بسطة خضار تسترد حرية شعب
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 10 أيام
الأحد 16 يناير-كانون الثاني 2011 07:42 م

وأخيرا قال الشعب التونسي كلمته بعد 23 عاما من الظلم والطغيان والفساد والنهب المنظم وكتم الحريات ومصادرة الحقوق في تونس الخضراء من قبل النظام التونسي وأتباعه هاهو اليوم الشعب التونسي يسترد كرامته يثأر لحريته يقول كلمته أمام الملأ في العالم اجمع تبا لنظام الظلم والتسلط ونهب حقوق الآخرين وإلى مزبلة التأريخ ينادي بملأ فاه ( برع بن علي برع ) , وهو أعتى نظام قمع عربي يحكم بالقبضة الحديدة يقوم التونسيون اليوم بطرده في أحداث درماتكية مذهله حيرة العالم كله كانت بدايتها بسطة خضار رفض زبانية هذا النظام السماح لصاحبها بالحصول على مقسوم رزقه منها فأحرق نفسه احتجاجا على ذلك لتتحول إلى ثورة حرية وكرامة يطالب بها هذا الشعب المكبوت على مدار عقدين من الزمن .

الشعوب الحية والتواقة للحرية والديمقراطية والانفتاح السياسي وعلى وجه الخصوص الشعوب العربية تعاطفت كليا مع الشعب التونسي , وهتفت معه ( برع بن علي برع ) وهي لا تقصد نظام بن على فحسب وإنما تقصد كل نظام عربي يمارس أفعال النظام التونسي , بل وأدت الصلوات ودعت وتضرعت وابتهلت بكل أنواع الدعاء بالنصر للشعب التونسي وكان لها ما أرادت .

 الزعماء العرب تواروا عن الأنظار لم يتحدث منهم أحد انطبقت شفاههم على بعضها وارتجفت قلوبهم خوفا ولم يلفظوا ببنت شفاه لم يتحرك منهم احد لمؤازرة حليفهم وهو الذي فتح لهم أبواب عاصمته ليدربوا وزراء داخليتهم على قمع شعوبهم وكانوا يتعلمون منه كل فنون التعذيب وأساليب القمع والمطاردة الليلية باستثناء الموقف القطري الذي عبر عن احترامه لإرادة الشعب التونسي حتى ولو كان لغرض في نفس يعقوب إلا أنه يحترم وكذا موقف الجامعة العربية على استحيا 

وليحذر وينتبه الشعب التونسي من الصمت المريب للحكام العرب فهم بالطبع لن يقبلوا هذا الأمر فهم سيحركون كل أجهزتهم الإستخبارتية الداخلية منها والخارجية وسيستعينون بحلفائهم الأمريكان والغربيين لإجهاض هذا الانتصار ولخطف هذه الثورة التونسية لإيصالهم إلى حالة الترحم على نضام بن علي لكي لا تفكر شعوبهم بتكرار التجربة مرة أخرى.

إن الشعب التونسي اليوم أصبح مدرسة في الحرية والنضال وانتزاع الحقوق واسترداد الكرامة الإنسانية مثله مثل النضام المخلوع الذي كان مدرسة الأنظمة العربية في القمع , والاستبداد , والظلم , ونهب الحقوق وصدق الشاعر ألشابي عندما قال :

إذا الشعب يما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر 

وهنا ثمة أسئلة كثيرة نطرحها بين أيدي الزعماء العرب المستبدين ونحن نعرف إجابات هذه الأسئلة لماذا صمتم ولم تلفضو ببنت شفاه ؟ هل هو الخوف من شعوبكم ومن وقوعكم في نفس المصير الذي وقع فيه بن علي ؟ أم هو الإتعاض والعبرة ؟ لماذا لم نسمع رد فعلكم عن أحداث تونس كما سمعنا رد فعل باراك أوباما , وساركوزي , والمتحدث باسم الخارجية البريطانية ؟

إن واقع النظام التونسي ينطبق تماما مع واقع أغلب الأنظمه العربية من المحيط إلى الخليج من حيث الفساد , والظلم , والنهب , ومصادرة الحقوق وأن عائلة الطرابلسي توجد في أغلب الأنظمة العربية باختلاف الأسماء والمسميات , فهل وصلت الرسالة إلى الحكام العرب ؟ وهل آن الأوان إلى التخلص من تلك العائلات التي تنهب بأسم النضام وتفسد وتسرق وتصادر ممتلكات الناس بأسم النظام وبالاستقواء بالنظام ؟ وليفهم الحكام العرب أن الشعب التونسي لم يعبر عن نفسه فحسب بل عبر عن كل الشعوب العربية وما تعانيه وعدم الحالة التي يعيشونها.

إننا نحذر الحكام العرب من هذا التمادي فالشاب التونسي محمد البعزويزي الذي أحرق نفسه وكان شرارة الأنفجار جعل الآلاف من الشباب بل الملاين من الشباب العربي يفكرون بأن يكونوا محمد البعزوزي أخر في أوطانهم كي يدخلو التاريخ كما دخل هذا الشاب التونسي ليتخلصوا من البطالة والفقر والاضطهاد , ويخلصون أوطانهم من أنظمه القمع البوليسية.

إننا نعيش واقع مؤلم في كل الأقطار العربية على وجة الخصوص البلدان المسمى جمهوريات بحيث أصبح الناس قسمان لا ثالث لهما أو طبقتين الأولى وهي القلة القليلة والتي تعيش في ثراء فاحش ناتج عن مصادرة السلطة وثروة البلد والثانية وهي الفئة الغالبة والتي تعيش في فقر مدقع , في بؤس وحرمان , لا تمتلك ماتداوي بها مريضا أو تشبع به جائعا , وهذا الوضع هو ماسيجعل من السهل تكرارا لتجربة التونسية في أكثر من بلد عربي.