مندس رقم واحد..!
بقلم/ ماجد صالح الشعيبي
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 8 أيام
الخميس 19 مايو 2011 05:18 م

مالذي تبقى لنا داخل الساحات بعد هذه الفترة الطويلة التي مرت دون نتائج سواء الحوار.. ورفض الحوار!! كيف لنا الخروج منها مرفوعين الرأس أذا ما أرادت بعض القوى المتواجدة في الساحات سقوط علي صالح ، ; كيف لنا أن نبين لأسراء الشهداء أننا لازلنا نتذكر فلذات أكبادهم وهم يتسابقون على الشهادة وأننا على العهد باقون مهما طالت الأيام والشهور.

استبقنا الحدث كثيراً ورحنا نبحث عن الألقاب والتلميع الإعلامي قبل سقوط النظام موزعين الألقاب " مناضل ، ثائر ، حر " ونسينا من راحوا ضحيةً غبائنا في الاستمرار في مضغ القات داخل الساحة مرددين " حيا بهم ، حيا بهم " محولين ثورتنا إلى أذاعه مدرسية تكتفي بالتنديد والترهيب والوعيد .

لماذا تحولت ثورتنا من باحثة لإسقاط النظام! إلى باحثة عن الدعم المادي من أجل تمويل بعض الأنشطة ؟ المعمول بها في الساحة وذلك لضمان المقعد بُعيد تحقيق أهداف الثورة.

ثورة شبابية! لماذا نصر نحن الشباب على الكذب طويلاً ! بعد تحولها إلى ثورة شبابية بشعر أبيض وخطوط حمراء لماذا نصر أننا من يقود الثورة والحقيقة أنها تقاد من خارج الساحة، لماذا يزعجنا أسم الأحزاب مع أنهم جزء كبير في هذه الثورة الشعبية .

لماذا كُذب علينا أن جيش علي محسن العظيم جاء ليحمينا في الوقت الذي هو غير قادر على حماية نفسة ، بسب عدم وجود أومر صريحة له بذلك ، قيدنا بحراسته لنا ، ولثورتنا في اللحظة التي خرجنا كاسرين كل القيود متعطشين للحرية التي لا يحدها حواجز أو لجان أمنية ، كيف تناسينا أننا أحرار ولسنا مجرد أغنام تخاف على أنفسها من الذئب .

صلينا مراراً ودعينا كبارا وسعينا وسبحنا بالأسحار وجمعنا بين الأيدي وخطينا خطوة إلى الأمام وتراجعنا ألف خطوه للوراء، أكتفينا قاعدين بحسبنا الله ونعم الوكيل ولم نعمل بالأسباب، دعينا الله أن يهلك ويدمر ويشتت ،ويفرق ،ويمزق ، وأن ينزل أشد العذاب بعبداً من عباد ولم نسأل لما لم يستجاب لنا .

لو أصدقنا أنفسنا القـول لماذا نسمع بكثرة الحديث عن سيطرة الإصلاح للمنصة؟ ولماذا تظهر توكل كرمان في اللحظات التي يخطئ فيها المشترك؟ولماذا تراجع الرئيس عن تلك التنازلات التي قدمها بداية الثورة ؟ ولماذا لم يتزلزل عرشه بعد دفع ضريبة قدرها المئات من الشهداء ؟ وكيف يزداد قوة ووحشية بكل خطبة يلقيها بميدان السبعين ؟.

صرنا نتسابق على اصدر البيانات الثورية كمن يتسابق على الماء في الصحراء القاحلة ، وتحولت ثورتنا من العمل في الميدان إلى العمل فوق الكيبورد وخولنا لأنفسنا صفة الممثلين الوحيدون للثورة دون ما مراعاه لباقي الأطياف ، شكلنا اللجنة المستقلة والمنسقية العليا للثورة باسم الشباب ولكن بوصاية حزبية بحته .

أنت مندس ، خائن ، مدعوم من قبل أبن الرئيس ، مشروعك إجهاض ثوره ، مصطلحات كثيرة كهذه وأجهت الكثير منا في حالة انتقاده لأمر ما ، تحول بنا الأمر إلى مفتين للثورة بل وسمحنا لأنفسنا بالتعدي على الغير وتلفيق التهم حولة كي يتم أحراقه وأحراق كل ما يقوم به ، فقط لكونه ،مستقل الرأي ويطالب بمحاسبة كل المتواطئين مع النظام وكل من يتحاور معه.

كيف لأحمد علي ويحيى وطارق وباقي العائلة التسلل إلى الساحات وقيادة المسيرات المتجهة نحو رئاسة الوزراء والإذاعة، والتهيئة إلى للزحف نحو القصر ، كذلك نصب الخيام والإعلان عن حركات جديدة هدفها أسقاط الرئيس ، كيف لهم أن يقدمون دروساً في كيفية أسقاط والدهم ، عن طريق وصفة سحرية إلى يعرفها إلى من دعاهم لحضور الساحة ، كيف لي أن أصاب بكل هذا الجنون غير المنطقي وأتفوه بكلام قد يزعج المناضل الذي قضى أكثر من ثلاثة أشهر نام مخزن ، أكل ، شارب، داخل الخيمة .

يبدوا أننا تجاهلنا لماذا جمعنا النضال وتحول عملنا من إسقاط النظام إلى إسقاط من يحاول السيطرة على الساحة ومحاربته بكل الوسائل ، وشرعنا لأنفسنا التحدث باسم الشعب حتى سمعنا البعض ينادي بأعلى صوته " يا شعبي العظيم دمت بود " ليعاود بعيدها الحوار مع من يريد لمرتكب كل تلك الجرائم الخروج المشرف وضمان عدم محاكمة هو وأسرته بعد رحيلة .

كيف لنا أن نوضح للعالم أن ثورتنا لن تنتهي عند سقوط علي صالح ، في اللحظة التي يحاول هو أسقاطنا وترحيلنا من الساحات ، مكتفين نحن بإسقاطه هو وزمرته بالرسومات والشعارات الحماسية وبتشكيل الحركات والمنسقيات والمجالس داخل الساحات وحسب .

لماذا تحول المجرم إلى مناضل جسور وتحول الثائر إلى مندس يحاول شق الصف ، كيف تبدلت المعاني وتغيرت القيم في ثورة تحاول تغيير كل شي فقط بالخطابات والبيانات الثورية .

"قفلــــه "

يكفينا للحظة واحدة تذكر تلك الأوجه التي راحت بغمضة عين تلك الأطفال المغدور ببراتها والشباب الذي اغتيل مستقبل يمنهم الجديدة!!بفوهة تلك القناصات التي وزعت لأسطح المنازل ،يكفي لمن تخول له نفسه التحاور مع هذا النظام أو من يأتي لتفاوض من أجل الرئيس المنتهية صلاحيته ،أن يتذكروا للحظة واحده تلك الدماء الطاهرة التي دفعت وحدها الثمن الغالي .

*رئيس حركة مندسون من أجل التغيير