أستحلفكم بالله لا تعكروا صفو فرحتنا !
بقلم/ محمود شرف الدين
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 11 يوماً
الإثنين 11 فبراير-شباط 2013 03:07 م

حري بنا أن نجعل من هذا اليوم العظيم  ونحن نحتفل فيه مناسبة نعيد فيه  ما تمزق من وحدة قوانا وصفوفنا  الثورية  ،وانطلاقة لمواصلة  تحقيق ما تبقى من أهداف ثورتنا المباركة ، لا أن نتمادى ونصر على اختلاق ذرائع وأوهام الفرقة  فبالتمزق لن نعجز عن إكمال ما تبقى لنا من أهداف فحسب ، بل سنفقد ما قد تحقق خلال عامين من عمر ثورة فبراير الخالدة.

إن الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة ليس مقصوراً على الإصلاح كما يحاول أن يفسره بعض من هم في داخل الإصلاح وبعض من هم في خارجه ؛بل هو عيد لكل قوى الثورة الشبابية الشعبية سنحتفل فيه جميعاً بثورة ساهم فيها الجميع وانطلقت شرارتها من تعز بخروج آلاف الشباب ليلاً دون توجيه أو تعميم من حزب أو جهة،ليعلنوها ثورة شبابية عارمة التحقت بها الأحزاب والقوى والفعاليات فكتب لها النصر بما تحقق وما سيتحقق مادمتم أيها الشباب باقون حراساً للوطن وثورته ومنجزاته.

استحلفكم بالله لا تحرمونا من الفرحة الجماعية بهذا اليوم ،الذي ننسى فيه اختلافاتنا الفرعية والثانوية لنلتقي على الأصل والثابت كما كان شأننا ونحن نثور وكلاً منا يذود بصدره الرصاص عن أخيه دون وهو لا يعرف إلى أي حزب ينتمي ولا إلى أي محافظة ثرنا متسلحين بالحب والأُخوّة فكيف لنا أن نفرح ونحن متفرقون متمزقون فئات وجماعات وأحزاب متشظية،ذاك ينسبه لحزبه وذاك يقلل من شأنه ويدعوا لمقاطعته ويسرد علينا الهموم ويغرقنا في بحر من الحزن والقلق لماذا هذا الغلو في جلد الذات وندب الفشل والانهيار وإشاعة روح الانهزام أيها الثوار ؟

إن الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه معني بالابتهاج في هذا اليوم (جنوبي و شمالي ، حزبي ومستقل ،حوثي وسني، زيدي وشافعي ) مهما كانت الظروف ،فمهما نكد علينا المتشائمون وهواة الحزن والتذمر الدائم ؛فان فرحنا لا حدود له بهذا اليوم العظيم الذي استراح فيه اليمن من أسوأ نظام عرفته البشرية نظام اسري جاهل مستبد ومتخلف،والله الذي لا اله غيره لولا هذه الثورة لظل رابضاً على صدورنا مائة عام وأكثر بجهله وتخلفه وفساده وفقره.

إنني احيي في هذا اليوم الخالد كل ثائر خرج في ليلة الحادي عشر من فبراير وما بعدها وظل صامدا ًحتى سقط نظام اجمع العالم على سوئه ،كما أترحم فيه على الشهداء المخلدون ،وأتباهى فيه بعظمة كل مصاب وجريح ، واعقد فيه الأمل عليكم جميعا أيها الشباب الصامدون؛ فبكم أنقذ الله اليمن من الهاوية وبكم سيُبنى مستقبله؛فلا تقللوا من شأنكم و دوركم ومن شأن ثورتكم المنتصرة بإذن الله .

فهيا لنفرح شباباً وأحزابا وجماعات وإفراد، نساء ورجال بعيد ثورتنا ونجعل منه فرصة للتوحد والمراجعة،والقضاء على المحاولات اليائسة لقوى الثورة المضادة في بث سموم الفرقة والانقسام ؛بغية إجهاض ما أنجزناه بدم الشهداء وانين الجرحى وهتافات الأبطال الأحياء في الساحات والحارات والميادين والأحياء.

من حق كل يمني أن يحتفل بهذا اليوم الأغر ، لان اليمن ولدت فيه من جديد و أشرقت فيه شمس المستقبل الجميل الوضاء،بعد أن انقشع الظلام فمهما كانت الظروف التي نعيشها؛فإن نسبتها لا تستحق أن تذكر ها أمام الســوء الذي كنا نعيشه قبل هذه الثورة، هذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر أو جاحد.

هل تذكرون أيها الشباب والشابات وأيها الأحزاب والنقابات؟؟ أن نظام المخلوع كان ينفق مئات المليارات ويحتفل بالأعياد السنوية بعروض وقصائد وأغانٍ ورقصات ونحن نعيش الظلم والفساد والفقر والاستبداد والقمع والنهب والسلب والقتل ،والاختلال يعم الدولة من أعلاها إلى أسفلها؛فكيف تنقمون منا وتنكرون علينا احتفالنا بهذا اليوم المجيد اليوم الذي يأتي في وقت نعيد فيه بناء وطننا ودولتنا،والكل يدلي فيه بدلوه بحرية بالغة دونما خوف من امن سياسي أو قومي يهتف بملء فيه من اجل الحرية والدولة المدنية القاسم الذي نلتف حوله جميعاً مهما كانت التوجهات والانتماءات،فاستحلفكم بالله أن لا تعكروا صفو فرحتنا.

إننا إذ نحتفل بهذا اليوم فإننا نحتفل بثورة سلمية أبهرت العالم بوسائلها الحضارية في الثورة وفي تخليدها فأفراحنا ليست باذخة ولا مصطنعة وبثورة حقيقة لا فارغة بها أسقطنا حكم العائلة الفاسدة ،نحن الشباب والأحزاب وكافة الفعاليات الجماهيرية والشعبية دون استثناء حتى البلاطجة لقد ساهموا بضراوة عدوانهم في استمرار اشتعال جذوة الثورة في نفوسنا حتى انزاح الظلام فلنحتفل ولتحتفل أيها الشعب الأبي المنتصر.