائهم إيران في إشعال الحرب لتدمير اليمن، هل ستظل استراتيجية المواجهة على هذا النحو الذي يتحقق معه التدمير ولا يتحقق معه التحرير !!!